الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | حلب |
الطائفة | موارنة |
الموقع على الخريطة |
⛪ تأسيس كنيسة سيدة مونليجون
لم تُحرم الكنيسة من قومٍ يتفانون في إسعاف الموتى، فقد كان في قرية مونليجون في مقاطعة أورن في فرنسا كاهنٌ يُدعى بول بيكه، كان قد خصّ حياته لمساعدة الموتى، وفي عام 1884 دفعته غيرتُه على أن يُوسّع نطاق محبته للموتى، فقام بتأسيس شركةٍ تُسمّى الشركة التكفيرية أو شركة القداس الأبدي التي تضم الأحياء والأموات، والتي عُنيت بإقامة القداديس كلّ يوم في كنيسة مونليجون لإسعاف النفوس التي في المطهر، ولا سيما نفوس المشتركين في القداس الأبدي والنفوس المهملة المنسية، وجعل بدل الاشتراك زهيدًا ليتمكّن الفقير أيضًا من مساعدة أمواته، ونستطيع أن نُشرك في القداس الأبدي الأحياء والأموات في كلّ كنيسة ولدى كلّ كاهن.
🌍 انتشار الشركة والرسالة
وقد انتشرت انتشارًا سريعًا في العالم كله، ووصل تلألؤ نورها إلى الشهباء بواسطة المطران ميخائيل أخرس حين كان كاهنًا، فقد اشتهر عن مثلث الرحمات المطران ميخائيل أخرس أنه كان رسول النفس المطهرية، فلقد بدأ منذ أول كهنوته بحملةٍ واسعة امتدت حتى آخر أسقفيته في سبيل إسعاف الأنفس المطهرية، وبعد استشارة ومصادقة أسقفه المثلث الرحمات المطران يوسف دياب، أسس أخوية للرجال من العمال في معبد القديس أنطونيوس الكبير في حي زقاق الطويل، ووضعها تحت حماية سيدتنا العذراء مريم، وجعل موعد اجتماعاتها كلّ ثلاثاء مساءً فنمت، وكانت الكنيسة تغصّ بالمصلين لا سيما في شهر تشرين الثاني إذ كانوا يحضرون الذبيحة الإلهية عن نفوس الموتى.
🏛️ بناء المعبد الجديد في حلب
وكان عدد العمال يتزايد، وكانوا يتسابقون أفواجًا للاشتراك بها حتى كاد يغصّ بهم المعبد الصغير، وكثيرون كانوا يحضرونها في فنائه تحت المطر والبرد القارس مدة الشتاء. أراد المطران أخرس أن يضمن لحركته أسباب الدوام فلا تذهب بذهابها، وروادته فكرة إنشاء كنيسة تكون مجالًا لرسالته وتتسع لعدد كبير من المشتركين وطالبي الاشتراك. وفي 8 حزيران سنة 1906 قابل قداسة البابا بيوس العاشر، وبسط له أعماله والجمعية التي تقوم بخدمتها، فتبسّم له الرضى وقال: “إني أباركك والأخوة جميعًا، وأتمنى التوفيق والنجاح لهم ولعائلاتهم”، وأضاف: “أكمل مشروعك بغيرة ونشاط والله لا يهملك أبدًا”.
🕊️ رحلة جمع التبرعات
زار المطران أخرس المركز الرئيسي لشركة القداس الأبدي وأخوية إسعاف الموتى في فرنسا، وآلى على نفسه أن يُشيّد معبده في حلب، وسافر إلى أوروبا لجمع التبرعات، وقد كابد الكثير من المشقات وجرى له حادث مؤسف في فرنسا إذ سُجِن في أبينال، ثم أُفرج عنه بعد ظهور براءته، وعاد إلى حلب ليبدأ تشييد الكنيسة من ماله الخاص ومن تبرعات المؤمنين.
🏗️ وضع حجر الأساس وافتتاح المعبد
في أوائل سنة 1908 اشترى قطعة أرض في حي الحميدية، وفي 8 نيسان وضع الحجر الأول في بناء معبد الأخوية، ووضع في الأساس علبة من تنك ضمّنها صليبًا من نحاس وصورة سيدة مونليجون ونصًّا:
“في 8 نيسان ابتدأتُ بعونه تعالى بتشييد هذا المعبد على اسم سيدة مونليجون شفيعة الأنفس المطهرية لجمعية الملة التي أنشأتها في حلب في 8 كانون الأول 1902، أنا لا أتوخّى في عملي هذا إلاّ خلاص النفوس وراحة الموتى آملًا من الله تعالى أن يعضد ضعفي لإتمام ما بدأت.”
وُفِتِح المعبد الجديد في 1 تشرين 1909 بعد ما كابد من أتعاب وأوصاب، وفاز منتصرًا بشفاعة سيدتنا مريم العذراء والنفوس المطهرية، وبدأ الإخوة يجتمعون كالأول ويرتلون التسابيح طالبين شفاعة البتول.
✝️ الرعاية الأسقفية وتوسع الأخوية
في 8 آذار 1913 ارتقى مؤسسها إلى الدرجة الأسقفية خلفًا للمثلث الرحمات يوسف دياب، ووقعت الحرب العمومية 1914 فتفرق الإخوة وهاجر أكثرهم، حتى وضعت الحرب أوزارها في نهاية 1918، فجمعهم المطران مجددًا. ارتقى إلى الكهنوت الأب الياس الغالي في 8 نيسان 1923 وسلم له إرشاد الأخوية، وأسّس بعد ذلك أخوية للنساء، وسلمها للخوري الياس كبوجي، ونمت الأخوية لتُعدّ ألف مشتركة، واستمر المطران يخدمها بنشاط وإخلاص عظيمين.
🎉 الاحتفالات والقداديس
في الأحد الواقع في 20 أيار احتفلت الكنيسة بعيد شفيعتها احتفالًا باهرًا، أقام المطران قداسًا وألقى إرشادًا عن محبة العذراء، ومنح البركة والغفران الكامل، وتقدّم المؤمنون إلى سرّي الاعتراف والأفخارستيا. وكان القربان المقدس يطوف في الشوارع المزيّنة، وتُنثر الزهور، وتُسمع تراتيل المرتلين وأنغام العازفين، حتى خُيّل للبعض أن السيد المسيح يدخل أورشليم للمرة الثانية.
🕊️ احتفالات شهر الموتى
كان أعضاء الأخوية يحتفلون بشهر الموتى، ويتلو المطران القداس الإلهي الساعة الخامسة صباحًا، ويرتل الأعضاء فرض الموتى، وتغص الكنيسة بالمؤمنين رغم البرد، ومنهم من يأتي بمقاعده ووساداته.
📜 قوانين الشركة
- في كل أسبوع تُقدّم 7 قداديس عن نفوس الموتى الأكثر إهمالًا، وفي كل شهر 3 قداديس عن أنفس الكهنة الأكثر إهمالًا.
- تُقدّم القداديس بواسطة بدلات الاشتراك التي يُقدّمها المشتركون.
- تبقى أسماء المشتركين محفوظة في سجل الشركة الخصوصي في مدينة مونليجون الفرنسية.
👨⚖️ تسليم الرعاية والخدمة اللاحقة
في سنة 1930 سلّم المطران رعاية الكنيسة للكاهن جرجس مارديني، الذي أقام قدّاسين يوميًا، واستمر القداس الباكر والخدمات اليومية للأطفال والمدارس، كما تابع الأب بولس سقيفة الخدمة بعده.
🛠️ ترميم الكنيسة عام 1998
قامت الأبرشية بترميم كنيسة سيدة مونليجون في الحميدية، واستغرق الترميم سبعة أشهر، وأشرف الأب عبدو بدوي على الأعمال، وقدّم أيقونة كبيرة للسيدة العذراء، واحتفل المطران يوسف أنيس أبي عاد بتدشين الكنيسة المُرممة بقداس احتفالي بحضور الأب بولس سقيفة والشماس الياس عدس وجوقة كورال الكاتدرائية، وحضر عدد كبير من المؤمنين، وأصبح المعبد غاية في الجمال ببساطته وسقفٍ نادر المثال.
👤 الإدارة الحالية
عين الخوري الياس عدس خادمًا للرعية بعد رسامته في 17 تموز 1999، ولا يزال إلى اليوم يقوم بخدمتها.