الدولة | فلسطين |
---|---|
المحافظة – المدينة | القدس |
الطائفة | – |
الموقع على الخريطة | ![]() |
⛪ كنيسة القيامة – بيت المقدس
كنيسة القيامة من أعرق كنائس بيت المقدس، استغرق العمل في بنائها أحد عشر عامًا إذ بُدِئَ عام ثلاثمائة وخمسة وعشرين وانتهى عام ثلاثمائة وستة وثلاثين للميلاد.
أَشْرَفَت على بنائها الملكة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين. وقد عثرت الملكة هيلانه أثناء زيارتها إلى بيت المقدس على خشبة الصليب الذي عُلِّقَ عليه السيد المسيح، وأرادت بناء كنيسة في المكان.
لبّى الإمبراطور رغبة والدته، ولم يُوفّر مالًا ولا حرفيين أو خبراء في سبيل بناء كنيسة لائقة، وأشرف على البناء بشكل مباشر مهندس سوري اسمه “زينو بيوس”، ورجل دين من شيوخ الكنيسة اسمه يوستاثيوس.
تم تكريس كنيسة القيامة سنة ثلاثمائة وست وثلاثين، وتوجّه الأساقفة الذين كانوا يحضرون مجمعًا محليًا في صور إلى بيت المقدس للمشاركة في حفل التكريس الذي أُعْلِنَت فيه قدسية كنسية القيامة أو الضريح المقدس.
يمكن تمييز الكنيسة بوضوح في خارطة مأدبا الفسيفسائية، حيث كان يدخلها الناس من باب ثلاثي لا تزال أقسامه قائمة حتى اليوم.
🏛️ البناء والمعمار
وبُني فوق الضريح المقدس بناء مدور، وبُنيت ما بين الباب والمبنى الدور باسيليكا كبيرة، وخمسة أروقة بين الأعمدة مع جناح مدور بارز في ساحة متسعة، فبقي موضع الصليب منعزلاً على حدة باعتباره مزارًا قائمًا بذاته.
تميز البناء بجلال التصميم ووفرة الزينة، وأُدْخِلَت عليه تحسينات باستمرار، منها التزيينات التي قامت بها الإمبراطورة يودقيا في منتصف القرن الخامس للميلاد.
تمتعت كنيسة القيامة ولا تزال بأهمية استثنائية، وقد وصفها الرحالة المسلمون الذين زاروا بيت المقدس، ومنهم ناصر خسروا، قائلين: “للنصارى في بيت المقدس كنيسة لها عندهم مكانة عظيمة ويحج إليها كل سنة كثير من بلاد الروم.”
وهذه الكنيسة فسيحة، وهي عظيمة الزخرفة من الرخام الملون والنقوش والصور. في كنيسة القيامة دير للرهبان الفرنسيين الذين يَخْدِمُون في الكنيسة، وهم ينتسبون إلى القديس فرنسيس الأسيزي الذي جاء إلى القدس سنة ألف ومائتين وتسع عشرة، ووافق البابا اكلمنطس السادس ببراءة بابوية سنة ألف وثلاثمائة واثنين وأربعين على وجود الفرنسيين في الكنيسة على أن يكونوا حراس الأراضي المقدسة باسم العالم الكاثوليكي، وقد قاموا بترميم الكنيسة مرتين، أخراهما سنة ألف وسبعمائة وتسع عشرة، وأقاموا فيها بناءً جديدًا سنة ألف وتسعمائة وسبع وستين.
وللرهبان الفرنسيسيين حصة وافرة في كنيسة القيامة، ففي كل يوم يُقَامُ الصلاة إلى جانب طواف يومي في مختلف ربوعها.
✝️ الأديار الأرثوذكسية
إلى جانب هذا الدير الكاثوليكي، هناك الأديار الأرثوذكسية، وأولها دير الروم الأرثوذكس. أسّس بطريك القدس اليوناني جرمانوس أخوية القبر المقدس بعد الاحتلال العثماني لفلسطين، ويُعَدُّ أعضاء هذه الأخوية حراس الأراضي المقدسة باسم العالم الأرثوذكسي.
