الدولة | مصر |
---|---|
المحافظة – المدينة | الفيوم |
الطائفة | أقباط أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🕊️ بداية الحياة الرهبانية بدير الملاك غبريال
بدأت الحياة الرهبانية بهذا الدير من القرن الرابع الميلادي، ويؤكد هذا أن القديس الأنبا أنطونيوس ذكر عنه أنه قام بزيارة رهبان برية النقلون مرتين. وهذا ما أكده قداسة البابا شنودة الثالث في مجلة الكرازة بتاريخ 11 / 6 / 1999م.
الأولى: كانت في سنة 285م، وهذا مدون في رسالة الماجستير عن الرهبنة في مصر للمتنيح القمص غبريال أمين.
الثانية: في بداية القرن الرابع الميلادي، حيث أسس الرهبنة بجبل النقلون وأقام القديس أبا روحيا للرهبان.
استمرت حياة الرهبنة ببرية النقلون من القرن الرابع إلى أوائل القرن العشرين.
وتشرفت هذه البرية بأن عاش فيها الأنبا صموئيل المعترف لمدة ثلاث سنوات ونصف.
انقطعت الحياة الرهبانية من برية النقلون في القرن العشرين ما يقرب من خمسين سنة، لكن الله سمح بعودة الحياة الرهبانية في أواخر الثمانينات على يد نيافة الأنبا إبرآم أسقف الفيوم الحالي.
🏛️ تاريخ الرهبنة الحديثة بدير الملاك غبريال
قام نيافة الحبر الجليل الأنبا إبرآم أسقف الفيوم ورئيس دير الملاك غبريال بجبل النقلون بحركة تعميرية على المستوى الرهباني والعمراني، وكانت ثمرتها أن أعاد المجمع المقدس الاعتراف بهذا الدير بعد اكتمال شروط الاعتراف به.
وقد بدأت هذه الحركة التعميرية في النصف الثاني من سنة 1988م.
1️⃣ المستوى الرهباني
أعطى الفرصة لشباب كنيستنا القبطية الأرثوذكسية بقضاء خلواتهم ببيت الخلوة للشباب، مما جعلهم يستشعرون بركة هذه البرية فأقبلوا على طلب الحياة الرهبانية. أعاد المجمع المقدس الاعتراف بدير الملاك غبريال في 29 / 5 / 1999م، وهو تاريخ عيد حلول الروح القدس لهذا العام.
إلى هذا اليوم وصل عدد الرهبان إلى أربعة وعشرين راهبًا، وستة إخوة طالبي الرهبنة، منهم ثلاثة رهبان اتجهوا إلى دير مارمينا المعلق بجبل مركز ابنوب بأسيوط لتعميره، وقبلهم راهب رابع اتجه إلى مركز نقادة للمشاركة في تعمير دير الملاك ميخائيل هناك.
عدد الرهبان بالدير: 20 راهبًا، 6 إخوة.
أصبح من ضمن رهبان الدير سبعة رهبان نالوا نعمة الكهنوت، ويقومون بخدمة القداسات اليومية بالدير. ويخدم اثنان من الرهبان في إنجلترا: القس صليب النقلوني في مدينتي ليدز ويورك، والقس بولا النقلوني بالسويد.
⛪ الكنائس بالدير
كنيسة الملاك غبريال
بها ثلاثة مذابح: للقديسة الطاهرة مريم، والملاك غبريال، و مارجرجس. وتغطي حوائطها عدد من الفريسكات.
كنيسة الملاك ميخائيل
بها مذبح باسم الملاك ميخائيل.
🏞️ المغارات ببرية النقلون
تم حصر المغارات في المنطقة الشرقية فقط، فوجد 68 مغارة، منهم مغارة القديس الأنبا صموئيل المعترف.
تم العمل في 15 مغارة منها تصلح للسكني للمتوحدين.
