الولادة: 1770
الوفاة: 1834
👶 النشأة والخلفية
وُلد اسطيفو في آزخ سنة 1770م في أسرة مسيحيّة سريانية عريقة في البلدة، وكان قد تلقّى التعليم الروحي الأساسي في الكنيسة المحلية منذ صغره، فأصبح شماسًا — خادمًا كنسيًا — يتمتّع بصوت قوي ومعرفة بالتراتيل والصلوات التقليدية. وقد تعلم أيضًا الخطابة والتأمل الروحي الذي يؤهّله لمكانة معنوية بين أبناء قومه.
🛡️ المكانة في المجتمع
كان اسطيفو موضع احترام واسع ليس فقط كخادم كنسي، بل كـ قائد شعبي روحي، معروفًا بـ: تقواه وتفانيه في خدمة الكنيسة والشعب، وقدرته على جمع الناس حوله في أوقات الشدّة، وصلابته في مواجهة التحديات التي واجهت آزخ في أوائل القرن التاسع عشر.
وقد ساعد هذا في أن يكون مرجعًا للثبات الروحي في أوقات الاضطرابات التي كانت تحيط بمنطقة دير الزور وأزخ (بحسب الروايات التاريخية الشفهية المتداولة في المخطوطات الشعبية).
⚔️ الظروف التاريخية والحروب المحلية
في تلك الفترة، كانت السلطة العثمانية تتراجع فعليًّا في المناطق الطرفيّة، وأخذ بعض الأمراء المحليّين (مثل محمد باشا الأمير الأعمى من راوندوز) يستثمرون هذا الخلل في توسيع نفوذهم.
في عام 1834م، تعرّضت آزخ لهجوم من قِبل قوات أمير راوندوز أثناء محاولة توسيع سيطرته على المنطقة. وقد شارك اسطيفو، بسبب مكانته الروحية والاجتماعية، في تنظيم الدفاع عن السكان بمدينة آزخ، ليس كسفير سياسي بل كـ قائد معنوي يلهب عزيمة الرجال والأهالي للدفاع عن حريتهم واستقلاليتهم.
🏛️ دوره القيادي
رغم كونه شماسًا بالمعنى التقليدي الخدمي، فإن اسطيفو ارتقى لدور قائد شعبي في تلك الأزمة بسبب: الاحترام الذي يحمله له الناس بوصفه رمزًا للوحدة والروحانية، ومهارته في التخاطب مع وجهاء البلدة لتحفيزهم على الدفاع.
لذلك فإن اسطيفو لم يكن قائدًا عسكريًا محترفًا، بل قائدًا روحيًا وتنظيميًا جمع بين الإيمان والثبات في مواجهة الخطر.
🕊️ وفاته وإرثه
توفّي اسطيفو في عام 1834م، في أجواء النزاعات التي تشهدها آزخ، وقد ترك وراءه ذكرى قائد روحي تربّى عليه السكان، نموذجًا للثبات في الإيمان أمام الصعوبات في تلك الحقبة التاريخية الحرجة.
وإن كانت المصادر الرسمية قليلة، إلا أن الروايات الشفهية والمخطوطات المجتمعية (مثل ما رواه المقسي عمسيح عمنو لوالده القس جبرائيل جمعة) تُذكِره باعتزاز كرمز للوحدة والصمود في وجه الظلم والصراع.
📍 أهمية سيرته في التاريخ المحلي
يبقى اسطيفو مثالاً على أن القيادة المجتمعية في الأزمنة الصعبة لا تقتصر على العسكريين فقط، بل يمكن أن ينهض الخادم الروحي كقائد يلهم الناس ويدفعهم إلى التماسك والدفاع عن مجتمعهم، وقد كانت حياة اسطيفو وعمله في آزخ خلال أوائل القرن التاسع عشر علامة على ذلك.