للرهبان الذين يَخْدِمُون في الكنيسة مساكن في القيامة عينها، وعند ساحة القيامة شرقيًا يقوم دير القديس إبراهيم الذي اشْتُرِيَ سنة ألف وستمائة وستين من الأحباش.
منذ أيام البطريك جرمانوس، عمل الروم الأرثوذكس اليونان على التوسيع في كنيسة القيامة، وبعد احتراقها سنة ألف وثمانمائة وثمان، تَوَصّلوا إلى الانفراد بترميم أكبر قسم منها بموجب مخططاتهم، ولهم اليوم أكبر حصة فيها، ومنها محور الكنيسة المعروف بنصف الدنيا، وفي كل يوم يُقَامُ الصلاة هناك.
وللأرمن الأرثوذكس بعض المساكن في كنيسة القيامة، ولهم الحصة الثالثة فيها، ومنها قسم الرواق الذي يُشْرِف على القبر المقدس وكنيسة القديسة هيلانة، وهم بدأوا التوسع في الكنيسة منذ القرن السابع عشر الميلادي، وفي كل يوم يُقَامُ الصلاة هناك.
أما الأقباط الأرثوذكس، فلهم مكانة ثانوية في الكنيسة، يُؤَدُّون صلواتهم في معبد صغير بنوه ملاصقًا للقبر المقدس سنة ألف وخمسمائة وأربعين، ثم جُدِّد بعد حريق سنة ألف وثمانمائة وثمان.
وأخيرًا يقيم السريان الأرثوذكس الصلاة كل أحد في معبد للأرمن يقوم حَنيه القبر المقدس الغربية.
🌟 الاحتفالات
ولا شك في أن أعظم احتفالات كنيسة القيامة عند جميع الطوائف المسيحية هي احتفالات الأسبوع المقدس والفصح، التي تُتَمُّ في أقدس مكان مسيحي في القدس.
مصدر آخر :
تعتبر كنيسة القبر المقدس والمعروفة بكنيسة القيامـة ( أناستاسيس ) لدى المسيحيين الشرقيين أقدس وأقدم مكان مقدس مسيحي في العالم، ويقع بناء الكنيسة في الربع الشمالي غربي من القدس القديمة على موقع يضم الجلجثة أو الجمجمة وهو المكان الذي صلب فيه السيد المسيح وقام من بين الأموات.
🏛️ الأدلة التاريخية
بعض المواقع التاريخية المقدسة والتي تبيّن لاحقًا أنها مبنية على تقليد زائف وليس على الحقائق التاريخية، فإن المؤرخين وعلماء الآثار يؤكدون أن كنيسة القبر المقدس تُوجَدُ فوق القبر الفعلي للمسيح، وما يلي أهم الإثباتات الداعمة:
العناصر الطبوغرافية لموقع الكنيسة متساوقة ومتلائمة مع الوصف الإنجيلي، والذي يُقِرُّ أن يسوع المسيح صُلِبَ على صخرة تشبه الجمجمة خارج أسوار المدينة (يوحنا 17:19)، ويحدث عن تواجد قبر على مقربة من موقع الصلب (يوحنا 41-42:19). البساط الأخضر، والذي يدعوه يوحنا في إنجيله بالحديقة، ما هو إلا نتيجة الثرى والبذور المتطايرة بفعل الرياح والتي رُوِيَتْ ونَبَتَتْ بفضل أمطار الشتاء.
بالرغم من أن موقع الكنيسة يتواجد الآن داخل أسوار المدينة، إلا أنه وقت صلب المسيح كان بالتأكيد خارج أسوار المدينة، والسبب في ذلك أنه في السنوات 41-44 قام هيرودوس أجريبا بتوسيع أسوار مدينة القدس، وعندها فقط تَمَّ ضم موقع القبر المقدس، ومنذ ذلك لم يعد خارج الأسوار بل داخلها.
الطائفة المسيحية في القدس كانت تُعْقَدُ فيها طقوس عبادة في نفس الموقع المذكور حتى سنة 66م، وحتى عندما أُدخِلَت هذه المنطقة داخل أسوار المدينة سنة 41-43م، فإن الكنيسة لم تُبْنَ بعد.
