الولادة: –
الوفاة: 928
البابا ليو السادس (Leo VI) هو البابا رقم 123 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة قصيرة نسبيًا، امتدت من يونيو 928م حتى وفاته في فبراير 929م. عُرفت هذه الفترة من تاريخ الكنيسة بـ “العصور المظلمة للبابوية” (Saeculum Obscurum)، وهي مرحلة اتسمت بالفساد السياسي، والتدخل الشديد من العائلات الأرستقراطية في شؤون الفاتيكان، وخاصة عائلة توسكولوم بزعامة النبيلة ماروزيا.
خلفيته
وُلد ليو السادس في روما، داخل الدولة البابوية، وكان من طبقة رجال الدين المحليين. قبل انتخابه، شغل منصب كاهن كاثوليكي ورجل دين معروف في الكنيسة، ويُحتمل أنه كان من العاملين في إدارة الكرسي الرسولي. لم يكن ذا نفوذ سياسي واسع، لكنه عُرف بولائه للدوائر الأرستقراطية الحاكمة، مما ساعد على ترشيحه للبابوية بعد الإطاحة بسلفه، البابا يوحنا العاشر، الذي قُتل في السجن نتيجة صراع سياسي مع ماروزيا.
بابويته (928–929م)
جاء انتخابه في يونيو 928م، مباشرة بعد اغتيال يوحنا العاشر، وكان في الغالب بابا توافقيًا وضعيف النفوذ.
حكم لمدة تزيد قليلاً عن سبعة أشهر، وهي فترة قصيرة ولم تُسجل فيها إنجازات بارزة على الصعيد الكنسي أو السياسي.
يُعتقد أنه خضع لنفوذ ماروزيا، التي كانت تدير شؤون البابوية من خلف الكواليس، ما جعل حبريته جزءًا من سلسلة الباباوات الذين تولّوا المنصب بتأثير من القوى الزمنية الرومانية، وليس بقرار كنسي حرّ.
وفاته ودفنه
توفي في فبراير 929م، في ظروف تبدو طبيعية، رغم غموض الأحداث السياسية في تلك الفترة.
لا يُعرف مكان دفنه بدقة، لكنه على الأرجح دُفن في روما، وربما في بازيليك القديس بطرس، كما كان يجري مع معظم الباباوات آنذاك.
مكانته في التاريخ
البابا ليو السادس يُعد واحدًا من الباباوات المغمورين في التاريخ الكنسي، إذ لم يُعرف عنه الكثير، ولم يكن له تأثير ملموس في السياسات الكنسية أو الإصلاحات العقائدية. لكن حبريته تُصنّف ضمن فترة القرن المظلم للبابوية، حين كانت السلطة الدينية خاضعة لتحكّم العائلات النبيلة، خاصة عائلة ماروزيا، مما أدى إلى تراجع هيبة البابوية أمام النفوذ الأرستقراطي.
ورغم قصر عهده، يُذكر اسمه ضمن سلسلة الباباوات الذين جلسوا على الكرسي الرسولي في واحدة من أكثر الحقب اضطرابًا في تاريخ الكنيسة.