🏗️ المستوى العمراني والدير الجديد
بدأ العمل في ديسمبر 1988م ببناء مضايف لاستقبال الزوار، وبناء قلالي للرهبان وترميم البعض الآخر.
اتسع العمل أكثر في الفترة من صيف 1993م إلى صيف 1994م، وشمل ترميم الكنيستين، وعمل مائدة للأباء الرهبان، وإعداد 25 قلاية لسكن الأباء الرهبان.
في أغسطس 1996م، صدر القرار الجمهوري رقم 264 لسنة 1996م ببناء سور جديد يحيط بالدير، وأصبح داخل الأسوار مساحة حوالي 35 فدان، وتم عمل بوابتين كبيرتين للدير.
تم بناء مغارتين حول البوابة الرئيسية، ارتفاع كل منهما 25م.
تم عمل خزان للمياه بكل منارة على ارتفاع يزيد عن 20م لتخزين المياه العذبة الداخلة إلى الدير عبر خط مواسير بطول 3 كم، ومن الخزانين تندفع المياه إلى داخل الدير عبر مسافة 500م.
تم إعداد أماكن للخدمات بالدير: فرق للقربان، ومخبز نصف آلي، وأماكن ضيافة الأباء الكهنة والشباب في خلوتهم.
تم إعداد مكتبة بمساحة 6 × 15م للاطلاع للرهبان.
رُصِف الطريق المؤدي إلى الدير بمسافة 5 كم سنة 1996م.
تم توصيل الكهرباء للدير بمحول خاص في 3 / 8 / 1997م.
تم زراعة المنطقة الشرقية بالخضروات وأشجار الفاكهة، وجاري توسيعها باستمرار.
🏘️ العمل العمراني الحالي
تم بناء 25 وحدة سكنية، مساحة كل وحدة 170م، تحتوي كل وحدة على أربع قلالي، والقلاية عبارة عن حجره وصالة وحمام ومطبخ، وبذلك أصبح بالدير 100 قلاية معدة للسكن.
ثم وضع الأساسات وارتفع البناء لثلاثة مبانٍ، مساحة كل منها 1800م، واستُخدمت كالآتي:
- مبنى خدمات للأباء الرهبان
- مبنى خدمات للزائرين
- مبنى خدمات لخلوة الأباء الكهنة والشباب
🕊️ سيرة القديس الأنبا أور
نشأ القديس أور في إحدى بلاد الشرق (بلاد فارس)، وكان أبوه يدعى ابراشيت، أما أمه فكانت ابنة ملك تلك البلاد. واستطاع أبوه أن يتقرب من الملك، وكان يقيم بقصر الملك بعد وفاة زوجته التي رزق منها بولدين. ولقد أعجب بابنة الملك، التي كانت حسنة الصورة جدا، فتطلع إليها وأحبها كثيرا، ولم يزل في أثرها حتى أوقعها معه في الخطيئة، وحبلت منه. ولما علمت الملكة ذلك، حزنت جدا، وخشيت أن تخبر الملك، وأخفت السر عنه إلى أن ولدت ابنة الملك طفلا حسن الصورة أسموه أور، ومعناه من وُجد خلسة وسرا. وكان ميلاده في اليوم الثاني والعشرين من شهر كيهك. وبعد ثلاث سنوات ماتت أمه، فقامت الملكة بالاحتفاظ بالطفل، وأخفته في حجـرات القصر خوفا من أن يراه الملك، وكانت تحب الطفل وتعزه كثيرا. وكلما دخلت على الطفل أور، وكان وجهه يضئ كالشمس، وتفوح منه روائح بخور طيبة وذكية، وكانت تخشى على الطفل أن يخاف من هذا المنظر أو يصاب بأذى.
