الولادة: 1940
الوفاة: 1985
✨ السيرة والبدايات
الأبُ نقولا كلويترز هو هولنديّ الأصل (1940-1985)، تَرَعْرَعَ في كنفِ أُسرةٍ متواضعة. تابعَ دِراستَهُ في معهدٍ مهنيّ، والتحقَ بأكاديميّةِ الفنونِ الجميلةِ في لاهاي. كان فنُّ الرسمِ شغفَهُ الكبير، وأصبح أستاذًا في هذه المادة. عاش صراعًا حقيقيًّا بين دعوتِه الدينيّةِ ورغبتِه في التخصّصِ بالفنّ، لكنّه اختار التكرّسَ لله.
تعلّمَ اللغةَ العربيّة في لبنان، وحاز دبلومَ معاونٍ اجتماعيّ. كان عنيدًا جدًّا على غرار الهولنديين.
⛪ رسالته الكهنوتيّة
بعد رسامتهِ الكهنوتيّةِ في هولندا، عُيِّنَ كاهنًا في ديرِ اليسوعيين في تعنايل – البقاع. تَمَثَّلَتْ مهمّتهُ في الاعتناءِ بالبقاعِ الشمالي: الهرمل، ودير الأحمر، والقاع، وإيعات، وحدث بعلبك، ووادي الرَّطْل، ونِبْحا، والقدّام، والزرازير، وبيت بو صليبي.
استأجرَ غرفةً في الهرمل حيث لا وجودَ للمسيحيين كي يكون قادرًا على مساعدة الأهالي في كلّ المناطق. تميّزت حياتُهُ بالجدّيّةِ والتقشّف، وكان يزورُ تعنايلَ مرّةً أسبوعيًّا كي يبقى على تواصلٍ مع رفاقِ دربِه اليسوعيين.
🌿 برقا والرسالة الاجتماعيّة
في العام 1973، تَعَرَّفَ إلى سكانِ بلدةِ برقا، هذه القريةِ المسيحيّة التي بلغَ عددُ سكانِها 1700 نسمة، وعُيِّنَ فيها كاهنَ رعيّةٍ في العام 1977، فشجّع سكانَ البلدة على عدمِ النزوحِ منها، وأصبحت أولويّته بقاءَ المسيحيين في أرضِهم ومنحهُم الأملَ في المستقبل.
سعى الأبُ نقولا إلى بناءِ مدرسةٍ في برقا وحاول تشجيعَ إنشاءِ العديد من المدارس في المنطقة، وعمل على تنميةِ الزراعةِ عن طريق تطويرِ الريّ وإنشاءِ الطرقِ الزراعيّة، مشاركًا السكانَ في مهمّاتهم.
🤝 المصالحة بين العائلات
في العام 1980، صالحَ العائلاتِ والعشائرَ التي عانت من الانقسامات، وتَمَّتِ المصالحةُ رسميًّا في حضورِ المطرانِ اللبنانيِّ الراحل رولان أبو جودة ووجهاءِ العائلات، فكسبَ محبّةَ الأهالي.
أدركَ الأبُ نقولا أن رسالتَهُ تكمن في أن يكون رجلَ مصالحةٍ في قريةٍ مسيحيّةٍ محاطةٍ بقرى مسلمة، من خلال زرعِ بذورِ الإيمانِ والمساعدةِ في الإنتاج.
🛠️ الإنماء والعمل الرعوي
تابع بناءَ مدرسةِ البلدةِ وقاعةِ الرعيّةِ ومنزلِ الكاهن، وتَمَّ توسيعُ الكنيسة، وتمكّنَ من افتتاحِ مشغلٍ ومستوصفٍ ومَعملٍ للمنسوجاتِ بالتعاونِ مع راهباتِ القلبين الأقدسين. ساعد الأهالي على إنشاءِ طريقٍ زراعيّةٍ للوصولِ إلى الأراضي المرتفعةِ للتمكّنِ من زراعةِ الفواكه. شكّلَ هذا الأمرُ خطوةً إلى الأمام والشعورَ بالمسؤوليّةِ المشتركةِ والعملِ والتضحية، فانطلقت مبادراتٌ جديدة، منها وضعُ خطّةٍ لبناءِ كنيسةِ “مار شربل” في الجبل وسط أشجارِ التفاح، وتبرّعَ الأهالي بالأموالِ اللازمةِ من أجلِ بنائها، فكانت كنيسةً لكلِّ الناس والعائلاتِ من دون أيّ تفرقة.
في الجمعةِ العظيمة، نظّمَ الأبُ نقولا دربَ صليبٍ حيًّا في البلدةِ بمشاركة جميعِ الأهالي، فوظّفَ شغفَهُ بالفنّ من أجلِ تجميلِ نفوس البشر، ورسمَ لوحاتٍ رائعة، أجملُها مراحلُ دربِ الصليبِ في برقا.
في المقابل، ولَّدَتْ هذه الخطواتُ الإيجابيّةُ والاتحادُ مع الأهالي الغيرةَ والحقد، وزَعْزَعَ عملَهُ الأهدافُ السياسيّةُ المحليّة…
✝️ الاستشهاد
خُطِفَ الأبُ نقولا، وتعرّضَ لأقسى أنواعِ التعذيب، ونالَ إكليلَ الشهادةِ في 14 آذار 1985، وعُثِرَ على جثمانِه في بئرٍ بعد مرورِ 15 يومًا على وفاتِه.
من أجلِ تفادي المشاكلِ وعدمِ الانتقام، دُفِنَ الأبُ نقولا في ديرِ تعنايل، وأقامت برقا مراسمَ جنازتِه في الجمعة العظيمة لتُسَلِّطَ الضوءَ على التشابهِ بين مقتلهِ وموتِ المسيح، فتحوّلَ استشهادُ الأبِ اليسوعيِّ علامةَ رجاءٍ وقيامة.
✝️دعوى تطويب
احتفلت الرهبنة اليسوعيّة في الشرق الأدنى والمغرب العربي في 22 كانون الثاني 2022، بافتتاح دعوى تطويب خادم الله الأب نقولا كلويترز اليسوعي الذي روى البقاع الشمالي اللبناني بدمه.