الدولة | سوريا |
---|---|
المحافظة – المدينة | درعا |
الطائفة | روم أرثوذكس |
الموقع على الخريطة | ![]() |
⛪ التعريف والأهمية العامة
تكتسبُ كنيسةُ مارجورجيوس في مدينةِ ازرع بمحافظةِ درعا أهميةً دينيةً وتاريخيةً وهندسيةً، وطولُ هذه الكنيسةِ /27.60/ مترًا مربعًا، وعرضُها تسعة عشرَ مترًا، ويصلُ ارتفاعُها من دون القبةِ إلى عشرةِ أمتارٍ ومع القبةِ إلى ستة عشرَ مترًا.
تُعتبر كنيسةُ مارجورجيوس أولَ كنيسةٍ تُبنَى حسب الشكل المعماري المربع للقاعة الرئيسية للكنيسة بعد أن كانت الكنائسُ تُبنَى حسب الشكل المعماري المستطيل (البازيليك)، وهذا الشكل يقومُ على ثمانيةِ أعمدةٍ (ركائز) ويعلوها جدارٌ يحمل القبةَ البيضويةَ ويحيط بها رواقٌ، ويوجد في زواياها الأربعِ محاريبُ كبيرة.
وهذا التصميمُ الذي تُنفردُ به كنيسةُ مارجورجيوس في العالمِ تمّ نقله إلى الكثير من الكنائس في العالمِ حتى أصبحَ نظامُ التقبب هو النظام المتبع والشائع في أغلب كنائسِ أوروبا، وتقوم الكنيسة على مبدأ الجناح الوحيد المحاط برواقٍ أو وفق مخططٍ مركزيٍّ دائريٍّ أو مضلعٍ، والحجرُ البازلتي هو العنصر الأساسي للأسقف في الكنيسة، خلافًا للأسقف الخشبية في المناطق الأخرى من العالم، ولا سيما أن منطقةَ حوران وجنوب سوريا تتميزُ بكثرة الحجر البازلتي واستخدامه أساسًا لكل الأبنية مهما اختلفت وظائفها.
🏛 النظام الإنشائي ومواد البناء
إن أساساتِ كنيسةِ مارجورجيوس بازرع هي حجريةٌ بازلتية، أما الجدرانُ فهي من الحجر البازلتي المنحوت، ويتشكل من مدماكين من الحجر بعرض مترٍ واحد تقريبًا، وسقفُ الرواق في الكنيسة يتشكل من ربذان حجرية قديمة.
تحتوي الكنيسة على ثمانية أقواسٍ نصف دائرية داخل بهو الكنيسة، يعلوها جدارٌ يحمل القبة، وأرضيةُ الكنيسة تتشكل من الحجر البازلتي على شكل بلاطٍ على كامل مساحة الكنيسة، وقبتها بيضويةٌ مصنوعةٌ من الخشب ومغطاةٌ بالمعدن، وقبةُ الخورص مشغولةٌ بالبيتون والخفان، وداخلها درجٌ خشبي.
وقد تعرّضت القبةُ للتلف إبان حملةِ إبراهيم باشا على سوريا عام 1840م، إلا أنّها خضعت للترميم في عهد البطريرك غريغوريوس حداد وتمّ تدشينُها عام 1911م، ويروي سكانُ مدينةِ ازرع أنّ القبةَ الخشبية قُدِّمت هديةً من قيصر روسيا في تلك الفترة.
📜 الدراسة التاريخية
إن العالم الفرنسي Wadolington المختص بالكتابات اللاتينية واليونانية القديمة استند في تفسير الدراسة التاريخية لكنيسةِ مارجورجيوس بازرع على النقشِ الكتابي الذي يعلو المدخل الغربي، وهو المدخل الرئيسي للكنيسة، فيقول:
إن الكنيسة قامت مكان معبدٍ وثنيٍّ، وتشير الكتابة إلى أن الشخص الذي بنى الكنيسة بسخائه الشخصي هو جان بن ديوميدس في عهد الأسقف فاروس.
وجاء بالنص المكتوب على مدخل الكنيسة: “إن ملتقى الأبالسة أصبح الآن منزلاً للربِّ السيد… إن نور الخلاص يملأ هذا المكان الذي كانت تغطيه من قبل الظلمات… فالاحتفالات الكنيسية حلت محل الطقوس الوثنية… والمكان الذي كان مركزًا لخلاعة الآلهة تصدح منه اليوم تسابيح الرب… إن رجلاً محبًا للمسيح الشريف، جان بن ديوميدس، هو الذي بنى من ماله الخاص هذه الكنيسة الجميلة ووضع فيها ذخيرةَ الشهيد القديس جورجيوس بعد أن ظهر له القديس المذكور ليس في المنام بل في اليقظة عام 410م.”
ومعروفة أن سنة 410م حسب تقويم بصرى تبتدئ نهاية عام 515م أو مطلع عام 516م، وفي هذا العام أنجزت هذه الكنيسة فقامت مكان هيكلٍ وثنيٍّ مكرس للآلهة تياندريست.
ولعلّ التغيير الوحيد الذي أصاب الكنيسة نجم عن الحروب التي أتلفت بعضًا من قبتها إبان حملة إبراهيم باشا، وأفاد بعض سكان ازرع أنّ الكنيسة رُمِّمت في عهد البطريرك غريغوريوس حداد وتمّ تدشينُها عام 1911م، ومنذ ذلك الحين لم تُصب هذه الكنيسة بأي تشويه.
🏛 أهمية المبنى
تكتسب كنيسةُ مارجورجيوس أهميةً أثريةً كونها بقيت على وضعها الذي بُنيت عليه حتى يومنا هذا دون تغييرٍ يذكر، ولها أهميةٌ هندسية حيث أُدرجت طريقةُ تصحيحها في مراجع وكتب الهندسة المعمارية في معظم دول العالم، باعتبارها تمثل المرحلة الأولى من مراحل البناء الديني في العصر البيزنطي.
بناء الكنيسة متين جدًا، ولا يوجد أي تخريب فيه، وهو سليمٌ كليًا، وتُمارس فيه الطقوس الدينية حتى يومنا هذا.
وللكنيسة ثلاثةُ مداخلٍ في واجهتها الرئيسية الغربية، وقد تمّ إغلاق مدخلين من هذه المداخل وبقي المدخل الرئيسي، ويوجد مدخلٌ آخر في الجهة الجنوبية للكنيسة.