| الدولة | العراق |
|---|---|
| المحافظة – المدينة | كربلاء |
| الطائفة | – |
| الموقع على الخريطة |
📍 موقع الكنيسة وتاريخها
تحتضن كربلاء أقدمَ كنيسةٍ في العراق. تقع في وسط موقعٍ يدعى (الأقيصر) على مسافةِ 70 كم جنوبَ غربي كربلاء وعلى بعدِ 5 كم من (قصرِ الأخيضر) التاريخي المعروف. كان هذا الموقع مدينةً متكاملةً تزخر بالحياةِ منذ قرونٍ بعيدة، وتضم كنيسةَ (الأقيصر) التي تقع في وسطِ الصحراء الآن.
✝️ النقوش والرسوم والقبور
تزخر الكنيسةُ برسومٍ متعددةٍ لأشكالٍ مختلفةٍ للصليب، وتوجد على جدرانِ الكنيسةِ كتاباتٌ آراميةٌ تعود إلى القرنِ الخامسِ الميلادي قبلَ الإسلامِ بنحوِ مئةٍ وعشرينَ سنةً، حسبَ ما ذكرته الدراساتُ التي قام بها عددٌ من الباحثين والآثاريين. وفيها كذلك مجموعةٌ من القبور؛ قسمٌ منها يعود إلى رهبانِ الكنيسةِ ورجالِ دينِها الذين كانوا يقدّمون تعاليمهم وخدماتهم وهي ملاصقةٌ للكنيسة، والقسمُ الآخرُ لعامةِ الناسِ من المسيحيين الذين يدفنون هنا، وهو يبعد عن الكنيسةِ بمسافةٍ تزيد عن عشرينَ مترًا.
كان كلُّ واحدٍ من هذهِ القبورِ يحتوي على بناءٍ حجري يضم الرفاة، فيما يُغطى اللحدُ بحجرٍ كبير. أمَّا جدرانُها فهي مكسوةٌ بالجص، وبعدها يُهال على القبرِ الترابُ ليُطلى بطبقةٍ من الجصِ لتكون هي الظاهرةَ من الخارج. واتِّجاهُ القبورِ يكون دائمًا باتِّجاهِ بيتِ المقدس. يبلغ عمقُ كلِّ قبرٍ أكثرَ من مترٍ وخمسةٍ وعشرينَ سنتيمترًا، وطوله مترٌ وعشرونَ سنتيمترًا، فيما يبلغ عرضه ستينَ سنتيمترًا.
🧱 البنية والسور والأبعاد
الكنيسةُ يحيطها سورٌ بُني من الطينِ فيه أربعةُ أبراجٍ، ويوجد في السورِ خمسة عشرَ بابًا للدخولِ وهي مقوَّسةٌ من الأعلى. فيما يبلغ طولُ بناءِ الكنيسة ستةَ عشرَ مترًا وعرضُها أربعةُ أمتارٍ، والكنيسةُ بُنيتْ من الطابوقِ المفخورِ أو الفرشي.
⏳ القيمة الأثرية والاكتشافات والتنقيبات
هذه القيمةُ البنائية تُثبِتُ أنها أقدمُ كنيسةٍ شرقيةٍ في التاريخِ، لأنها بحسب الدراساتِ بُنيتْ في منتصفِ ستيناتِ القرنِ الخامسِ الميلادي. التنقيباتُ التي أُجرِيَتْ عامَي 1976 و1977 هي التي اكتشفت هذا الموقعَ والكنيسةَ عندما قاد السيدُ مظفَّرُ الشيخِ قادرَ البعثةَ العراقيةَ في هذه المنطقة.
⚠️ النهب والتخريب والأضرار الحديثة
كان موقعُ الكنيسة مُثبَّتًا لدى المسيحيين من الكلدان الذين كانوا يأتون إلى الكنيسةِ لزيارتها كلَّ عامٍ لإحياءِ قداسِهم وإقامةِ الصلاةِ في مذبحِ الكنيسة؛ وهم يعتبرون هذه الكنيسة أقدمَ كنيسةٍ في الشرقِ الأوسط بل في الشرقِ عمومًا. تعرَّضت الكنيسةُ التاريخيةُ هذه بعد سقوطِ النظام إلى عملياتِ نهبٍ طالت حتى القبورَ التاريخية طمعًا بالعثورِ على كنوزٍ من ذهبٍ وفضةٍ وأحجارٍ كريمةٍ وغنائمَ أخرى. علما أن هناك آثارًا للتخريبِ تعرَّضَ لها هذا الموقعُ من قبلِ عسكرِ النظامِ البائدِ الذي اتخذَ من موقعِ الكنيسةِ مكانًا للتدريبِ والتصويبِ؛ وتُرى بقايا القذائفِ ما زالت موجودةً، إضافةً إلى التخريبِ الناتجِ عن عواملَ بيئيةٍ وإهمالٍ طويلٍ.