كنيسة مار ميخائيل – البرج

الدولة	سوريا
المحافظة – المدينة	طرطوس
الطائفة	روم أرثوذكس
الموقع على الخريطة

⛪ تاريخ غني بالمعلومات

تاريخٌ غنيٌّ بالمعلوماتِ عن كنيسةِ صافيتا، حيث القديمُ المرتبطُ بالرومانيِّ والصليبيِّ والبيزنطيِّ إلى العهدِ العثمانيِّ فالفرنسيِّ إلى يومِنا هذا، حتّى استعادت الكنيسةُ نشوتَها منذ بدايةِ الثمانين بعد التسعمئةِ والألف، وابتدأ الروحُ يَهُبُّ بنعمةِ الربِّ الفعّالةِ من علمانيّينَ أوّلًا ثم إكليروس.

🏰 البرج والهوية الكنسيّة

كانت صافيتا مركزًا أسقفيًّا هامًّا، وكان البرجُ عبر جميعِ العصورِ عبارةً عن كنيسةٍ للعبادة، وما وُضِعَه الحاليُّ سوى استمراريّةٍ لعملٍ واستخدامٍ يعودُ لأكثرَ من ألفِ عامٍ مضى.
أضِفْ إلى ذلك أنّ التاريخَ يذكرُ أنَّ البطريركَ مكاريوس ابن الزعيم الذي زار صافيتا عام 1649 قد قَدَّسَ في البرج بعد أن زار السيسنيّة القريةَ المجاورةَ لصافيتا، ويبدو أنّه هو الذي أطلق على البرج تسميةَ كنيسةِ مار مخائيل المَعظَّمة. ومن المؤكّد أنّ العربَ عندما طَرَدوا الصليبيّينَ من صافيتا سَلَّموا كنائسَها إلى أصحابِها المسيحيّين من السكّان الأصليّينَ في المنطقة، اقتداءً بما فَعَلَ صلاحُ الدين الأيوبيُّ بعد أن فَتَحَ القدس.

📜 الروايات المتناقلة

يروي الآباءُ نقلًا عن الأجدادِ أنَّ الوالي العثمانيَّ أيّامَ الاحتلالِ كان يُعطي البرجَ أيّامَ السبتِ والأحدِ من كلِّ أسبوعٍ للمسيحيّين ليُصلّوا فيه، راضينَ بذلك قناعةً أنَّ البرجَ والكنيسةَ عنصرانِ من عناصرِ مقوّماتِهم الوجوديّةِ ورمزانِ من رموزِ تكوينِهم الحضاريّ. وقد تَوَارَثَ هذا الشعورَ الأبناءُ والآباءُ وما زالت الأجيالُ تتوارثُه على توالي الأعوامِ والقرون، فالبرجُ يعودُ تاريخُه إلى العهدِ الرومانيِّ.

⚒️ الهزّات والترميم

تعرّض البرجُ إلى هزّةٍ أرضيّةٍ سنةَ 1170م، وجُدِّدَ بناؤه في عهدِ نورِ الدين الزنكيّ. وفي عام 1188م خضع البرجُ لإعادةِ بنائه من جديدٍ بسبب حصارِ صلاحِ الدين الأيوبيّ، ثم عام 1271م حُرِّرَ من أيدي الصليبيّينَ بقيادةِ الظاهرِ بيبرس. وظلّ البرجُ بحالةٍ جيّدةٍ حتّى عام 1914م.

وفي سنةَ 1914م حَدَثَت هزّةٌ أرضيّةٌ أدَّت إلى انهيارِ جزءٍ من البرج، حيث بَقِيَ على حالِه حتّى قدومِ الفرنسيّينَ إلى المنطقة، فَعُمِّلَ على ترميمِ البرج بشكلٍ عموميّ.

🔔 الجرس ومكانه الحاليّ

الجرسُ التابعُ للكنيسةِ في البرج موضوعٌ الآن في النافذةِ الغربيّةِ فوق البابِ الرئيسيّ، لأنّ صاعقةً ضَرَبَت البرجَ سنةَ 1955م فَهَدَمَت قبّةَ الجرسِ التي كانت مبنيّةً وقائمةً على سطحِ البرج، لذا نُقِلَ إلى مكانِه الحاليّ.