الموقع الذي اِخْتِيرَ لبناء كنيسة القبر المقدس بمبادرة الإمبراطور قسطنطين سنة 326م كان مكلفًا وغير عملي، فالبناء يتطلب هدم مبان ضخمة من بينها المعبد الذي بناه الإمبراطور هايدريان. لذا، فإنهم، قبل المباشرة بالهدم والبناء، تَفَحَّصُوا، دَقَّقُوا، وأَمْعَنُوا النظر بالتقليد المحلي للجماعة المسيحية آنذاك بخصوص الموقع الفعلي لصلب وقبر المسيح، خاصة أنه على مقربة إلى الجنوب كان هناك موقع مثالي (يدعى Hadrian Forum)، وأسهل جغرافيًا ومعماريًا لبناء الكنيسة، والذي كان من الممكن أن يُستَغَل لو كان هو المكان الفعلي والمتعارف عليه بين المسيحيين الأوائل على أنه موضع صلب ودفن المسيح.
شاهد العيان، المؤرخ يوسيبوس (Husebius)، يشهد أنه أثناء عمليات الحفر والكشف عن الآثار، تَمَّ اكتشاف الموقع الأصلي.
📖 ملخص دليل إكسفورد
بناءً على النقاط المهمة المذكورة أعلاه، فإن دليل إكسفورد الأرخيولوجي للأراضي المقدسة يلخص:
“هل هذا هو المكان الذي صُلِبَ فيه المسيح وقبره؟ أغلب الظن، نعم!”
ويتبيّن أن الجماعة المسيحية الأولى في القدس كانت تُقِيمُ احتفالات ليتورجية عند قبر المسيح منذ وقت قيامته من بين الأموات وحتى سنة 66م، عندما سيطر الرومان على المدينة. وبعد أقل من قرن، سنة 135م، قام الإمبراطور هايدريان ببناء معبد أفروديت، وقد كان هدفه من ذلك القضاء على موقع القبر، ولكنه أدى في حقيقة الأمر إلى الحفاظ عليه (بعد أن عرفنا هدفه الخبيث).
🏗️ بناء الكنيسة
وقد ظل الموقع مطمورًا تحت المعبد الوثني حتى حوالي سنة 312م، عندما اعتنق الإمبراطور قسطنطين العظيم المسيحية، جاعلًا منها ديانة الإمبراطورية الرسمية، وسرعان ما أظهر حماسًا واهتمامًا بالمواقع المقدسة ذات الصلة بديانته الجديدة، وقد قام بتمويل بناء كنائس عدة في كل مكان من الأراضي المقدسة، وأهمها كنيسة القبر المقدس، وقد كلف الإمبراطور قسطنطين القديس مكاريوس، أسقف مدينة القدس آنذاك، ببناء أجمل باسيليكا على ذلك الموقع. وقد بُشِرَ ببنائها سنة 326م بعد تدمير معبد هايدريان.
وتم تكريسها رسميًا سنة 336م، أثناء عمليات الحفر والتنقيب، حين عَثَرَتْ القديسة هيلانه، والدة الإمبراطور قسطنطين، على الصليب الحقيقي الأصلي بجانب قبر المسيح. في الواقع، هي عَثَرَتْ على ثلاثة صلبان: صليب المسيح وصليبي اللصين، ولتمييز الصليب الحقيقي أحضرت امرأة ميتة لتلامس كل صليب، وقد قامت من بين الأموات عندما لَامَسَتْ أحدهم، وهكذا عرفت القديسة هيلانه أن هذا هو صليب الرب يسوع.
⛪ الكنيسة حول تلة الصليب
وقد بُنِيَتْ الكنيسة حول تلة الصليب التي تم حفرها والتنقيب عنها (Excavated Hill of Crucifixion)، وهي في الواقع عبارة عن ثلاث كنائس متصلة بنيت على المواقع الثلاثة المقدسة، والتي ضمّت:
- باسيليكا عظيمة.
- ردهة مطوّقة بنيت حول صخرة الجلجثة.
