الولادة: 1867
الوفاة: 1928
📜 النشأة والبدايات (1867–1885)
وُلد مار يعقوب أوجين منّا عام 1867 في باقوفا، وهي قرية كلدانية قريبة من تلكيف في سهل نينوى شمال العراق.
كانت المنطقة آنذاك جزءًا من ولاية الموصل العثمانية، وتضم خليطًا من العرب، الكرد، والآشوريين، إلى جانب المجتمع الكلداني المسيحي. ونشأ في عائلة متدينة، مما عزز ارتباطه المبكر بالكنيسة والتقاليد السريانية.
حوالي سن 18 (عام 1885 تقريبًا)، التحق بـ المعهد البطريركي الكهنوتي في الموصل، وهو أهم مركز لتخريج الكهنة والأساقفة في الكنيسة الكلدانية حينها.
هناك درس اللاهوت، الفلسفة، واللغات، مع اهتمام خاص باللغة السريانية التي كانت محور حياته العلمية لاحقًا.
✝ السيامة والنشاط التعليمي (1889–1902)
رسم كاهنًا سنة 1889 بعد إكمال دراسته في المعهد.
عُيّن مدرسًا للغة السريانية في معهد مار يوحنا الحبيب ومعهد شمعون الصفا في الموصل.
خلال هذه الفترة كتب أول كتبه في النحو والمعاجم، مستفيدًا من خبرته الأكاديمية واطلاعه على التراث السرياني الكلاسيكي.
تميز بأسلوب تعليمي مبسط، وكان هدفه إحياء اللغة السريانية بين الكهنة والطلاب بدل بقائها محصورة في النصوص الطقسية.
⛪ الأسقفية والنشاط الثقافي (1902–1914)
عام 1902 رُسِم أسقفًا على إحدى الأبرشيات (المصادر تختلف حول ما إذا كانت أبرشية الموصل أو حدياب).
في هذه المرحلة، بلغ نشاطه الثقافي ذروته:
1896: أصدر كتاب الأصول الجلية في نحو اللغة الآرامية، وهو من أوائل المراجع الحديثة في النحو السرياني.
1900: نشر معجمه الشهير دليل الراغبين في لغة الآراميين (سرياني–عربي)، الذي صار لاحقًا مرجعًا للباحثين والطلبة.
المروج النزهية في آداب اللغة الآرامية: مجلدان يضمان تراجم نصوص أدبية سريانية مع شروح، بهدف تعريف القراء بالميراث الأدبي السرياني.
كان أيضًا على اتصال بالمستشرقين والباحثين في أوروبا، حيث تبادل معهم المخطوطات والملاحظات حول اللغة والتراث.
🌍 الحرب العالمية الأولى والمنفى (1914–1918)
مع اندلاع الحرب العالمية الأولى وبدء سفر برلك وسياسة التهجير العثمانية ضد المسيحيين، واجهت الموصل والمنطقة أوضاعًا خطيرة.
غادر إلى أوروبا، ربما إلى فرنسا أو روما، هربًا من الاضطرابات والاضطهادات.
استمر في نشاطه الثقافي هناك، لكنه لم يتمكن من العودة إلا بعد الحرب.
⚓ مطران البصرة وما بعدها (1919–1928)
بعد الحرب، عُيّن مطرانًا على أبرشية البصرة، التي كانت تضم آنذاك خليطًا من الكلدان، الأرمن، والسريان، بالإضافة إلى جاليات مسيحية مهاجرة من شمال العراق وإيران.
عمل على تنظيم الحياة الرعوية وبناء العلاقات بين الطوائف المسيحية، لكن علاقته بالبطريركية في بغداد شابها بعض الخلافات الإدارية.
مُنع لاحقًا من السفر مرة أخرى إلى أوروبا، فعاد إلى الموصل.
❓ الوفاة الغامضة (1928)
في فبراير 1928، اختفى المطران يعقوب أوجين منّا فجأة.
بعد 28 يومًا من البحث، عُثر على جثته طافية في نهر دجلة قرب الموصل.
ظروف وفاته بقيت غامضة حتى اليوم:
بعض الروايات تشير إلى حادث عرضي.
أخرى تلمح إلى احتمال الاغتيال بسبب خلافات كنسية أو سياسية.
دُفن في الموصل، وبقيت ذكراه مرتبطة بإنجازاته اللغوية أكثر من ملابسات وفاته.
📚 الإرث العلمي
اللغة السريانية: يعتبر معجمه دليل الراغبين ونحوُه الأصول الجلية من المراجع الأساسية حتى اليوم.
إحياء التراث: جمع نصوصًا أدبية ودينية سريانية، وحافظ على الكثير منها من الضياع.
الأثر الأكاديمي: ترك بصمة قوية في المناهج التعليمية للمعاهد الكهنوتية في العراق وخارجه.
📖 كتب ومؤلفات
يمكنكم الاطلاع على بعض كتب ومؤلفات “المطران مار يعقوب أوجين منّا” وتحميلها من هنا.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت