الدولة | لبنان |
---|---|
المحافظة – المدينة | جبل لبنان |
الطائفة | روم أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
🏛️ المقر البطريركي
دير مار الياس شويا البطريركي هو المقرّ الثاني لبطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في لبنان. إنّه المقرّ الصيفي لغبطة البطريرك. كان الدير مقرًّا للبطريرك إيروثيوس إثر احتراقِ مقرّ البطريركيّة والكنيسة المريميّة في دمشق سنة 1860م.
تُعقَدُ فيه مجامعُ الكرسيّ الأنطاكيّ المقدَّسة، وتُتَمُّ فيه السياماتُ والشرطونيّاتُ لكافّة درجات رجال الكهنوت، وفيه مقرّ المحكمة الروحيّة العُليا.
يرتفع الدير حوالي 150م عن سطح البحر، في بقعة جميلة من روابي المتن الشمالي من أعمال جبل لبنان، ويبعد عن بيروت 31كم، ويُشرِفُ على معظم المناطق المحيطة به.
🏗️ النشأة المعمارية
تبدأ قصّة الدير معمارياً مع بضعة رهبان أرادوا التنسّك، فبنَوا ستة مناسك، على صخرة عالية، وكنيسة صغيرة. لا بدّ للوصول إلى المناسك والكنيسة من تَسَلُّقِ درج طبيعي منحوت في الصخر. أمّا تاريخ بناء هذا القسم من الدير فهو غير محدّد، ولا تُوجَدُ أية فكرة واضحة عن المرحلة التاريخيّة التي بُنِيَ فيها. تأثّر الدير بالكثير من الكوارث الطبيعيّة على مرّ الزمن.
تَحوَّلت المناسك عبر الزمن إلى أقبية ومخازن تابعة للدير، وفي عام 1997م رُمِّمَ الجناح القديم بأكمله، واستُحدِثَ له مدخل من الناحية الشرقيّة. وهو الآن بمثابة مزار مقدّس.
🏰 التوسّع والبناء الجديد
في مرحلة زمنية نشطت فيها حركة ترميمٍ وتوسيعٍ للأديرة القديمة القائمة، تمّ بناء صرح الدير المتكامل من جميع نواحيه على الفسحة المؤلَّفة من سطح المناسك القديمة بالإضافة إلى مصطبة منبسطة من الصخر. هذه المرحلة من البناء تَمَّت استنادًا إلى تصميمٍ مدروس.
أصبح الدير مؤلَّفًا من فسحتين، يمتدّ حولهما رواق معقود بالحجارة يُطلّ على الفسحة عبر قناطر جميلة، ودرج ينزل بنا إلى المناسك القديمة من الناحية الشماليّة، ومن الناحية الجنوبيّة ترتفع جدران كنيسة الدير الجديدة، التي لا تخلو من روعة النقش والنحت رغم بساطة إنشائها. يوجد في الفسحة الثانية درج حجريّ معلَّق على أبدع ما تكون صنعة البناء، يؤدّي إلى الجناح العلوي للدير وإلى السطح الشهير.
في الجناح العلوي تتوزّع أيضًا غرف الرهبان، وقد حُوِّلَ قسم منها ليشكّل جناحًا بطريركيًّا هو المقرّ الصيفي. وحُوِّلت غرفتان أيضًا إلى صالون كبير للاستقبال.
🎨 الكنيسة والتحف الفنية
يَحوي المدخل المُستَحدَث للكنيسة على الجدار الغربي جميع العناصر الجماليّة: القنطرة الغوطية وحبل من الزخرفة البديعة الصنع. الناظر يقف أمام معجزة فنّية تاريخيّة قلّ نظيرها، وما يرفع من قيمة هذه التحفة أنّها في كل تفاصيلها وعناصرها تُعبِّر عن مفاهيم روحانيّة مقدّسة، وعن رموز إنجيليّة تُفسِّر الآيات المقدّسة بالحفر والصور والأشكال الحيّة.
كنيسة الدير من الكنائس الأثريّة، معقودة بالحجارة لكنّها مطليّة بالطين والكلس الأبيض. جدرانها سميكة، لكن ما يميّز داخلها هو الأيقونسطاس الفريد من نوعه في كل الكنائس المنتشرة في أرجاء الوطن. إنّه مصنوع من خشب الجوز وزُخرف بشكل دقيق جدًّا بحيث إنّك لا تجد سنتيمترًا مربّعاً واحدًا إلا وفيه نقش وزخرفة تُدهش الناظر، أُضيف لاحقًا.
⚔️ الحرب وإعادة الإعمار
تعرّض الدير خلال فترة الحرب الأهليّة اللبنانيّة الأخيرة إلى قصفٍ مدمِّرٍ بمختلف أنواع الأسلحة. وفورَ سُكوتِ صوت المدافع وأزيز الرصاص، بادَر المطران إلياس، وهو يرأس الدير حتى الآن، إلى ترميمه وإصلاح الأضرار التي لَحِقَت به.
بذلت رئاسة الدير جهودها لتُضفي عليه مَسحةً من الفرح والسرور والعبادة، فكانت السهرانيّات الدينيّة وإتمام مراسم العماد والزواج المقدَّسة لأبناء القرى المجاورة، وعادت جموع المؤمنين تُؤمُّ الدير في المناسبات والأعياد كما كانت سابقًا.
🌱 الزراعة والدور الاجتماعي
الدير يملك مزارع عدّة. كانت أرض الدير مختبرًا لتأصيلٍ وتهجينٍ للإنتاج الزراعي. يهتمّ الدير بتأمين الشتول والنُصُب لتشجير الأراضي الصالحة لتعطي المردود الزراعي الجيّد.
🤝 النشاط الروحي والاجتماعي
الدير حاليًا مركز صالح ومهمّ للاجتماعات والنشاطات الروحيّة، إذ شَهِدت قاعاته اجتماعات مهمّة للمجمع الأنطاكي المقدّس، كذلك عُقِدَت مؤتمرات عديدة وما تزال، منها مجمعيّة، ومنها شبابيّة. كذلك يَشهَدُ دير مار الياس شويا اجتماعات رسميّة للنواب والوزراء والفعاليّات الأرثوذكسيّة سنويًّا برئاسة غبطة البطريرك.
🖼️ الكنوز الأثرية
أمّا على الصعيد الفنّي، فإنّ الدير غنيّ بموجوداته. يوجد في الدير مجموعة هامّة من الأيقونات النادرة المتنوّعة، تعود إلى القرنين الخامس والسادس عشر. كما تحتوي مكتبة الدير ومحفوظاته على 63 مخطوطة. كما يحتوي الدير على كأسٍ وصينيّةٍ وغطائيهما من الذهب والفضّة.