- مبنى مستدير (Rotunda) الملقب بـ أناستاسيس (قيامة)، والذي احتوى بقايا الكهف/القبر الذي تبين للقديس الأسقف مكاريوس والقديسة هيلانه على أنه موقع دفن المسيح.
وقد تم شق الصخرة المحيطة ووضع المسيح داخل هيكل صغير (معروف بـ Edicule) وسط المبنى المستدير. وقد تم الانتهاء من بناء قبة المبنى المستدير مع نهاية القرن الرابع، ولكن قبر المسيح لم يكن جاهزًا يوم تكريس الكنيسة سنة 336م، وذلك بسبب الجهد والعمل الهائل الذي يتطلبه شق الجرف الصخري لعزل القبر، وقد نجحوا في إنجازه سنة 384م.
🔥 الغزوات والحوادث
سنة 614م، غزا الفرس مدينة القدس وأضرموا حريقًا في مبنى الكنيسة، مما ألحق أضرارًا فادحة، وقد قاموا أيضًا بسرقة الصليب الكريم الحقيقي.
سنة 629م، دخل الإمبراطور هرقل القدس منتصرًا وأعاد الصليب الحقيقي لكنيسة القبر المقدس، التي أُعِيدَ بناؤها على يد البطريرك موديستوس، ولم يُحْوَل البناء الجديد أي تغيير جذري على الخارطة الأصلية.
سنة 638م، أُحْبِر المسيحيون على الخضوع، وقام البطريرك القديس صفرونيوس بأخذ العهدة العمرية وتسليم القدس للسيطرة الإسلامية بقيادة الخليفة عمر بن الخطاب، ولكن عمر رفض أن يُصَلَّى في كنيسة القبر المقدس، قائلاً: “إذا صليت داخل الكنيسة سوف تخسرون الكنيسة لأن جماعة المؤمنين (المسلمين) سوف يأخذونها منكم زاعمين أن عمر صلى هنا”. ومع ذلك تبع هذا العمل النبيل عواقب وخيمة.
🏗️ الترميمات وإعادة البناء
تابعت كنيسة القبر المقدس عملها وخدمتها ككنيسة مسيحية تحت حماية عمر بن الخطاب والخلفاء المسلمين الأوائل، ولكن هذا الواقع تغير في 18 تشرين أول سنة 1009، عندما قام الخليفة الفاطمي منصور (الحاكم بأمر الله) وبكل وحشية بتدمير جميع كنائس القدس، ومن ضمنها كنيسة القيامة العظيمة، وأمر بهدم جدرانها وتهجم على قبر المسيح المقدس بالمثاقب والطارق، متوقفًا فقط عندما غطى الحطام بقايا ما تبقى من الكنيسة، علمًا بأن الجدران الشرقية والغربية هُدِمَتْ كليًا.
وقد منع المسيحيون آنذاك من زيارة حطام الكنيسة، واستغرق الإمبراطور البيزنطي قسطنطين التاسع مونوماخوس 40 سنة من المفاوضات مع خلفاء الحاكم بأمر الله لإبرام معاهدة سلام أعطته الإذن لإعادة بناء كنيسة القبر المقدس سنة 1048م، ولكن الاعتمادات المالية لم تكن كافية لترميم الكنيسة الأصلية بشكل كامل، فاضطروا للتخلي عن قسم كبير منها: الردهة والباسيليكا، أما الفناء والمبنى المستدير فقد تم ترميمهما، والأخير تم تحويله إلى كنيسة بإدخال قبة كبيرة في واجهة المبنى المستدير.
🛡️ السيطرة الصليبية والرمزية
في 15/07/1099م، استولى الصليبيون على القدس، وأعلن قائدهم عن نفسه “حامي القبر المقدس”، وقد باشروا بترميم الكنيسة على الطراز الرومانسكي في وقت متأخر نسبيًا، وذلك سنة 1112م.
في البداية قاموا ببناء دير بموقع الباسيليكا التي بناها قسطنطين المدمرة، وفي سنة 1119م تم استبدال الهيكل (المبنى الصغير) الذي يحوي كنيسة على الطراز الرومانسكي، كُرِّس سنة 1149م، وأُضيف برج أجراس سنة 1170م.