وحكى الطفل أور أن طائرا وجهه يضئ كالشمس، ووسطه مشدود بمنطقة من ذهب أحمر، وجسده كالنار، ورجليه كالنحاس اللامع، ووجهه يشبه وجه إنسان، ومنظره مخوف جدا، وصوت كلامه كأمواج البحر الهائج. وأنا إذا نظرت إليه، أسقط أمامه مرعوبا، فيقيمني قائلا: “هكذا لا تخف يا أور، أنا غبريال رئيس الملائكة الواقف أمام الله القدوس، هوذا أنا قائم معك من يوم مولدك وإلى الآن، ولن أتخلى عنك حتى تنتهي أيام غربتك على الأرض، ويكون لاسمك صيتا عظيما”.
فلما سمعت الملكة وأبوه هذا الكلام، تعجبا كثيرا، ووقع عليهما رعب عظيم. وعندما كان عمر الطفل أور ثماني سنوات، كان الملك يتجول في القصر فرأى الطفل، فعرف أن ابراشيت رزقه من ابنته، فحمى غضب الملك جدا، وأراد قتل ابراشيت، لكنه هرب من وجه الملك، وأخذ ولديه والطفل أور، وخرج من القصر وهو ينوي أن يتجه إلى أورشليم. لكن ملاك الرب غبريال ظهر لهم، وأمرهم بالذهاب إلى مدينة الفيوم التي بأرض مصر، وأراهم المكان الذي يسكنون فيه، وهو جبل النقلون. وبعد وصولهم إلى هذا المكان بخمسة أشهر، مات ابراشيت، تاركا أولاده الثلاثة الذين صاروا مسيحيين.
وعندما اشتد عود الفتى أور، ظهر له الملاك غبريال، ومعه القديسة العذراء مريم والدة الإله، ومعهم الملاك ميخائيل، وطلب منه بناء بيعة باسمه، وحدد له مكان البيعة، وكان ذاك في اليوم الثالث عشر من شهر أمشير. وبدأ القديس أور في بناء البيعة، وكان رئيس الملائكة غبريال يساعده من خلال ما أظهر له من معجزات، واستمر القديس أور في بناء البيعة، واهبا حياته وفكره وقلبه في عمل الرب الذي دبر للقديس أور ما يعنيه على العمل الذي بدأه.
فلقد مات الملك جد القديس أور، وتولى ابنه الملك عوضا عنه، وأصبح حزن جدته الملكة عظيما، فقد فقدت زوجها الملك، إضافة إلى حزنها الدائم على ابتعاد حفيدها القديس أور عنها في أرض بعيدة. فطلبت بإلحاح إلى ابنها الملك، والذي هو خال القديس أور، أن يبحث عنه حتى يجده لتراه قبل أن تموت. فأجابها الملك إلى طلبها، وأرسل رسله وجنوده، وأمرهم بالبحث عنه في كل مكان، وألا يرجعوا إلا برفقة القديس أور. وظل رسل الملك يبحثون عنه حتى علموا أنه في مدينة الفيوم بجبل النقلون في أرض مصر، ووجده قائما بالبناء في بيعة رئيس الملائكة غبريال، فأخبروه بكل ما حدث من أمور المملكة، وتوسلوا إليه أن يذهب معهم لأنهم لن يستطيعوا العودة بدونه.
فرفض القديس أور الذهاب معهم، فأخبروه أن الملك سوف يقتلهم إذا رجعوا دون أن يكون معهم، ويكون هو سبب قتلهم. فتحير القديس أور، ورق قلبه لهم، وهو لا يريد أن يكون سببا في قتلهم، وطلب منهم مهلة حتى يعرف مشيئة الرب القدوس في هذا الأمر. وصار قائما الليل يصلي بدموع، ولم يأكل أو يشرب شيئا. ولما انتصف الليل، ظهر له ملاك الرب غبريال بمجد عظيم، وطمأنه، وآمره بالذهاب مع رسل الملك، لأن الأمر من قبل الرب وهو للخير، وأخبره أنه سيكون معه حتى يعود إلى جبل النقلون لإكمال بناء البيعة.
ففرح القديس أور فرحا عظيما، ومجد الرب القدوس، واستعد للسفر مع رسل الملك، وكان ملاك الرب مصاحبا له في جميع طرقه حتى وصل إلى المملكة، وهناك استقبلوا القديس أور بإكرام عظيم كأمير من أمراء المملكة. وتبدل حزن جدته الملكة إلى فرح عظيم، وأجلسه الملك معه على الكرسي من أجل أنه ابن أخته. ولما مضى شهر، وهو مقيم بالمملكة متفكرا في إكمال بناء البيعة، تحدث مع جدته الملكة عن العجائب والمعجزات التي صنعها الرب القدوس معه منذ اليوم الذي خرج هو وأخويه وأبوه من المملكة، وكيف أن رئيس الملائكة غبريال الذي لازمه منذ أن كان طفلا مازال ملازما له حتى اللحظة، وحكى عن البيعة التي يقوم ببناءها على اسم رئيس الملائكة غبريال، وطلب من جدته الملكة أن تحدث خاله الملك ليأذن له بالرجوع لاستكمال أعمال البناء في البيعة. فتوسلت إليه كثيرا ليبقى معها بالمملكة، وعندما وجدته مصرا على العودة إلى جبل النقلون، تحدثت مع خاله الملك في هذا الأمر، لكن الملك رفض طلبه.
فحزن القديس جدا، وصلى إلى الرب القدوس لكي يحنن قلب الملك عليه ويطلقه بسلام. فسمع الرب صلاته، فقد ظهر ملاك الرب لجدته الملكة وخاله الملك في حلم، وأمرهم أن يطلقوا القديس أور ليذهب بسلام إلى جبل النقلون، ففعلوا ما أمرهم به الملاك، وأعطوا للقديس أور ذهبا كثيرا لبناء البيعة، وودعوه وهم متأثرين جدا، وخرج القديس من عندهم ممجدا الرب القدوس على عجائبه التي صنعها معه، مشتاقا للوصول إلى جبل النقلون حيث البيعة.
فلما وصل إلى هناك، رأى أن يهدم ما بناه بالطوب اللبن، ويبني مكانه بالطوب الأحمر. وفيما هو يقوم بالبناء، إذا بإبليس اللعين، عدو كل بر، الشيطان المعاند، لم يحتمل أن يرى بيعة الله تُبنى في هذا الجبل، فحسد القديس أور، وبدأ يحاربه بحيل ومكائد شريرة حتى يمنعه من استكمال البناء. فظهر له بأشكال مخيفة، ومناظر مرعبة، وأشكال شتى، حتى لجأ إلى حيلة خبيثة، حيث تشبه براهب شيخ، تحدث مع القديس أور طالبا بإلحاح أن يشركه في أعمال البناء. فوافقه القديس، دون أن يفطن إليه أنه الشيطان في شكل راهب شيخ، وحدد له عملا، وهو أن يملأ الأواني الفخارية من البحر القريب من مكان البناء، ويحملها على الدواب، ويأتي بها إلى العمال.
فما كان منه إلا أن يملأ الأواني الفخارية بالماء، ويحملها على الدواب، وعندما يقترب من مكان بناء البيعة، يكسر الأواني الفخارية ويضيع الماء، وتتعب الدواب ويتعطل البناء. فلما تكرر هذا العمل، حدث تذمر بين العمال بسبب هذا الراهب الشيخ، وجعلوه يترك هذا العمل، ويقوم بعمل آخر، وهو مناولة الطوب. فكان يرميه على العمال، محاولا قتلهم، وأصاب آخرين معه، وبسبب فعله هذا أوقع القديس أور في ضيقة عظيمة، حيث ادعى أن العامل مات بسبب القديس أور وبسبب البناء، وأخذ يهيج عليه أحد جنود الوالي الذي يصادف مروره بالقرب من المكان. فقبض الجندي على القديس، عازما على اصطحابه إلى الوالي، وصلى القديس إلى الله حتى يظهر الحقيقة وينجيه من هذه التجربة. فظهر رئيس الملائكة غبريال، وربط الشيطان الذي تخفى في شكل راهب شيخ، وكان القديس أور يسأله من هو، فكان يصرخ وهو يقر بأنه الشيطان ويقر بكل مكائده التي حاول بها تعطيل بناء البيعة. وصلى القديس أور إلى الله، فأقام العامل الذي تسبب الشيطان في قتله، وقد تعجب جندي الوالي مما سمعه ورآه، ومجد الله، وأقام بجبل النقلون حتى أكمل القديس أور بناء البيعة في اليوم الثالث عشر من شهر بؤونه، وقد فرح جدا بتمام البناء، ومجد الله القدوس.
