الدولة | لبنان |
---|---|
المحافظة – المدينة | جبل لبنان |
الطائفة | – |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🏛️ عين كفاع وموقعها الأثري
في بلدةِ عينِ كِفاعَ منطقةٌ تعُجُّ بالكنائسِ وذاتُ تاريخٍ أثريٍّ يُخبِرُك عنه العارفون، فيقولون إنّ مساحتَها حوالي ألفي مترٍ مربّعٍ، وتحتوي على آثارٍ قديمةٍ تدلُّ على تاريخِ هذا المكانِ منذُ عصور الرومان، إذ إنّها كانت محطةً من محطّات تنقّلاتِهم البرِّيّةِ، خصوصًَا بين جبيلَ والقلاعِ الموزَّعةِ في المناطقِ المجاورةِ.
⛪ كنيسة القدّيس روحانا
وتشهدُ على ذلك كنيسةُ القدّيسِ روحانا التي بناها الخوري يوحنا ابنُ الخوري فرج الحدّاد، وقد عُثِرَ على قرطاسٍ في كنيسةِ تحومَ يُؤيّدُ ذلك، وهو مؤرَّخٌ في 15 آذارَ سنةَ 1972.
وكنيسةُ مار روحانا ذاتُ بُنيانٍ فخمٍ متينٍ مُشيَّدٍ على بقايا برجٍ قديمٍ، آثارُه ما زالت ماثلةً، فزاويتُه القبليّةُ الغربيّةُ راسخةٌ على حجارةٍ ضخمةٍ كأنّها من قلعة بعلبك وإنْ كان دون الكبرى ضخامةً، إلّا أنّ حجارة الهيكلين من مقلعٍ واحدٍ.
أمّا درجُ الكنيسة فداخليٌّ وهي أشبهُ بحصنٍ منها بهيكلٍ، وفي خاصرة حنيّة الكنيسة حجرةٌ مخفيّةٌ أعدَّها القدماءُ مدفنًَا لكنوزِهم.
🕯️ الاكتشافات الأثرية
وبالقربِ من هذا المعبدِ اكتشفَ الأثريّون مدافن قديمةً واستدلّوا على منزلةٍ مهمّةٍ لمن سكن في هذه الأماكنِ الأثريّة.
وقد زار بيار مونتِه سنةَ 1922 هذه الآثار وكان أثناءها يتولّى الحفريّات في مدينة جبيل، وقد انتهى مونتِه إلى أساس الهيكل الذي قالَ عنه إنّه رومانيُّ الفنّ والعمارة، وفيه سراديبُ طويلةٌ كانت تجمعُ بين أطراف الموقع.
وقد عُثِرَ مونتِه على ناووسٍ كبيرٍ في زوايا غطائهِ الثلاثِ قاعدتانِ، فيهما نقوشٌ بديعةٌ، وقد نُقِلَ هذا الناووسُ إلى أماكنِ الحفريّاتِ في جبيلَ. كما عُثِرَ على بعض الصحون والكؤوس من الفضّة والبرونز، وهذا ما كان يستعملُه الرومانُ.
🏺 1000 سنة قبل المسيح
زارَ هذا الموقعَ العالِمُ دونان، الذي كان مسؤولًَا بدورِه عن حفريّاتِ جبيلَ، فأكّدَ على وجودِ المدافنِ وعمقِها حوالي عشرةِ أمتارٍ خاليةٍ من أيِّ أوانٍ أو عظامٍ، وقد حدّدَ دونان أماكنَ السورِ القديمِ المُهدَّمِ ممّا يدلُّ على أنّ هذا المركزَ كان ضمنَ سورٍ كبيرٍ لحمايتِه.
هذه الأعمالُ الأوّليّةُ التي قامَ بها بعضُ المنقّبين عن الآثارِ كشفت موقعين كبيرين ومستودعاتٍ مؤلَّفةً من غرفتين مستطيلتَين متلاصقتَين، كُسِيَت جدرانُها بطلاءٍ من الكِلس، وهذه الجدرانُ هي كلُّ ما تبقّى من الغرفتين، لأنّ الغرفَ كلَّها مع بقيّةِ أقسامِ المعبدِ قد أتلفَها الزمنُ خصوصًَا في الحروبِ.
معظمُ هذه الآثارِ يرجعُ تاريخُها إلى الفترةِ الممتدّة إلى ألف سنةٍ قبلَ المسيح وألفٍ بعده، عندما تحوَّلت الإمبراطوريّةُ إلى بيزنطيّةٍ فتأثّرت بالأشكالِ الهندسيّةِ البيزنطيّةِ.
🏚️ الهياكل والأديرة المحيطة
على الجبالِ المحيطةِ بعينِ كِفاعَ هياكلُ عدّةٌ يتهدّدُها الدمارُ، ومنها مار عبدا ومار سمعان ومار سركيس. وفي ديار مار عبدا تخفّى المطرانُ يوسفُ اسطفان حينَ أهدَرَ الأميرُ بشيرٌ دمه بعد «عاميتي انطلياس ولحفد»، ولم يَبقَ من هذا الدير حاليًّا إلّا بقايا قليلةٌ.
📜 ما أورده الأباتي بطرس الحدّاد
وقد أوردَ الأباتي بطرس الحدّاد الأنطونيّ في مخطوطةٍ «أصولُ تاريخِ عينِ كِفاعَ» ما حرفيّتُه:
«اشتهرت عينُ كِفاعَ بهياكلِها ومدافنِها القديمةِ التي اكتشفَها الأثريّون واستدلّوا على منزلتِها كمحطّةٍ تاريخيّةٍ بين الجبلِ والساحلِ، وفي الطريقِ الممتدّ من الشمالِ حتى الجنوبِ فبنوا فيها:
- هيكلًَا معالمُه ما زالت حتى هذه الساعةِ وقد بُنيَت عليه كنيسةُ مار روحانا.
- كنيسةَ مار صوما التي ابتناها متري وولداه جبرائيل وبشير الحدّاد.
- كنيسةَ سيّدةِ النجاةِ التي شادَها بشيرُ بن متري الحدّاد، أمّا اليومَ فقد خَرِبَت وهي ملكُ الشيخِ نعوم الحدّاد.
🌄 الكهوف والمغاور
ويوجدُ حولَ القريةِ كهوفٌ ومغاورُ تُعَدُّ بالعشراتِ، أشهرُها مغارةُ سيّدةِ القطينِ، ومعنى القطينِ «الكهفُ العظيمُ». وهناك بنى الأبُ بطرس من «خشكار» ديرًَا للرهبانِ وذلك في العامِ 555، وأسماه «ديرَ القطينِ»، وقد استُعمِلَ في البناءِ خشبُ الأرزِ المُقتطَعُ من جبلِ جاجٍ.
ولكنَّه احترق ولا تزالُ آثارُه قائمةً في قلب الصخر، وفيه اليوم مزارٌ للسيّدة العذراء يحجُّ إليهِ سكّانُ المنطقة طالبين الشفاء من أمراضِهم.