الدولة | مصر |
---|---|
المحافظة – المدينة | سوهاج |
الطائفة | أقباط أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
📍 وصف الدير
يقع دير الشهداء بأخميم ضمن أديرة برية أخميم في أقصى شرق محافظة سوهاج، وهذا الدير يُعتبر ضمن أديرة برية أخميم، وهي من الجنوب إلى الشمال على الطريق، والدخول إلى كل دير رُتّب الله أن يكون له مدخل خاص إلى باب الدير نتيجة المشروعات التي أُقيمت بهذه الصحراء، ونحمد الله أنها تمت خلف الأديرة بطريق مرصوف.
وهو بجوار دير العذراء شمالًا، ولا يفصلهما عن بعض إلا منطقة الجبابين، ويوجد مدخل خاص إلى باب الدير من الطريق الخلفي الموصل للمشروعات.
ويُعتبر دير الشهداء الدير الرئيس في برية أخميم، فبعده دير الملاك ودير العذراء، وهو مقام على مساحة شاسعة ويشمل:
⛪ الكنيسة
وبها خمسة هياكل:
- هيكل للملاك ميخائيل.
- هيكل للقديس ديسقورس والقديس إسكلابيوس.
- هيكل للعذراء مريم.
- هيكل لمارجرجس.
- هيكل لمارمرقس والأنبا أنطونيوس.
- وهيكل القديس ديسقورس وإسكلابيوس من نظام الهياكل القديمة التي بَنَتهَا الملكة هيلانه على نظام دير الشهداء بأسنا، لها بابان وفي الوسط شباك، الباب الأيمن للدخول والباب الأيسر للخروج، والشباك لمراقبة الداخلين إلى الكنيسة من الأعداء، ويعلوه صور أثرية.
والهياكل الأخرى كالهياكل المعتادة، والكنيسة مكونة من خورسان وليس ثلاثة كما المتبع بالكنائس، ولا يوجد مقاعد.
وفي الجهة البحرية من الخورس الأول توجد رفات القديس ديسقورس والقديس إسكلابيوس ورأس شهيدة لا تزال باقية كما هي، موضوعة داخل مقصورة زجاجية يمكن رؤيتها بوجهها وبشعرها، وكأنها تعيش إلى الآن، وهي التي قام بتدشينها قداسة البابا شنودة الثالث.
📜 قصة بناء الدير
في سنة 400 بعد الميلاد، في مساء اليوم من شهر طوبة، ظهر القديس ديسقوروس والقديسون الشهداء للرجل الأمين بطرس، في مساء اليوم الأول من شهر طوبة، وهو الرجل الذي تُرك لحراسة قلايتهم، وقالوا له: “لا تحزن، لأن الله العالم بخفايا القلوب تركك، ولم يشأ أن تُقدّم نفسك شهيدًا، ولكن أعطاك هذه البرية لتكون لك فيها أبناء كثيرون، وتصير أبًا لرهبان كثيرين قريبًا جدًّا. والآن قم وأخرج إلى الحاجر لنُحدّد لك الموضع الذي تُبنى عليه أجساد أخوتك الشهداء ويصبح عامرًا بالرهبان.”
ثم خرجوا به في الرؤيا في الليل إلى تل كبير وحدّدوا له ذلك المكان بطوله وعرضه، وطلبوا منه أن يذهب إلى المعسكر، فسيجد أجسادهم تحت جدار القصر من الجهة القبلية، وطلبوا منه أن يقول لأهل المدينة بأن يجمعوا أجساد الشهداء مع أجسادهم ويأتوا بهم إلى هذا المكان الذي عايناه له، لأن المسيح ألهنا سرًّا بمشيئته أن يُبنى هذا المكان على أسمائنا إلى يوم القيامة. وعند الانتهاء من هذا الحديث اختفوا عنه، فأنتبه بطرس رجل الله من نومه، فأستنشق رائحة بخور ذكية، فتحقق للوقت في ذاته بأن القديسين قد استدعوه ليحمل أجسادهم، فقام مبكرًا وذهب إلى المعسكر ووجد أجسادهم مطروحة بعضهم على بعض.
وصعد الجميع إلى التل الذي عرفه القديسون لبطرس في الرؤيا، فوجدوا العلامات موضوعة كما حدّدوا، فنظفوا تلك البقعة وحفروا فيها مدافن لأجساد الشهداء، ثم عملوا عجلات من الخشب وحملوا عليها أجساد الشهداء: ديسقوروس وإسكلابيوس والأثنين والعشرين راهبًا، ودفنوهم بمكان منفرد.
ثم ذهبوا إلى بيعة أب سوتير، فوجدوا أجساد الشهداء مطروحة بعضها على بعض، وجسدي الأرخنين: أبى أجفا وأبى ونين، فكفنوهما ودفنوهم تحت جدار بيعة أب سوتير القبلي، وسار شعب الله يأخذ بركة هؤلاء الآباء إلى يومنا هذا.
