الولادة: –
الوفاة: 183
✝️ القدّيس مار ثاوفيلوس الأنطاكيّ
مار ثاوفيلوس (بالسريانيّة: ܬܐܘܦܝܠܘܣ) هو الأسقف أو البطريرك السابع من قائمة البطاركة السريان في أنطاكية بين عامي 169 و181 م.
👶 وِلادَتُهُ ونَشْأَتُهُ
وُلِد ثاوفيلوس وثنيًّا في إحدى مدن ما بين النهرين، كما يُستدلّ من كتابه الدفاعيّ الموجَّه إلى أوتوليكس. درس العلوم اليونانيّة، والتاريخ، وشعر هوميروس وهزيود، ومناقشات أفلاطون، وتعمّق في دراسة الفلسفة، وأَلِمّ باللغة العبريّة.
✝️ تَنَصُّرُهُ
لم تَجْدِ العلوم الفلسفيّة نفعًا لثاوفيلوس، فقد كان معذَّب الضمير، مضطرب النفس، غير مقتنع بعبادة الأوثان، متعطّشًا إلى معرفة الإله الحقيقيّ.
عندما درس أسفار الأنبياء في الكتاب المقدّس انكشفت له الحقائق الإلهيّة، وآمن بالوحي الإلهيّ، وبقيامة الأموات، ووجد في الدِّين المسيحيّ ضالته المنشودة، فتنصّر وامتلأ من الروح القدس والحكمة.
⛪ جُلُوسُهُ على الكُرْسِيّ الأَنْطاكيّ
بعد انتقال الأسقف أودوس إلى الخدور العلويّة سنة 169 م، انتُخب مار ثاوفيلوس أسقفًا على الكرسيّ الرسوليّ الأنطاكيّ.
⚔️ الحَمَلات الفِكْريَّة ضدّ المَسيحيَّة
في مطلع القرن الثاني الميلاديّ واجهت المسيحيّة خطرين:
خارجيّ: من اليهود والوثنيّين الذين افتروا عليها، متَّهمين المسيحيّين بالإلحاد (لرفض الأصنام)، وبالدعارة (من التفسير الشهوانيّ للمحبّة وقبلة السلام)، وبأكل لحوم البشر (لسوء فهم عقيدة القربان المقدّس). وكان أبرز خصومها الفيلسوف اليوناني كِلْسوس.
داخليّ: من خلال الهرطقات التي حاولت تشويه العقائد القويمة وزرع الشكوك فيها.
🛡️ الدِّفاع عن المَسيحيَّة
لم يردّ المسيحيّون بالعنف، إذ أوصاهم المسيح بمحبّة الأعداء، بل دافعوا بالحجّة والبرهان. من أبرز المدافعين:
- أريستيد فيلسوف أثينا.
- القدّيس يوستينوس الشهيد.
وقد أثمر دفاع آباء الكنيسة عن المسيحيّة، فاحترمتها الأوساط العلميّة والفلسفيّة، وجذبت العديد من المفكّرين إلى الإيمان بالمسيح.
📜 مَار ثاوفيلوس كاتِبًا ومُدافِعًا
قال أوسابيوس القيصريّ: «وقد ناضل ثاوفيلوس مع غيره، وهذا ما يتّضح من بحث جليل الشأن كتبه ضدّ مرقيون».
كان أديبًا بليغًا وكاتبًا، فدحض افتراءات اليهود والوثنيّين، وردّ على الهراطقة، وكتب في تفسير الأناجيل الأربعة، وهو أوّل من صرّح بأنّ الإنجيل الرابع هو لإنجيل يوحنّا الرسول.
كما فنّد في رسائله اعتراضات أوتوليكس، موضّحًا سموّ التعاليم المسيحيّة وربطها بنبوءات العهد القديم. ومن أقواله:
«إنّ اسم المسيح يدلّ على الممسوح، وهو اسم شريف يبعث في القلب سرورًا، وجدير بغاية الوقار، ولهذا السبب نحن ندعى مسيحيّين لأنّنا نُمسَح بزيت مقدّس».
🔺 لَفْظَة التَّثْلِيث
يُعتقَد أنّ مار ثاوفيلوس هو أوّل من استعمل لفظة التَّثليث في وصف الثالوث الأقدس والجوهر الواحد، على الرغم من أنّ إعلان الثالوث جاء في الإنجيل المقدّس وسائر أسفار العهد الجديد.
🕊️ انتقالُهُ وتِذْكارُهُ
خدم مار ثاوفيلوس الكرسيّ الأنطاكيّ نحو ثلاث عشرة سنة، ثمّ انتقل إلى الخدور العلويّة بين سنتي 181 و185 م.
الكنيسة الشرقيّة تعيّد له في 22 تمّوز. والكنيسة الغربيّة تعيّد له في 18 تشرين الأوّل.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت