| الدولة | سوريا |
|---|---|
| المحافظة – المدينة | اللاذقية |
| الطائفة | روم أرثوذكس |
| الموقع على الخريطة |
📛 أصل تسمية الكنيسة:
سُمّيت على اسم السيدة مريم العذراء ابنة واكيم وحنّة ووالدة السيد المسيح. عاشت مريم العذراء في الناصرة حيث ظهر لها الملاك جبرائيل وبشّرها بالحبل البتولي والمخلّص، الكلمة المتجسّد. انتقلت إلى السماء بالنفس والجسد، وقد أشاد المسيحيّون لتكريمها الكنائس والأديار وسمّوا لها الأيقونات في كافة أنحاء العالم، وما زالت ظهوراتها العجائبيّة تشدّ أزر المؤمنين في شتّى أنحاء العالم.
تقع كنيسة أمّ الرب في حيٍّ قديم وسط مدينة اللاذقيّة، وهي مُقامة على العقار رقم /457/ التابع لمنطقة الشيخ ضاهر ومساحتها /213/ م².
🏛️ تاريخ بناء الكنيسة:
يعود بناء الكنيسة إلى أوائل القرن الخامس الميلادي، وكانت تابعة لأحد الأديرة الذي كان يُعرف بدير السيّدة. وقد أُظهِرت الحفريّات في المناطق المجاورة لهذه الكنيسة العديد من قطع الفخّار العائدة للقرنين الخامس والسادس الميلادي.
🏗️ النمط الهندسي:
بناء الكنيسة مستطيل الشكل يمتدّ من الغرب إلى الشرق، ولها بابان من الجهتين الشماليّة والجنوبيّة ممّا يدلّ على أنّها كانت واقعة في وسط الدير المذكور، وتتخلّل جدران الكنيسة نوافذ عالية وضَيّقة تُستعمل للتهوية، ونوافذ أخرى أدنى منها وأكثر اتّساعًا تسمح بدخول النور إلى صحن الكنيسة، كما يتخلّل الجدران أيضًا عدد من الأقواس الحجريّة التي تزيد من متانة الجدران وقدرتها على تحمّل الزلازل التي كانت كثيرًا ما تضرب المدينة في القرون الماضية، وخاصّة الزلازل التي أصابت اللاذقيّة في الأعوام (588 – 713 – 859 – 1157 – 1170 – 1210 – 1796).
ويبدأ هيكل الكنيسة بأيقونسطاس (حامل أيقونات) وهو من الرخام الأبيض وعليه نقوش بارزة لمشاهد دينيّة.
🏺 محتويات الكنيسة الأثرية:
إلى اليسار من الهيكل هناك غطاء مدفن حجريّ قديم نُقشت عليه عدّة صلبان لها سِمة بيزنطيّة وحروف يونانيّة وقد تشوّهت عبر القرون، كما يوجد جَرن حجريّ قديم هو جَرن المعموديّة، وتُستَخدم الغرفة الآن كمقرّ لمكتبة الكنيسة التي تحتوي على كمّيّة هائلة من الكتب اللاهوتيّة من (آبائيّات – تاريخ كنسي – دراسات لاهوتيّة وغيرها…).
أمّا جَرن المعموديّة فهو موضوع الآن في ساحة مقابل المكتبة.
ويضمّ هيكل الكنيسة (الكتاب المقدّس) مطبوع عام 1768 م، وهو هديّة إلى كنيسة السيّدة من سيادة المطران ناوفيطوس مطران حلب عام 1787 م. كما يقع فوق الأيقونسطاس صَلبوت قديم، وهذا الصَلبوت المبارك أُوقِف على كنيسة القدّيس أندراوس الرسول بمدينة اللاذقيّة في رئاسة الأب المطران نيكفوروس سنة 1730 م، والصَلبوت حاليًا أُعيد ترميمه بورق الذهب.
🖼️ الأيقونات العجائبية:
تحتوي كنيسة السيّد مجموعة من الأيقونات القديمة والجميلة جدًّا مرسومة بين عامي (1730 – 1798)م، وأشهر الرسّامين الذين ظهرت أسماؤهم على الأيقونات:
- عيسى القدسي عام 1743 م
- حنّا المصوّر القدسي عام 1734
- الكاهن الراهب لافرنديوس عام 1798
أمّا أهمّ الأيقونات فهي:
- أيقونة العذراء الملكة: والدة الإله والطفل الإلهي مرسومة على خشب أبعادها (82.5 × 62) سم، من المرجّح أنّها تعود إلى القرن الخامس عشر وتُسمّى بالأيقونة العجائبيّة.