وفيما هو راقد في تلك الليلة، إذا أشرق عليه نور عظيم، وظهر له رئيس الملائكة غبريال المبشر، وقال له: “السلام لك يا أور حبيب الله، أقول لك إنني مسرور لفعلك الحسن، وهوذا الآن قد فرغت أن أسأل الله من أجلك ليبني لك مسكنا في السماوات لم تصنعه أيادي. أقول لك أن هذا الموضع قفر، وكل الذين يأتون إليه يريدون ما يقوم بحاجتهم، فلا ترد أحدا ممن يأتي إلى هنا فقيرا كان أو غنيا، لأن هذه إرادتي. وكل موضع لا يكون فيه محبة، ليست فيه بركة الرب. أقول لك يا أور أن كل من يأتي إلى هنا وبه أي مرض من الأمراض الصعبة، فإنه لا يخرج حتى ينال الشفاء بقوة ملكي الحقيقي يسوع المسيح، وسوف يظهر في هذه البيعة عجائب كثيرة ويذيع خبرها”.
في كل الأرض وأنا آتي وأسكن فيها، لأني أحببتها جدا، والرب أعطاها لي كرامة وهبة، وسوف يعمر هذا الجبل ويكون مثل أبراج الحمام من الجموع الذين يأتون إليه من سائر الأماكن، وتصعد صلواتهم أمام الله، فيأمر الذين يأتون إليه أن يكونوا أطهارا في نفوسهم وأجسادهم، ويحفظون الوصايا التي سلّموها من آباءهم القديسين. فإنهم إذا مشوا في طريق الله وحفظوا أوامره، فأنا ورفيقي رئيس الملائكة ميخائيل، بقوة الرب يسوع المسيح، نحرسهم من كل قوات العدو الشرير.
ثم دعا القديس أور الأنبا إسحق أسقف الفيوم ليكرس البيعة، فحضر وكرسها في السادس والعشرين من شهر بؤونه، وتمت رسامة القديس أور قسا على البيعة، وكانت عجائب كثيرة تظهر في هذه البيعة. وعند نياحة الأنبا إسحق أسقف الفيوم، اجتمع أراخنة المدينة وكل الشعب المسيحي، واختاروا القديس أور ليخلفه في الأسقفية، وتوجه وفد منهم إلى الإسكندرية. وهناك قابلوا الأب البطريرك، وطلبوا أن يقيم لهم القديس أور أسقفا على الفيوم، فصلى البطريرك إلى الله أن يعلمه إن كان أور مستحقا لهذه الرتبة الجليلة التي هي رتبة الأسقفية. فظهر رئيس الملائكة غبريال للأب البطريرك، فاعلمه أن الأمر من الرب، فوضع يده عليه، وأقامه أسقفا على الفيوم وكل تخومها.
وعمل القديس الأنبا أور على عمارة البيعة، وبنى قلالي كثيرة لسكن الرهبان والنساك، وبنى أماكن لسكن الغرباء الذين كانوا يأتون للتبرك، واهتم بالفقراء والمساكين وأصحاب الحاجة. وأكثر من أعماله الحسنة التي أرضت الرب، وكانت سببا في أن الناس كانت تمجد الله. ولما أكمل سعيه، وقربت أيام نياحته، حكى سيرة حياته ليوحنا الأسكيدس العابد، وأوصاه بتكفين جسده، وألا يضع عليه ثيابا فاخرة، ولا يضعه في تابوت، بل يدفن في التراب غربي البيعة.
