الدولة | لبنان |
---|---|
المحافظة – المدينة | الشمال |
الطائفة | موارنة |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🏛️ كاتدرائيّة مار جرجس الحديثة
كاتدرائيّة مار جرجس الحديثة بُنِيَت إلى جانب كنيسةِ مار جرجس القديمة التي يَرتقي عهدُ بنائِها إلى أوائلِ ظهورِ النصرانيّة في هذا الجبل، وقد أَجمَعَ المؤرّخون، ومنهم الأب لامِنس اليسوعيّ والكونت دي طرزي، على أنّ كنيسةَ مار جرجس هي من أقدمِ كنائسِ لبنان وأشهرِها وأفخمِها، وما يُؤيِّدُ ذلك أنّها بُنِيَت ببقايا هياكلِ إهدن الوثنيّة.
🕍 موقع الكاتدرائيّة ووصفها المعماريّ
وكاتدرائيّةُ مار جرجس الحاليّةُ رابضةٌ على رابيةٍ صغيرةٍ في وسطِ البلدةِ، تَنتصبُ شامخةً بقُبّتِها العالية شموخَ الشّربين، وهي تَعلو عن سطحِ الكنيسةِ ستّةَ عشرَ مترًا، مُربّعةُ الشكل، على جدرانِها تَصعدُ دوالٍ جميلةُ الصّنعِ نافرةُ الحفر، تُظهِرُ عناقيدَ العنبِ وورقَ الدواليّ بشكلٍ يأخذُ الألبابَ، بَناها المُعلِّم بولس بن الشّدياق جرجس يمّين.
🧱 بناء الكنيسة وجهود الإهدنيّين
ولكنيسةِ مار جرجس شكلٌ جميلٌ وفخمٌ، بَناها الإهدنيّون وعلى رأسِهم المرحوم حبيب بك كرم، ناظرُ الأوقاف، الذي استَقدَم أشهرَ البنّائين في زمانِه وهو المرحوم داوود الشويري ليَبني الكنيسةَ. ويُروى أنّه عندما بُوِشِرَ بعقدِ مَصالِب الكنيسةِ اصطفَّ الإهدنيّون رجالًا ونساءً من ساحةِ الكنيسةِ إلى مقالعِ ظُهور عينطورين، وأخذوا يُناولون بعضَهم بعضًا الأحجارَ الصغيرةَ “الدِّبش” اللازمةَ لسقفِ الكنيسةِ، ولم يَمضِ ذلك النّهارُ حتّى كانت أحجارُ العقدِ مُتراكمةً كالجبالِ في ساحةِ الكنيسةِ، على حدِّ ما يقولُ سمعان خازن.
🕊️ رمز المدينة ومجدها
وقد شاء الإهدنيّون أن تكونَ كنيستُهم على صورةِ مدينتِهم ومِثالِها عظيمةً شامخةً، تَجمعُهم كلَّهم جدرانُها. ويقول المطران يوسف الدبس في كتابه الجامع المفصّل في تاريخ الموارنة المؤصّل:
“ممّا لا يمكنُ العدولُ عن ذكرِه كنيسةُ مار جرجس إهدن فإنّها أحسنُ الكنائسِ في لبنان وأفسحُها…”
🕯️ التصميم الداخليّ والمذابح
وتتألّف كنيسةُ مار جرجس من ثمانيةَ عشرَ مصلبًا قائمةٍ على عشرةِ أعمدةٍ ضخمةٍ، طولُها ستّةٌ وثلاثون مترًا، وعرضُها تسعةَ عشرَ مترًا، وعلوُّها أحدَ عشرَ مترًا. النورُ يأتي إلى الكنيسةِ من نافذتَين وخمسةَ عشرَ منوَرًا، والمناورُ في أعلى الحيطان مفتوحةٌ داخلًا وخارجًا لتعكسَ نورًا قويًّا إلى الكنيسةِ. فيها ستّةُ مذابحَ بالإضافةِ إلى المذبحِ الكبيرِ الذي هو على اسمِ الشهيدِ مار جرجس العظيم، والذي هو عبارةٌ عن تماثيلَ نافرةٍ من الرخامِ الأبيض، شُغِلَت بيدِ المرحوم إبراهيم العنيد من بيروت. الحنايا رشيقةٌ عاليةٌ تحتضنُ صورًا زيتيّةً كبيرةَ الحجمِ لمار جرجس وللسيّدةِ العذراء ولمار يوسف. وقد رَسَم هذه اللوحاتِ الفنانُ الكبيرُ داود قرم.
🌹 مجد الماضي واستمراريّة الإيمان
هذه الكاتدرائيّةُ الجميلةُ والفخمةُ التي شادها الإهدنيّون منذ مائةِ سنةٍ ليست البدايةَ كما أنّها ليست النهايةَ. بدايةُ تاريخِنا غارقةٌ في القِدَمِ، ونهايتُه إلى ما شاء الله. نحن لم نُوجَدْ لمئةِ سنةٍ ولا ألفٍ، وإلّا لكان انتهى الموارنةُ وزالَ مجدُ لبنان وذَبُلَت الوردةُ بين الأشواك، على حدِّ ما عبّر به أحدُ الشّبابِ الإهدنيّ.