شكل الكنيسة الحالي يعود بالأساس إلى الترميمات التي قام بها الصليبيون.
ولم تكن السنوات اللاحقة أق سوءاً لكنيسة القبر المقدس بل على العكس فقد عانت من الضرر، التدنيس، الإنتهاكات، والإهمال. ومحاولات الترميم جلبت الضرر أكثر منها فائدة أما في سنه 1555م قام الفرنسيسكان بإصلاحات وترميمات هامة ولكن إندلاع حريق سنه 1808م ألحق الضرر الكبير لمبنى الكنيسة: إنهيار قبه المبنى المستدير، محق المعالم الخارجية للهيكل ( المبنى الصغير المعروف بـ edicul ) الذي يحوي بداخلة القبر المقدس ولم تطل النيران الجزء الداخلي من هذا المبنى.
🔧 الترميّمات اللاحقة
لم تكن السنوات اللاحقة أقسى على كنيسة القبر المقدس، بل عانت من الضرر، التدنيس، الانتهاكات، والإهمال.
محاولات الترميم جلبت الضرر أكثر منها فائدة.
سنة 1555م، قام الفرنسيسكان بإصلاحات وترميمات هامة، ولكن اندلاع حريق سنة 1808م ألحق الضرر الكبير بمبنى الكنيسة: انهيار قبة المبنى المستدير، ومحو المعالم الخارجية للهيكل (المبنى الصغير المعروف بـ Edicule) الذي يحوي بداخله القبر المقدس، ولم تطل النيران الجزء الداخلي من هذا المبنى.
في 30/09/1808م، وحسب الكثير من المراجع، فإن الحريق الكبير اِبْتُدِئَ من الجزء التابع لطائفة الأرمن في كنيسة القيامة، وقد تم إعادة إعمار ما دُمِّرَ في الحريق سنة 1810م، أي المبنى الصغير المعروف Edicule وما حوله، وأُعيد بناء الهيكل الجديد على نفقة كنيسة الروم الأرثوذكس بالرغم من اعتراضات الأرمن واللاتين.
🕊️صلوات البناء والتوقيع
ومن الجدير بالذكر أن هذا البناء يشمل صلوات عن الصليب والقيامة باللغة اليونانية مأخوذة من كتاب المعزي للقديس يوحنا الدمشقي، وفي داخل القبر المقدس، وفي الجهة العليا تم توقيع إسم المهندس كالفاس كومندينوس ميتيلينيوس سنة 1810م، الذي قَامَ بهندسة البناء، وكان السبب لهذا التوقيع في القبر المقدس لتأكيد حدث الحريق النابع من إدارة الأرمن وبنائه من كنيسة الروم الأرثوذكس.
وتم كتابة جملة واحدة في المدخل الخارجي وهي:
“ملك وتقديس للمسيح من الروم الأرثوذكس 1810م”
باللغة اليونانية والتاريخ باللغة العربية.
🏗️ ترميمات سنة 1959م
سنة 1959م، اِتَّفَقَتْ الطوائف الثلاثة (كنيسة الروم الأرثوذكس واللاتين والأرمن) على تطبيق خطة ترميم رسمية رئيسية، وقد تَمَّ تدريب البنى المحليين على كيفية نقش وشذب حجارة المبنى المستدير (الذي تعلوه القبة) على طراز القرن الحادي عشر، والكنيسة على طراز القرن الثاني عشر.
⚖️ الوضع الراهن للسيطرة
منذ ترميمات 1555م (التي قَامَ بها الفرنسيسكان)، فإن السيطرة على كنيسة القيامة تأرجحت بين كنيسة الروم الأرثوذكس وبين طائفة اللاتين (الفرنسيسكان). وهذا الأمر تعلق بقدرة كل طرف على تحصيل فرمان محاب لها من الباب العالي (الإمبراطورية العثمانية) لتوسيع سيطرتها.
