الولادة: –
الوفاة: 905
البابا يوحنا التاسع (Johannes IX) هو البابا رقم 116 في تسلسل باباوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 898 و900م. وُلد في روما لعائلة رومانية، وكان قبل انتخابه كاهنًا كاثوليكيًا ورجل دين مثقفًا، كما عُرف بنشاطه الكنسي وميله إلى الإصلاح، ويُعتقد أنه كان يعمل في سكرتارية الكرسي الرسولي، ما يُفسر وصفه أحيانًا بـ “كاتب” أو إداري كنسي بارز في بلاط الفاتيكان.
خلفيته الدينية
قبل أن يصبح بابا، كان يوحنا التاسع واحدًا من أبرز الشخصيات الكنسية في روما، وقد دعم بقوة البابا فورموسوس، حتى بعد وفاته، ما جعله من أبرز المدافعين عن كرامة الكرسي البابوي خلال الصراعات التي تبعت ما يُعرف بـ “المجمع الجثوي” – وهو محاكمة جثة فورموسوس من قبل البابا ستيفان السادس.
انتخابه
تم انتخاب يوحنا التاسع في يناير 898م بدعم من الإمبراطور لامبرت من سبوليتو، في محاولة لإعادة الاستقرار إلى الكنيسة بعد الفوضى التي سبّبها البابا ستيفان السادس وما تلاه من باباوات ذوي فترات حكم قصيرة. وقد جاء انتخابه كجزء من التحالف بين الكنيسة والإمبراطورية لإصلاح المؤسسة البابوية ومواجهة الفساد والانقسام الداخلي.
إنجازاته وأعماله
عقد عدة مجامع كنسية في روما ورافينا، أصدر من خلالها قرارات تُلغي نتائج المجمع الجثوي وتُعيد الاحترام إلى ذكرى البابا فورموسوس.
أقرّ عدم جواز محاكمة الباباوات المتوفين، منعًا لتكرار ما حدث سابقًا.
عمل على إعادة الاستقرار الإداري للكنيسة، وأعاد التأكيد على شرعية رسامات رجال الدين الذين عُيّنوا من قِبل فورموسوس.
دعم سلطة الإمبراطور لامبرت في محاولة لإيجاد توازن بين السلطة الدينية والزمنية، ما يدل على حنكته السياسية إلى جانب دوره الديني.
وفاته ودفنه
تُوفي البابا يوحنا التاسع في يناير 900م، بعد حبريّة استمرت نحو عامين.
دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو تقليد يُمنح للباباوات الذين حافظوا على استقرار الكنيسة وساهموا في إصلاحها.
مكانته في التاريخ
يُعتبر يوحنا التاسع من الباباوات الإصلاحيين في أواخر القرن التاسع، وقد تميز بحكمته واتزانه، حيث سعى لتضميد جراح الكنيسة بعد صراعات داخلية حادة. كما يُذكر بأنه لعب دورًا بارزًا في إعادة سلطة وهيبة الفاتيكان من خلال قراراته الحكيمة، وترك أثرًا يُذكر رغم قِصر فترة بابويته.