وفي اليوم التاسع من شهر أبيب، انطلقت روح القديس الأنبا أور إلى فردوس النعيم، فزفتها الملائكة بالتسابيح وترانيم الفرح، حيث اكتمل جهاده وأرضى الرب بأعماله الصالحة. طوباك أيها القديس العظيم الأنبا أور، ظلمك بني جنسك ودعوا اسمك عارا، عجيبة هي أحكامك يا رب، ليست كأحكام البشر. جعلت هذا القديس فخر للعُباد والنساك، وجعلت سيرته عظيمة حية لكل من يريد أن يسلك في طريق الرب. فلنشكر إلهنا القدوس الذي دبر أمر مجيئك إلى جبل النقلون ليعمر هذا الجبل بأجيال النساك والعباد، ولينضم إليهم الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الإيمان القويم لفرحنا، وللبركة العظيمة التي تركنها لنا أيها القديس.
بناءك هذه البيعة المقدسة، التي ترتفع فيها الصلوات والتسابيح والتماجيد، والتي نرى فيها ذراع الرب القوية بما يحدث بها من عجائب ومعجزات، ينالها مرتادوها، وتنحل ضيقاتهم، وتشفي أمراضهم، وتقبل صلواتهم وطلباتهم بشفاعات سيدتنا كلنا والده الإله، القديسة مريم العذراء، وشفاعات الملاك غبريال والملاك ميخائيل، وشفاعتك أيها القديس، وسفاعات شهداء هذا الجبل الطاهر. إنك تركت لنا زادا عظيما يعيننا على التغلب على الخطايا والضعفات.
افرح أيها القديس، لأن تعبك في هذا المكان لم يذهب سدى، ولم يعد جبل النقلون مكانا موحشا خربا، بل أصبح مكانا للصلوات والتسابيح كما أردته أن يكون دائما، وأصبح مكانا للتبرك، يأتي إليه الجميع من مختلف البلاد. لقد أظهر الله أجساد الشهداء القديسين المسترحين في هذا الجبل كرسالة تعضيد لأعمال إعادة إعمار الدير، ليرجع كسابق عهده التي شرع فيها نيافة الحبر الجليل الأنبا ابرآم أسقف الفيوم، ورئيس دير الملاك غبريال بجبل النقلون، الذي عمل بلا كلل طوال سنوات كثيرة، حتى بارك الرب في هذا العمل المثمر، مكللا إياه اعتراف المجمع المقدس بكنيستنا القبطية الأرثوذكسية برئاسة صاحب الغبطة والقداسة البابا الأنبا شنودة الثالث في عيد العنصرة سنة 1999، والذي بارك عودة الحياة الرهبانية لدير الملاك غبريال بجبل النقلون، بقيام قداسته برسامة الدفعة الأولى من رهبان هذا الدير، واشترك مع قداسته في هذه الرسامة نيافة الحبر الجليل الأنبا ابرآم أسقف الفيوم ورئيس الدير، أحد عشر أسقفا مشاركين، بهجة عودة الحياة الرهبانية لهذا الدير العريق، والتي تعمل يد الله فيه بطريقة إعجازية.
فقد تم عمل أساسات مائة قلاية، ستُستخدم لسكن الرهبان، وعدة مباني لخدمة زوار الدير، عملا على راحتهم أثناء فترة الزيارة التي حددها الدير، دون الإخلال بتوفير الجو الروحي من هدوء وسكينة لرهبان الدير. ولذلك لا يوجد مبيت للرحلات أو الأفراد بدير الملاك غبريال، حيث تم توفير مكان مريح للرحلات والأفراد في الدير القريب، وهو دير القديس الأنبا ابرآم الشهير بدير العزب.
🕊️ أجساد الآباء الرهبان شهداء الفيوم
أثناء الحفر لتنفيذ مشروع للدير في المنطقة القبلية من الدير في 28 / 7 / 1991 م وُجِد بعض من هذه الأجساد. وُجِد معهم (المنطقة الجلد) وكانت في حالة تؤكد أن هذه الأجساد مر عليها عدة قرون من الزمن، وهذا أكد أنها أجساد خاصة بالآباء الرهبان الذين عاشوا في هذه البرية.
وكذلك استمرت عمليات الحفر في 25 / 8 / 1991 م فُوجِد المزيد من هذه الأجساد ووجد بعضها في صناديق من خشب النخيل. وأحد هذه الصناديق وُجِد به جسدان أحدهما بدون رأس مما أكد أن هؤلاء الرهبان نالوا إكليل الاستشهاد.
وكذلك في 1 / 9 / 1999 م وُجِد طفل صغير استُشهِد بالخنق وتأكدنا من هذا لأن لسانه وُجِد بارزا للخارج.
والدير يُعيد لهم باحتفال روحي في 1 / 9 (في الأول من سبتمبر) ويُختم الاحتفال بالقداس الإلهي ويرأس هذا الاحتفال صاحب النيافة الأنبا ابرآم أسقف الفيوم ورئيس الدير. وقد نالت كنائس كثيرة في مصر والمهجر أجزاء من رفات هؤلاء الشهداء وتقوم الكنيسة بالاحتفال بهم.
⚙️ الأنشطة بالدير
أعاننا الله في إدخال كهرباء السد العالي إلى الدير وتركيب محول كهربائي لذلك مما جعل الأنشطة بالدير تتزايد يوما فيوما كالآتي:
أولا: ورشة النجارة
تم إنشاء ورشة للنجارة متكاملة بالدير تقدم العمل في مجال خدمة الكنائس مثل عمل حامل الأيقونات بالكنائس وأي أعمال داخل الكنائس مثل المقصورات والبنوك (المقاعد). ويُشرف على التنفيذ فيها أحد رهبان الدير وأنشئت سنة 1998 م.
ثانيا: مكتبات الدير
بالدير أيضا: مكتبة الهدايا الكنسية، ومكتبة صوتية للقداسات والترانيم التي تناسب عقيدتنا الأرثوذكسية، وكذا مكتبة مرئية للفيديو للأفلام المسيحية.
ثالثا: الكانتين
يوجد كانتين لبيع بعض منتجات الدير والأكلات السريعة والمثلجات.
رابعا: فرق القربان والخبز
تم عمل فرق للقربان وفرن نصف آلي لعمل الخبز للرهبان كالنظام الرهباني بالأديرة.
خامسا: ورشة الحدادة
تم إنشاء ورشة للحام الحديد الكرتيال لعمل الأبواب والشبابيك والأسوار الحديد وكل أعمال الحدادة، ويُشرف عليها أحد رهبان الدير.
سادسا: ورشة إصلاح الكوتش
أنشئت ورشة لإصلاح الكوتش لخدمة سيارات زائري الدير.
سابعا: مصنع البلاط
أنشئ أيضا مصنع لتصنيع البلاط بالدير لإمداد الأديرة والكنائس باحتياجاتهم من البلاط، ويُشرف عليه أيضا راهب من الدير.
ثامنا: ورشة الصدف
توجد بالدير ورشة صدف للعمل في مجال أعمال الصدف الكنسية.
تاسعا: أعمال الزراعة
أما عن أعمال الزراعة بالدير: فلقد تم استصلاح مساحة للزراعة داخل الدير وزُرِعت بأنواع الخضروات والفاكهة، وكذا سيبدأ الدير في أقرب وقت في استصلاح مساحات كبيرة من قطعة أرض قريبة من أسوار الدير مساحتها 300 فدان.
عاشرا: تربية المواشي
بدأ الدير في عمل حظيرة لتربية المواشي وبدأ ذلك بعدد من القطعان الصغير.