وفي سنة 1767م، وبعد أن سئم الباب العالي من نشوب الشجارات، وكذلك من العنف المصاحب لها، تَمَّ إصدار فرمان يقسم الكنيسة بين الطوائف المدعية، وقد تم التأكيد على هذا بإصدار فرمان آخر سنة 1822م، والذي مهد الطريق لوضع ستاتوس كفر، مما جعل ترتيبات التقسيم بين الطوائف دائمة.
🛡️ الحراس الرئيسيون
الحراس الثلاثة الرئيسيون لكنيسة القبر المقدس هم:
- كنيسة الروم الأرثوذكس
- الأرمن
- اللاتين
في القرن التاسع عشر، حصل الأقباط الأرثوذكس، والأثيوبيون الأرثوذكس، والسريان الأرثوذكس على مسؤوليات أقل، من ضمنها مذاخر ومبانٍ أخرى داخل وحول بناية الكنيسة، وتنظم اتفاقية أوقات وأماكن العبادة لكل واحدة من الكنائس.
🚪 الدخول إلى الكنيسة
الدخول لكنيسة القبر المقدس يكون عبر باب وحيد يقع في الجزء الجنوبي من الكنيسة، ومفاتيح الدخول للكنيسة الآن موجودة بحوزة عائلتين مسلمتين محايدتين:
- عائلة نسيبة، والتي وكلها صلاح الدين الأيوبي هذه المسؤولية سنة 1192م.
- عائلة جودة، التي وكلتها السلطات العثمانية أن تساعد عائلة نسيبة في فتح وإغلاق الباب الجنوبي بشكل يومي.
ومن المهم ذكره أن ما بين السنوات 1187-1190، بعدما هزم صلاح الدين الأيوبي الصليبيين، تَمَّ تحويل قسم من بطريركية الروم الأرثوذكس إلى جامع (لأن البطريركية كانت بقرب كنيسة القيامة)، ولكن بعد الاتفاقية التي أُبرِمَت مع إمبراطور بيزنطة إيساخيوس إيجيليوس أعيد الوضع كما كان عليه سابقًا.
🏛️ تقسيم الكنيسة من الداخل
في مركز كنيسة القبر المقدس ومباشرة تحت القبة الكبرى (والتي رُمِّمَت مؤخراً)، يقع القبر المقدس، تُزَيَّنُهُ الشمعدانات الضخمة.
ينقسم البناء من الداخل إلى غرفتين:
الغرفة الخارجية عبارة عن دهليز لإعادة الميت، ويقال لها كنيسة الملاك.
أما المدخل الصغير المغطى بالأرخام، فهو الباب الحقيقي للقبر الأصلي، والذي تَمَّ إغلاقه بحجر إثر موت السيد المسيح كما يقول الإنجيل (متى 28:1-6).
في وسط الدهليز، نجد عمودًا قصيرًا يحمي تحت الزجاج قطعة أصلية من الحجر، وإلى اليمين مقعد من الرخام يغطي الصخرة الأصلية التي وُضِعَ عليها جسد يسوع من مساء الجمعة وحتى صباح الفصح.
✝️ خدمة الليتورجيا والطقوس
تؤدي كل من كنيسة الروم الأرثوذكس، واللاتين، والأرمن خدمة الليتورجيا داخل القبر المقدس.
وفي سبت النور، تُجرى هناك خدمة فيض النور، والتي يَتَرَأَّسُهَا بطريرك الروم الأرثوذكس في القدس.
خدمة صلاة فيض النور هي فقط لكنيسة الروم الأرثوذكس.
أما الأرمن، فلهم اشتراك محدود، وليس لهم الحق بالدخول إلى القبر المقدس، ولكن فقط لهم الدخول إلى القسم الأول قبل باب القبر.
✨ أعجوبة فيض النور
تشهد كنيسة القبر المقدس كل سنة وقبل أحد الفصح المجيد حدثًا رائعًا وملهِمًا للغاية. فعند ظهر سبت النور، يدخل بطريرك القدس للروم الأرثوذكس إلى القبر المقدس، وينتظره في الخارج الأساقفة وباقي الإكليروس. وبعد الانتهاء من الصلوات والأفاشين التي يتلوها البطريرك، يظهر نور أعجوبِيّ ويقوم البطريرك بإضاءة شمعتين، ويخرج من القبر المقدس لتضاء باقي الشموع في الخارج، ويصل النور إلى معظم الكنائس الأرثوذكسية.
