الولادة: –
الوفاة: –
✨ بوتامينا الشهيدة العفيفة
تُعدّ القديسة بوتامينا إحدى الشهيدات المصريات اللواتي قدّمن حياتهنّ شهادة للمسيح في عصور الاضطهاد، وقد ذاع صيتها في الإسكندرية خاصة، حيث استُشهدت متمسّكة بإيمانها وعفّتها حتى النفس الأخير.
🕊️ نشأتها وحياتها الأولى
وُلِدت بوتامينا في الإسكندرية، ويُذكر عنها أنها من أسرة مسيحية فقيرة؛ فقد توفي والدها وهي صغيرة، فتكفّلت أمها مرسيليا بتربيتها وتهذيبها. وقد وُضعت وهي بعد فتاة تحت إرشاد العلامة أوريجينوس في مدرسة الإسكندرية الأولى، فكانت تستمع لتفسيره للكتاب المقدس وتتربّى في حياة التقوى.
واضطُرّت بوتامينا للعمل أمَةً أو خادمة في بيوت الأغنياء الوثنيين. وكانت في أحد هذه البيوت تخدم رجلاً غنيًا امتلأ قلبه بالأفكار الدنسة نحوها، فصار يلاطفها ويحاول استمالتها بوعود كثيرة وأموال وفيرة، لكنها كانت تقاومه بقوة وتحفظ عفّتها، رافضة السقوط في الخطية مهما كلّفها الأمر.
⚖️ محاكمتها ومقاومتها للشر
تشهد بعض الروايات أن هذا الرجل الوثني، لما رأى إصرارها، اتهمها أمام الوالي بأنها مسيحية هي سبب رفضها له. فاستُدعيت بوتامينا للمثول أمام الوالي الذي حاول إغراءها بالعتق من العبودية والزواج من الرجل الغني، لكنها رفضت قائلة عبارتها الشهيرة:
«لا شركة للنور مع الظلمة».
أمال الغني رأسه إلى الوالي وهمس له بأنها مسيحية، فازداد غضب الوالي، ليس فقط لرفضها الزواج، بل لتمسّكها الثابت بالمسيح.
وبحسب روايات أخرى، اشتكاها سيّدها للوالي أوكيلا بعد أن رشاه ليلزمها بالخضوع لشهواته، فهددها الوالي بأن يُلقيها إلى المصارعين ليمارسوا معها الفاحشة، لكنها أصرت على طهارتها دون تراجع.
🔥 استشهادها وعذاباتها
أمر الوالي بأن تُعذَّب القديسة بوتامينا عذابات كثيرة، ثم يأخذها الجنود إلى النار لتحرق. وقبل تنفيذ الحكم، حاول بعض الجنود نزع ثيابها قبل إنزالها في إناء الزيت أو إدخالها للنار، لكنها توسلت إليهم قائلة إن تُنزَّل أولًا ثم تخلع هي ملابسها بنفسها حتى لا يعثر أحدهم بجسدها العاري.
رفض الجنود طلبها، إلا جنديًا واحدًا هو الضابط باسيليس (أو باسليوس)، الذي دافع عنها بشدة وأجبر رفاقه على احترام طلبها. وقد كان لهذا الموقف أثر عميق في قلبها، إذ ذكرت له لاحقًا أنها توسّلت للرب ليمنحه إكليل الشهادة.
وُضعت القديسة في النار ثلاث ساعات كاملة، ثابتة في إيمانها، حتى أسلمت روحها الطاهرة إلى عريسها السماوي.
وبعد استشهادها، قبض الجنود على أمها القديسة مرسيليا وألقوها هي أيضًا في النار فنالت إكليل الشهادة.
👑 استشهاد باسيليس وظهور القديسة له
بعد ثلاثة أيام من استشهادها، ظهرت بوتامينا للضابط باسيليس الذي أشفق عليها يوم تعذيبها، وقالت له إنها توسلت إلى الرب ليمنحه الإكليل. شاع خبر الرؤيا، فأُبلغ الوالي بالأمر، فغضب وأنزل الضابط من رتبته وأمر بقطع رأسه، فنال هو أيضًا إكليل الشهادة.
📅 تذكارها في الكنيسة
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد استشهاد القديسة العفيفة بوتامينا وأمها مرسيليا في ٣ أبيب (يوليو) من كل عام.