🖼️ الأيقونسطاس والأيقونات

في الكنيسةِ الأيقونسطاسُ الخشبيُّ الذي يعودُ عهدُه إلى أيّامِ الكاهنَين دانيال الخوري وداود الخوري اللذَين كانا يخدمانِ رعيّةَ صافيتا وذلك سنةَ 1837م، وقد استُبدِلَ بالأيقونسطاسِ الحجريِّ المصنوعِ من حجارةِ المنطقةِ المُزخرفة سنةَ 1945م أيّامَ الخوري ابراهيم ابراهيم.

الأيقوناتُ حديثةُ الصنع، ويُقال إنّها جُلِبَت من بيروت. ويُضافُ إليها أيقونتانِ قديمتانِ هما:

• أيقونةُ شفيعِ الكنيسةِ رئيسِ الملائكةِ مخائيل.
• أيقونةُ النبيِّ السابقِ يوحنا المعمدان.

وكانتا موجودتَينِ في الأيقونسطاس الخشبيّ. ويُذكر أنَّ أيقونتَي السيّد والسيدة اللتَينِ كانتا على الأيقونسطاسِ الخشبيِّ القديم قد أُخِذَتا إلى كنيسةِ قريةِ السيسنيّة سنةَ 1947م.

✝️ المائدة المقدّسة

المائدةُ المقدّسةُ التي تتوسّطُ الهيكلَ هي المائدةُ القديمة، وما تزالُ أساسًا للمائدةِ الحديثة، وهي عبارةٌ عن عمودٍ حجريٍّ مربّعِ الشكلِ يعلوه بلاطةٌ حجريّةٌ طولُها 90 سم وكذلك عرضُها. وُضِعَ فوق البلاطةِ القديمة بلاطةٌ حديثةٌ من الرخام أكثرُ طولًا وعرضًا، وذلك سنةَ 1976م.

👤الكهنة الذين توالَوا على خدمة الكنيسة حسب المعلومات التي استُقِيَتْ:

الخوري ابراهيم الجدّ الأوّل للكهنة الذين توالَوا بعده، ثم الخوري سليمان – الخوري دانيال – الخوري داود – الخوري عيسى – الخوري سمعان – الخوري ابراهيم الذي سِيمَ أَرشمندريتًا بعد وفاة زوجته – الخوري الياس اسطفان – الخوري حنّا ابراهيم الخوري – الخوري الياس ديوب – الأرشمندريت فيليبس بركات من قرية محردة، ثم الخوري مروان الحلو 1983 حتّى هذا التاريخ. ثم أُضيفَ إلى كهنة صافيتا الخوري وفيق عيسى، وفي عام 1989 استَلَمَ وكالةَ منطقة صافيتا من المطران بولس بندلي الأرشمندريت دامسكينوس منصور الذي انتُخِبَ مطرانًا على البرازيل عام 1992، واستَلَمَ بعده الوكالةَ الأرشمندريت باسيليوس منصور، والذي انتُخِبَ أسقفًا لطرطوس وصافيتا وتوابِعها عام 1995. وببركة المتروبوليت بولس بندلي واهتمام الأسقف باسيليوس تمَّ بناءُ كنيسة القدّيسين قُزما ودميانوس.

🕯️ المزارات في صافيتا

هناك عدّةُ مزاراتٍ في صافيتا، منها:

• مزار السيدة – حيّ السراق الشرقيّ.
• مزار النوريّة – الحيّ الشرقيّ /الضهر/.
• مزار مار عبده – وسط المدينة /حارة بيت النحاس/.
• مزار مار موسى – السوق الداخليّة وسط المدينة.
• مزار مار جرجس – الحيّ الغربيّ.
• مزار مار الياس الغربيّ /الحرش/.
• مزار كنيسة سيدة النياح – في المقبرة الحاليّة.

🌟 خاتمة

هذا بعضٌ من شعاعٍ سُلِّطَ على كنيسةٍ ورعيّةٍ لها تاريخٌ بعضُه معزٍّ ويشدّد وفيه نفحةُ رجاء، وبعضُه مؤلمٌ لما عانتْ هذه الكنيسةُ من صعوباتٍ وتجاربَ فيها صليبٌ حمله المؤمنون في هذه الرعيّة لزمنٍ طويل، ولكن بعضَ الصليب رجاءٌ بالقيامة.
نطلب من الربّ يسوع منبع الرجاء والعطاء أن يُسَدِّدَ خطواتِ كلّ العاملين في حقل هذه الكنيسة وهذه الرعيّة لما فيه مجدُ الربّ. آمين.