الولادة: –
الوفاة: –
📜 مولد القدّيس أور وظروف نشأته
نشأ القدّيس أور في إحدى بلاد الشرق (بلاد فارس)، وكان أبوه يُدعى ابراشيت، أمّا أمّه فكانت ابنة ملك تلك البلاد. واستطاع أبوه أن يتقرّب من الملك، وكان يقيم في قصره بعد وفاة زوجته التي رزق منها بولدين. وقد أُعجب بابنة الملك الحسنة الصورة، فتطلع إليها وأحبّها كثيرًا حتى أوقعها معه في الخطيئة، فحبلت منه.
ولما علمت الملكة بذلك حزنت كثيرًا، وخشيت أن تُخبر الملك، وأخفت الأمر عنه إلى أن ولدت ابنة الملك طفلًا حسن الصورة أُسموه أور، ومعناه: من وُجِد خِلسة وسرًا. وكان ميلاده في الثاني والعشرين من شهر كيهك.
وبعد ثلاث سنوات ماتت أمّه، فاحتفظت به الملكة، وأخفته في حجرات القصر خوفًا من أن يراه الملك، وكانت تحبّه وتعزّه كثيرًا، وكلما دخلت عليه كان وجهه يضيء كالشمس وتفوح منه روائح بخور طيبة، وكانت تخشى أن يفزع الطفل من ذلك المنظر.
👼 رؤى القدّيس أور في طفولته
كان الطفل أور يحكي أنّ طائرًا ذا وجه يضيء كالشمس، ووسطه مشدود بمنطقة من ذهب أحمر، وجسده كالنار، ورجليه كالنحاس اللامع، ووجهه يشبه وجه إنسان، وصوته كأمواج البحر الهائج، وكان إذا رآه يسقط مرعوبًا.
فيقيمه الطائر قائلًا:
“هكذا لا تخف يا أور. أنا غبريال رئيس الملائكة الواقف أمام الله القدّوس. أنا قائم معك من يوم مولدك وإلى الآن، ولن أتخلى عنك حتى تنتهي أيام غربتك على الأرض، ويكون لاسمك صيتًا عظيمًا.”
فلما سمعت الملكة وأبوه هذا الكلام تعجّبا ووقع عليهما رعب عظيم.
⚔️ غضب الملك وهروب الأسرة
عندما بلغ الطفل أور ثماني سنوات، كان الملك يتجوّل في القصر، فرآه وعرف أنّ ابراشيت قد رزقه من ابنته، فحمِي غضبه وأراد قتل ابراشيت. لكن ابراشيت هرب وأخذ ولديه والطفل أور، وخرج من القصر متجهًا نحو أورشليم.
عندها ظهر لهم ملاك الرب غبريال وأمرهم بالذهاب إلى مدينة الفيوم في أرض مصر، وأراهم موضع سكنهم وهو جبل النقلون. وبعد خمسة أشهر مات ابراشيت، وترك أولاده الثلاثة الذين صاروا مسيحيين.
🕍 تأسيس بيعة رئيس الملائكة غبريال
عندعود الفتى أور، ظهر له الملاك غبريال ومعه القدّيسة مريم العذراء والملاك ميخائيل، وطلبوا منه بناء بيعة باسم رئيس الملائكة غما اشتدّ بريال، وحددوا له موضعها. وكان ذلك في الثالث عشر من شهر أمشير. وبدأ القدّيس أور البناء، وكان الملاك غبريال يعينه بمعجزات واضحة، واستمر أور في البناء بكل قلبه وفكره.
👑 عودة أور إلى المملكة
مات الملك جدّ القدّيس أور، وتولى ابنه الحكم. واشتدّ حزن الملكة الجدّة على حفيدها البعيد، فألحّت على ابنها الملك أن يبحث عنه. فأرسل رسله وجنوده ليأتوا به.
ظلّوا يبحثون عنه حتى وجدوه في الفيوم بجبل النقلون، قائمًا ببناء البيعة.
وتوسلوا إليه أن يعود معهم خوفًا من بطش الملك إذا رجعوا بدونه.
فطلب أور مهلة ليعرف مشيئة الرب، ومكث الليل كله يصلي.
فظهر له الملاك غبريال وأمره بالذهاب لأن ذلك خير له وللبيعة.
فذهب معهم، واستُقبل استقبال الأمراء، وجلَس مع الملك على الكرسي، وأخبر جدته بما صنعه الرب معه وما يقوم به من بناء البيعة.
