الولادة: 1841
الوفاة: 1926
📜 سيرته
وُلِدَ بربطولماوس لونغو لأسرةٍ ثريّة، وكان ابنَ طبيبٍ في إيطاليا، وتلقّى تعليمًا راقيًا علميًّا ودينيًّا، التحق بمدرسةٍ تابعة لرهبنة البياريين حتّى سنّ السادسة عشرة. نشأ في بيتٍ تقيٍّ، حيث كانت العائلة تُصلّي المسبحة الورديّة معًا كلّ مساء. كان طالبًا بارعًا في الأدب والخطابة والمبارزة والرقص والموسيقى وسائر الفنون، يعزف على الفلوت والبيانو، ويقود فرقةً موسيقيّةً مدرسيّة، غير أنّه كان معروفًا بعدم الاستقرار وصعوبة التركيز في الصفوف.
درس الحقوق في جامعة نابولي، وتخرّج منها سنة 1864، لكنّه انجرف في حياةٍ دنيويّةٍ منحرفة. بعد حضوره دروسًا فلسفيّة على يد كاهنٍ سابق، انتقل من اللامبالاة تجاه الكنيسة إلى السخريّة منها، ثمّ إلى معاداتها علانيةً. شارك في تظاهراتٍ ضدّ البابا، ثمّ انخرط في ممارساتٍ باطلة مثل التنويم المغناطيسي واستحضار الأرواح والتعامل مع الوسطاء الروحيّين. وبلغ به الأمر أن أصبح شيطانيًّا، بل كاهنًا شيطانيًّا بعد دراساتٍ إضافيّة.
غير أنّ عائلتَه وأصدقاءَه لم ييأسوا منه، فظلّوا يُصلّون لأجل عودته إلى الإيمان، ويُقنعونه بترك طريق الضلال. وقد نَجَحَ أستاذٌ محترم يُدعى فينشينتِه بيبي من بلدته في إقناعه بالتخلّي عن هذه الضلالات، وساعده راهبٌ دومينيكانيّ يُدعى الأب ألبيرتو في العودة إلى الكنيسة، بما يُشبه ما نُسمّيه اليوم “إعادة التأهيل الروحيّ”. استعاد لونغو وعيه وإيمانه، وأصبح عضوًا في الرهبنة الدومينيكانيّة الثالثة في 25 مارس 1871، متّخذًا اسم “الأخ روزاريو”.
ولتكفيره عن ارتداده، بدأ يَكرِز ضدّ الشعوذة في أماكن يتردّد عليها الطلّاب. وساعده الأب ألبيرتو في الانضمام إلى جماعةٍ من العلمانيّين المهتمّين بخدمة الفقراء. وهناك، تأثّر بشدّة بالفقر المدقع، وشعر بأنّ المسبحة الورديّة يمكن أن تكون طريق الخلاص. فأسّس مزارًا للعذراء سلطانة الورديّة في وادي بومبي، واستخدم لوحةً مهجورة تُمثّل العذراء بهذا اللقب. سرعان ما بدأ الحجّاج يتوافدون، وحدثت معجزات، وازداد الحضور، حتّى طُلِبَ منه من قِبَل الأسقف بناء كنيسةٍ جديدة. بدأ العمل فيها عام 1876، ودُشِّنَت سنة 1887، وسُلِّمَت للفاتيكان في 19 فبراير 1894، ثمّ منحها البابا لاون الثالث عشر لقب “بازيليك” سنة 1901. واليوم، تستقبل الكنيسة نحو 10,000 حاجٍّ يوميًّا.
مع الأرملة الكونتيسة ماريانا دي فوسكو، أسّس لونغو مؤسّساتٍ خيريّةً حول الكنيسة، شكّلت ما عُرِفَ لاحقًا باسم “مدينة الرحمة” أو “مدينة مريم”. ولخدمة دار الأيتام في المدينة، أنشأ رهبنة “بنات الورديّة في بومبي”.
كما أسّس مدرسةً مهنيّةً لأبناء السجناء، وأوكل إدارتها إلى “إخوة المدارس المسيحيّة”. ونجاح هذه المدرسة أثبت خطأ الفكرة السائدة بأنّ أبناء المجرمين محكومٌ عليهم بالسير في طريق آبائهم. وفي سنة 1922، أسّس مدرسةً مماثلةً لبنات السجناء.
وبسبب عمله الكثيف مع الكونتيسة ماريانا، راجت شائعاتٌ حول علاقةٍ بينهما، فقرّرا الزواج مدنيًّا في أبريل 1885 لتجنّب الأقاويل، لكنّهما عاشا معًا بتبتُّلٍ وفق نذورهما الخاصّة. مع ذلك، لم تَخمد الشائعات، فاتهمه البعض بالزنى، والاحتيال، والجنون. وفي سنة 1906، طُلِبَ منه من قِبَل البابا القدّيس بيوس التاسع أن يتنحّى عن الإدارة حفاظًا على سمعة المدينة، فاستجاب لذلك، وواصل عمله في المدينة موظّفًا عاديًّا. وفي سنة 1925، نال لقب “فارس صليب القبر المقدّس”.
أُعلِنَ طوباويًّا في 26 أكتوبر 1980 على يد البابا يوحنّا بولس الثاني.
أسماء أُخرى له:
بارتولو لونغو؛ بارتولوميا لونغو؛ بارتولوميو لونغو دي لاتِيانو؛ الأخ روزاريو؛ فْراتيل روزاريو؛ مُبشِّر مسبحة العذراء الطوباويّة؛ رجل مريم.
موسوعة قنّشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت