كنيسة سيّدة كمّاع

🌿 كنيسة سيّدة كمّاع: جوهرةٌ بين الواديين

جنوب شرق حيّ القُطلبة، على نتوءٍ صخريٍّ بين واديين، وتحت ظلال السنديان العتيق، تُطلّ كنيسة سيّدة كمّاع على وسط القبيّات، من خلال فرجةٍ خضراءَ عميقةٍ بين جبلي المُرغان والعَلّية.

الموقع نفسه يبدو كخشبةِ مسرحٍ رومانيٍّ تحتضنه المُدرّجاتُ الزراعيّةُ الخصيبةُ من ثلاثِ جهات؛ الغربيّةُ منها تُسمّى تلّة الجبّانة، التي فيها مغاورُ ومقابرُ قديمةٌ جدًّا.

كمّاع قد تكون آراميّةَ الأصل، فتكون بمعنى الساحر، ولِقِدمِ الخرائبِ الأثريّةِ فيه، وقبورِ تلّة الجبّانة التابعةِ له، يُظَنُّ أنّ الموقعَ كان مركزَ عبادةٍ وثنيّةٍ.

أمّا الكنيسةُ فمزدوجةٌ: جنوبيّةٌ وشماليّةٌ، ولكلٍّ منهما حنيّةٌ (خُوروس) يصلُ بينهما بابٌ واسعٌ. رُمِّمَت الكنيسةُ المزدوجةُ على يدِ الأهالي، فصارت تُقامُ فيها القداديسُ في المناسباتِ والأعياد، ولا سيّما في الصيف.

وفي ظلالِ سِندِياناتِها الوارفة، مِصطبةٌ واسعةٌ يَحتسي تحتَها المتنزّهون كؤوسَ العَرقِ ولا يَشبعون.