- أيقونة العذراء المرضعة: مرسومة على خشب أبعادها (41.5 × 51) سم، من المرجّح أنّها تعود إلى القرن السابع عشر.
- أيقونة رقاد السيّدة العذراء: مرسومة على خشب وأبعادها (88.3 × 89.7) سم عام 1798 م ورسمها الكاهن لافرنديوس.
- أيقونة الينبوع الحي: مرسومة على خشب أبعادها (45.5 × 35) سم ورسمها عيسى القدسي.
- أيقونة أحد الأرثوذكسيّة: مرسومة على خشب أبعادها (46.5 × 63) سم ورسمها حنّا المصوّر القدسي عام 1734.
- أيقونة القيامة: مرسومة على خشب أبعادها (46 × 37) سم ورسمها الكاهن الراهب لافرنديوس عام 1798.
🛠️ ترميم الكنيسة:
قديماً: يروي ميخائيل السوري أنّه في سنة 529 م تهدّمت اللاذقيّة بفعل هزّة أرضيّة، إلا أنّ الجانب الأيسر حيث توجد كنيسة أمّ الرب لم يَتهدّم، ولِقِدم الكنيسة أصابها الوهن والتصدّع ممّا استدعى ترميمها، فـرُمِّمَت يوم الاثنين 8 كانون الثاني 1134 هـ – 1721 م من الداخل والخارج، كما أُعيد بناء بيت النسوان الذي كان قد تهدّم بكامله. وفي شهر آذار من أوّل الصوم الكبير عام 1845 م جرى زخرفتها، كما فُتح باب جديد بين البابين وبُلِّطت أرضها بالرخام وبُني مكان للنشوان فوق محلّهم الأصلي وجرى تبييضه. وفي السادس والعشرين من كانون الأوّل عام 1874 م قام مطران الروم الأرثوذكس كيريوس ملاتيوس بتشكيل لجنة مؤلّفة من سبع شخصيّات وسلّمهم الأوقاف لجمع الإيرادات ووضعه في تعليم أولاد الفقراء مجّانًا، وقيل إنّ القصد من ذلك هو تجديد محلاّت دير السيّدة المتصدّع والخرب وتهيئتها لإقامة الفقراء والعاجزين والأرامل والمرضى والمحتاجين فيها.
حديثاً: رُمِّمَت الكنيسة في العام 1994 م حيث جرى إعادة تأهيل ساحة الكنيسة ونزع السقف المعدني المغطّى بالآجر (القرميد) وإعادة تأهيل الدرج المؤدّي إلى الباب الملوكي.
أمّا الترميم الأهمّ فهو الذي بدأ في 23 تشرين الثاني 2003 م وانتهى الأربعاء 21 نيسان 2004 م، وأهميّته تنبع من أنّه شمل جميع أرجاء الكنيسة:
- تنظيف جدران الكنيسة كاملة من الداخل والخارج.
- استبدال بلاط الهيكل وساحتي الكنيسة الشماليّة والجنوبيّة والدرج الذي يؤدّي إلى الساحة الشماليّة.
- إعادة دِهان جميع خشب الكنيسة (مقاعد – أبواب – نوافذ – خزائن).
- استُبدلت مادّة الإسمنت بين الأحجار بمادّة الكُحلة بحيث أصبح اللون قريبًا من لون أحجار الكنيسة.
- استُبدل كلّ ما يتعلّق بالتمديدات الكهربائيّة من كابلات وأجهزة إنارة ولوحات كهربائيّة حديثة وتأمين جهاز إنارة احتياطي يُستخدم عند انقطاع التيار العام.
- استُبدل حامل الأيقونسطاس الخشبي الذي يعلوه حامل الأيقونات الخشبي.
وقد تمّ كلّ ذلك بهِمّة راعي الكنيسة الأب إبراهيم جرجي تامر، والذي كان له الفضل الأكبر في استعادة جزء من الأحجار التاريخيّة لهذه الكنيسة.