وفي سنة 1579م، مُنِع بطريرك الروم الأرثوذكس من الدخول إلى القبر المقدس من قبل السلطات التركية، وأُعطِيَ الدخول إلى طائفة الأرمن لتقوم بالخدمة. وقام بطريرك الروم الأرثوذكس ولفيف من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين بصلاة فيض النور خارج كنيسة القيامة. فما أعظم أعمالك يا رب! لقد انشَقَّ العمود الأوسط من الناحية اليسرى لباب الكنيسة الرئيسي وفاض النور منه. وإلى الخلف، وداخل مبنى قفصي حديدي، يتواجد الهيكل التابع للأقباط الأرثوذكس، مرورًا بذلك وداخل كنيسة صغيرة يحتفل السريان الأرثوذكس بالليتورجيا أيام الآحاد.
🏛️ أقسام الكنيسة الداخلية
إلى يمين الناظر إلى القبر المقدس، تتواجد منطقة اللاتين، والتي تضم كنيسة كبيرة مربعة الشكل ومصلىً منعزلًا للرهبان الفرنسيسكان.
مباشرة أمام القبر المقدس، نجد الكنيسة التابعة للروم الأرثوذكس، والتي تحتل الجزء المركزي من البازيليك كلها، وتضم أيقونسطاسًا كبيرًا وعرشان: أحدهما للبطريركية، والآخر للتالي مقامًا.
مرورًا بذلك، ومباشرة أمام المدخل، يتواجد حجر الطيب، وهو حجر من الجير الأحمر مزين بالشمعدانات والمصابيح، وهو الموضع الذي تم فيه تحضير جثمان يسوع للدفن (يوحنا 19:38).
إلى اليمين، نجد سلّمًا يحملنا إلى كنيسة الجلجثة، وهو موضع صلب المسيح، وتدير هذه المنطقة كنيسة الروم الأرثوذكس. في واجهة الكنيسة، هيكل وفوقه صورة يسوع المسيح المصلوب، وعلى جانبيه القديس يوحنا والعذراء أمه. وتحت الهيكل، نجد قرصًا مفتوحًا يشير إلى الموقع حيث رفع صليب يسوع، وتسمح الفتحة بإدخال اليد ولمس الصخرة.
إلى الجانب الأيمن، هناك مذبح تابع لطائفة اللاتين. وهناك أيضًا كنيسة تحت أرضية يديرها الأرمن، والتي تُحيي ذكرى العثور على الصليب الحقيقي.
وفي القسم السفلي تحت الجلجثة، وقرب مكتب رئيس القيامة للروم الأرثوذكس، يوجد هيكل صغير حيث دُفِن فيه آدم الأول. وفي هذا المكان عند صلب المسيح، تم إيجاد جمجمة آدم الذي سقط بالخطيئة، فأتى المسيح (آدم الجديد) ليعيد البشرية من جديد عن طريق إيماته الموت بالموت، لذلك نرى الجمجمة الموضوعة في أسفل الصليب والتي تشير إلى جمجمة آدم. كما يوجد في مكتب رئيس القيامة للروم الأرثوذكس جزء أصلي وحقيقي من خشبة الصليب التي عثرت عليها القديسة هيلانه.
🕊️ ذخائر القديسين
هناك الكثير من بقايا وذخائر القديسين، منها:
- يد القديس باسيليوس
- يد القديسة مريم المجدلية
- رأس جمجمة ثيودوسيوس الناسك
- ذخائر للقديس يوحنا الذهبي الفم
- يد للقديسة ماكرينا، أخت القديس باسيليوس الكبير
وهناك عدد كبير من الذخائر المقدسة نتركها لزيارة القارئ ليتبارك منها.
فبشفاعة الصليب الكريم المحيي ونعمة القبر المقدس القابل الحياة وشفاعة العذراء مريم، أيها الرب يسوع، أنعم علينا وارحمنا بحسب عظيم رحمتك… آمين.