🙏 طلبه للرجوع إلى جبل النقلون
طلب القدّيس أور الإذن من الملك ليعود إلى إكمال بناء البيعة، لكن الملك رفض. فحزن أور وصلّى إلى الرب أن يحنّن قلب الملك. فقد تُرئِيَ (تُرِئِيَ) الملاك للملك والملكة في حلم وأمرهما بإطلاق القدّيس أور. فأرسلاه ومعه ذهب كثير لبناء البيعة.
😈 حرب الشيطان للقدّيس أور
عندما عاد إلى جبل النقلون، أراد إعادة البناء بالطوب الأحمر بدل اللبن. لكن إبليس لم يحتمل أن يرى البيعة تُبنى، فحارب القدّيس أور بحيل كثيرة:
- ظهر له في أشكال مخيفة.
- تشبّه براهب شيخ ليتسلل بين العمال.
- كان يكسر الجرار المملوءة بالماء ويعطل العمل.
- ثم صار يناول الطوب ويلقيه على العمال ليؤذيهم.
ولما أثار فتنة واتُّهِم القدّيس أور ظلمًا بأنّه تسبب في قتل عامل، ظَهِرَ (ظُهِرَ) رئيس الملائكة غبريال وربط الشيطان، وجعل العامل يقوم حيًا، فتعجب الجندي الذي قبض على القدّيس ومجّد الله. واستمر القدّيس حتى أكمل بناء البيعة في الثالث عشر من شهر بؤونه.
في تلك الليلة، أشرق نور عظيم وظهر رئيس الملائكة غبريال، وقال له:
“السلام لك يا أور حبيب الله… البيت الذي بنيته سيُظهر عجائب كثيرة، وكل من يأتي إليه بمرض سينال الشفاء. وكل من يأتي هنا فليكن طاهرًا في نفسه وجسده. وأنا وميخائيل نحرس هذا الموضع ومن يقصده.”
⛪ تكريس البيعة ورسامته قسًا
دعا القدّيس أور الأنبا إسحق أسقف الفيوم ليكرّس البيعة، فكرّسها في السادس والعشرين من شهر بؤونه، وتمت رسامة القدّيس أور قسًا عليها، وظهرت فيها عجائب كثيرة.
🕊️ رسامته أسقفًا على الفيوم
عند نياحة الأنبا إسحق، اجتمع أراخنة المدينة وكل الشعب، وطلبوا من البطريرك أن يقيم القدّيس أور أسقفًا عليهم.
فصلّى البطريرك، فقد تُرِئِيَ الملاك غبريال له وأخبره أنّ الأمر من الرب، فأقامه أسقفًا على الفيوم وكل تخومها.
🏛️ أعماله الرعوية والنسكية
• بنى القلالي للرهبان والنساك.
• بنى أماكن للغرباء.
• اهتم بالمحتاجين.
• أكثر من الأعمال الصالحة التي مجّد الناس بسببها الله.
وقبل نياحته أوصى أن يُدفن في التراب غربي البيعة بلا ثياب فاخرة ولا تابوت.
✨ نياحته
في التاسع من شهر أبيب (يوليو) تُوُفِّيَ القدّيس الأنبا أور، فزفّته الملائكة إلى فردوس النعيم، إذ أكمل جهاده وأرضى الرب.
وطوبوه لأنه صار فخرًا للعُبّاد والنساك، وسيرته منارة لكل من يسلك طريق الرب.
🏞️ جبل النقلون وعودة الحياة الرهبانية
بُنيت البيعة المقدسة التي تتعالى فيها الصلوات، ورُفعت الأيدي بالتمجيد، وصارت مكانًا للشفاء والعجائب بشفاعة القدّيسة مريم والملاك غبريال والملاك ميخائيل والقدّيس أور وشهداء الجبل.
وقد أعاد الله الحياة إلى جبل النقلون بجهود الأنبا ابرآم أسقف الفيوم، وبركة البابا الأنبا شنودة الثالث سنة 1999 حين اعترفت الكنيسة بالرهبنة في الدير رسميًا.
🧱 إعمار الدير
تم إنشاء أساسات مائة قلاية لسكنى الرهبان، وبُنيت مبانٍ لخدمة الزوار مع الحفاظ على الجو الروحي للدير.
ولا يوجد مبيت للرحلات داخل دير الملاك غبريال، إذ خصص دير القدّيس الأنبا ابرآم (دير العزب) لهذا الغرض.