الولادة: 937
الوفاة: 964
بعد وفاة أغابيتوس الثاني، جاء إلى السدة البابوية أحد أكثر الباباوات إثارة للجدل في التاريخ الكاثوليكي: البابا يوحنا الثاني عشر (John XII)، البابا رقم 130 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية. تولّى الحكم من 16 ديسمبر 955م حتى وفاته في 14 مايو 964م. يُنظر إلى حبريته كمثال صارخ على الفساد والانحلال الأخلاقي في أعلى سلطة كنسية خلال ما يُعرف بـ “العصور المظلمة للبابوية”.
خلفيته
وُلد باسم أوكتافيانوس (Octavianus) حوالي سنة 937م في روما، وكان نجلًا غير شرعيًا للأمير الروماني القوي ألبرك الثاني، الذي حكم روما كحاكم مدني.
في وصيته، أوصى ألبرك بأن يُنتخب أوكتافيانوس ليصبح بابا عند وفاة أغابيتوس الثاني. وقد تمّ ذلك بالفعل في ديسمبر 955م، وهو في عمر 18 سنة فقط، ليصبح واحدًا من أصغر من جلس على الكرسي الرسولي.
بعد انتخابه، اتخذ اسم “يوحنا الثاني عشر” تكريمًا للقديس يوحنا، وهو الاسم البابوي الذي اشتهر به لاحقًا.
بابويته (955–964م)
فترة حبريته كانت صاخبة ومليئة بالصراعات السياسية والانحرافات الشخصية، سواء داخل الكنيسة أو في علاقتها مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة:
أهم ملامح حكمه
تحالف مع الإمبراطور أوتو الأول: في محاولة لصد تهديدات خارجية (خاصة من الملك برينغار من إيطاليا)، دعا يوحنا الثاني عشر الإمبراطور الألماني أوتو الأول إلى إيطاليا، وتوّجه إمبراطورًا للرومانيين في 962م في كاتدرائية القديس بطرس.
بعد التتويج، وقّع الاثنان “الامتياز الأوتوني” (Ottonianum) الذي منح أوتو سلطة كبيرة على الكنيسة، مما أثار الخلاف لاحقًا.
انقلابه على أوتو: سرعان ما بدأ يوحنا الثاني عشر يتآمر ضد أوتو، مما أدى إلى تدخل الأخير عسكريًا في روما.
في عام 963م، دعا أوتو إلى مجمع كنسي أعلن أن يوحنا مذنب في الزنا، والسحر، وشرب الخمر، والقتل، وتدنيس قدسية البابوية، وتم عزله، وتعيين ليو الثامن مكانه. لكن يوحنا عاد إلى السلطة بعد انسحاب أوتو، لفترة وجيزة.
وفاته
توفي يوحنا الثاني عشر في 14 مايو 964م، في ظروف غامضة. وفقًا للمؤرخ ليؤنتيوس، قيل إنه توفي أثناء وجوده مع امرأة في فراشه، بعد إصابته بجلطة أو ضربة من زوج المرأة الغاضب. لكن هذه الرواية تبقى غير مؤكدة رسميًا، رغم شيوعها.
دفنه
دُفن في بازيليك القديس يوحنا اللاتيراني، وهي الكاتدرائية البابوية الرسمية في روما.
مكانته في التاريخ
البابا يوحنا الثاني عشر يُعد من أكثر الباباوات فضيحة وسوء سمعة في التاريخ الكنسي. جمع بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية بشكل سيّئ، وكانت حياته مليئة بالانحراف الأخلاقي، بحسب ما سجّله المؤرخون. وقد مثّلت وفاته ونهاية حكمه نقطة انعطاف في علاقة الكنيسة بالإمبراطورية، وأدت لاحقًا إلى صعود نبرة أكثر إصلاحية في اختيار الباباوات.