ثم عملوا توابيت من خشب تشبه الصناديق على العجلات الخشبية، وحوّلوا عليها أجساد الشهداء المطروحة في الشوارع، والذين قُتلوا أيضًا بالمعسكر، وكذلك العظام المحروقة بالنار، وظلوا يحوّلون أجساد الشهداء إلى الجبل سبعة أيام متوالية، ودفنوهم في صحن الدير المنشأ على أجساد الشهداء إلى يومنا هذا.
🕍 تكريس كنيسة الشهداء
وبعد دفن الشهداء تم بناء بيعة على أسم الشهداء، وطلب الأب بطرس رئيس الدير من الأب ديوجانس الحضور إلى كنيسة آبائنا الشهداء لتكريسها على أسمائهم، وكان مقيمًا ببلدة أبصوته غربي المدينة لترميم كنيستها التي هُدمت أيام اضطهاد دقلديانوس الملك الكافر، وكانت هذه الكنيسة قد بُنيت في أيام الرسل الحواريين.
فاستأذن ديوجانس الأب أنبا مويسيس أسقف كرسى فاو، وأبا هرمين أسقف كرسى أبصاى، ودعاهم إلى تكريس كنيسة الشهداء، وحضر معهم في أخميم في اليوم الثامن والعشرين من شهر كيهك، وقد عيد عيد الميلاد المجيد في بيعة أب سوتير.
ثم هيأ لها الأب بطرس جميع ما هو ضروري لتكريس البيعة بدير الشهداء في 30 كيهك، فذهب الأب ديوجانس والأساقفة وجماعة الشعب والكهنة والأكليروس على أقدامهم، وكانوا يرتلون المزامير والأبصاليات حتى وصلوا إلى الحاجر.
فخرج الأب بطرس والأخوة الرهبان ودخلوا جميعًا الدير وهم جميعًا في تمام الفرح والسعادة. ثم يقول الأب ديوجانس أنهم وجميع الأخوة تفقدوا أرجاء الكنيسة وزينوها، ووسعوا صحن الدير، وطافوا بالقلالي وموضع المائدة وحصون الدير، ثم صلوا وابتدأوا بتكريس الكنيسة المقدسة، وقرأوا الفصول المناسبة حتى باكر اليوم الأول من شهر طوبة، ورُشِمَت الكنيسة باسم الثالوث الأقدس: الأب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين، على أسم الثمانية آلاف ومئة وأربعين شهيدًا، والبس الأب المكرم بطرس رهبانًا كثيرين الأسكيم.
🛐 خدمات الدير
أخوة الرب: يقوم الدير بإعانة الأسر الفقيرة بالقرى المحيطة بالدير، ما يقرب من 500 أسرة، ويتم توزيع الملابس واللحوم والأغذية والبطاطين في المواسم والأعياد.
توجد صيدلية بالدير وحضور الأطباء للكشف وصرف الدواء.
خدمة مدارس الأحد للقرى المجاورة يومي الخميس والجمعة لطلبة ابتدائي وإعدادي وثانوي.
🛣️ طريق الوصول
للقادم من القاهرة: محطة محافظة سوهاج → عبور كوبرى أخميم على النيل → الاتجاه شمالًا حتى بوابة حي الكوثر → الدخول إلى حي الكوثر حتى المعهد العالي للخدمة الاجتماعية → ثم الاتجاه جنوبًا حتى مقر الدير على اليمين.
🎉 الاحتفالات السنوية
يتم الاحتفال سنويًا في 11 سبتمبر (أول توت) من كل عام، وذلك بتطيب أجساد القديسين الشهداء بالحنوط بحضور الآباء الرهبان والكهنة وجمع غفير من محبي الدير، والتبارك بأجسادهم، وتنتهي بسهرة روحية بالتسابيح وتنتهي بالقداس الإلهي.
🙏 أمين الدير
الراهب القمص بنوده المحرقي، أمين دير الشهداء بأخميم.
تلفون الدير: 280404 / 093 محمول 0123509576
مقر الدير بالقاهرة: 2338077 / 02، يقع في 26 شارع الجيزاوي – متفرع من شارع أحمد حلمي – خلف بنزينة التعاون بجوار المطافي – آخر دور.
يوجد بالمقر جزء من رفات القديسين ديسقورس وإسكلابيوس وبعض من رفات الشهداء.
مواعيد المقر: يستقبل الزوار طوال الأسبوع صباحًا من الساعة 10:00 إلى 1:00 ظهرًا، وبعد الظهر من 6:00 إلى 10:00 مساءً.
يوجد بالمقر كتب عن الدير وهدايا تذكارية لشهداء الدير، وبعض منتجات الدير، ويتم قبول التبرعات المادية والعينية، ويقوم المقر بتنظيم رحلات بأتوبيسات مكيفة لدير الشهداء بأخميم، والحجز بالمقر بالقاهرة.
✝️ سيرة شهداء أخميم
يطلق عليها مذبحة أخميم لأنها كانت في منتهى البشاعة التي لم يتصورها عقل بشري. وكانت أخميم من البلاد التي انتشرت فيها المسيحية، ومعظم سكانها كانوا مسيحيين ثابتين في الإيمان، وهذا ما جعل هذه المنطقة غنية بالأديرة حيث يوجد بها ثمانية أديرة حاليًا.
وقد صدرت أوامر دقلديانوس الإمبراطور عام 284م بإضطهاد المسيحيين، حيث كان يعمل على محو المسيحية وتفنن في تعذيب المسيحيين بأنواع مختلفة من العذابات، وكان الله يقويهم حتى يحوزوا إكليل الشهادة.
وفي سنة 304م كان هناك والٍ بأنصنا (الشيخ عبادة حاليًا – مركز ملوى – محافظة المنيا) اسمه أريانوس، وكان أشد قسوة من دقلديانوس، وظل يعذب المسيحيين بشتى طرق العذاب، بل ظل يتنقل من مكان إلى مكان ليبحث عن المسيحيين ليقضي عليهم.
حتى وصل إلى أخميم في أيام 28، 29، 30 كيهك وأول طوبة، وهي أيام عيد الميلاد المجيد، وكان جميع المسيحيين مجتمعين في الكنائس للصلاة والاحتفال بعيد الميلاد المجيد.
فحضر الأنبا أباديون لحضور القداس، وعندما بدأ بقراءة التسبيح، ولما وصلوا إلى التقديس المثلث، إذ بأصوات الملائكة تصرخ مع الشعب: “قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت، السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس”، ورأى الشعب المخلص والملائكة عند المذبح.
وفي ذلك الوقت وصل أريانوس، ورأى الشعب، فأصر على عمل مذبحة للمسيحيين جميعًا، فبدأ الجنود بذبح المسيحيين في الكنيسة حتى جرى الدم إلى أزقة المدينة. ولما سمع المسيحيون في البلاد المجاورة، أتوا مسرعين لنوال إكليل الاستشهاد.
وكان عدد المسيحيين الذين استشهدوا في هذه المذبحة 8140 شهيدًا، واستمرت المذبحة أيام 29، 30 كيهك وأول طوبة.
ومن العجائب التي حدثت أثناء المذبحة، كان يوجد طفل اسمه زكريا، ابن رجل صياد، رأى وهم يطرحون بعض الشهداء في النار، ورأى ملائكة يضعون الأكاليل على رؤوس الشهداء ويأخذون أرواحهم، فصرخ وقال بما رأى لكل المحيطين به. فلما رأى الوالي ذلك، اندفع وقطع لسان الطفل، فحمله أبوه على كتفه، وفجأة شفى الملاك ميخائيل لسان الطفل، وصار يتهلل ويسبح اسم الرب، فأمر الوالي بحرق الطفل وأبوه، وبسبب ذلك آمن كثيرون واستشهدوا، وكان عددهم 604 شهيد.
ومن أسماء الشهداء الذين استشهدوا في هذه المذبحة: الأنبا بسادة أسقف أبصاى، القديس مينا الراهب والشهيد إفرام، أبسكنده كاهن الأوثان، الشهبدان أخوريوس وفليمون، والراهبة فبرونيا، الشهبدان ديسقورس وإسكلابيوس، وأولوجيوس وأرسانيوس، الصبي شورى، أولاجيوس رئيس جند أريانوس استشهد هو وجنوده جميعًا.
وكانت المذبحة في جبل أخميم بجوار دير الشهداء بأخميم حاليًا، وتسمى أخميم “مدينة الشهداء” في العصر القبطي، لأن دم الشهداء روى كل ذرة تراب بها. ويوجد بها دير وكنيسة غنية برفات القديسين.
ويوجد في أخميم شارع يسمى شارع “الزن”، وهذا الشارع يقول السكان أنهم ليلاً يسمعون أصوات السيوف وصراخ الشهداء. وهذا الشارع الوحيد في أخميم الذي لم يدخله الصرف الصحي، وذلك لأن كلما حاولوا حفره يجدوا بحور دماء، فلا يستطيعون استكمال الحفر، وذلك لأن هذا الشارع هو الذي ذُبِح فيه الشهداء.
ويوجد في دير الشهداء أجساد القديسين ديسقورس وإسكلابيوس و8140 شهيدًا، تظهر منهم معجزات لا حصر لها، بركتهم وطهارتهم المقدسة تكون معنا، ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.