الولادة: –
الوفاة: 903
البابا بندكت الرابع (Benedictus IV) هو البابا رقم 117 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية في فترة مليئة بالتوترات السياسية والدينية، بين عامي 900 و903م. وُلد في روما، وينتمي إلى طبقة رومانية محترمة، وقد نشأ وتربّى في بيئة كنسية. كان رجل دين كاثوليكيًا ملتزمًا، وكاهنًا بارزًا في الكنيسة، كما عُرف بصفته كاتبًا ودارسًا ضمن دوائر الفاتيكان، مما جعله مؤهلاً لتولّي المناصب العليا في الكنيسة.
حياته الكنسية
قبل انتخابه بابا، خدم بندكت الرابع في الكنيسة الرومانية ككاهن، وكان معروفًا بعلمه وتقواه، وهو ما جعله يحظى بسمعة طيبة بين رجال الإكليروس. اختير للبابوية في العام 900م بعد وفاة البابا يوحنا التاسع، وسط جو من الفوضى والصراع بين القوى الزمنية والدينية في إيطاليا، خصوصًا بين ملوك الفرنجة ودوقات سبوليتو الذين كانوا يتنازعون النفوذ على روما.
بابويته (900–903م)
دعم بندكت الرابع الملك لويس الثالث الأعمى (Louis the Blind) وباركه كإمبراطور روماني مقدس، في محاولة لدعم السلطة الإمبراطورية الكاثوليكية ضد خصومها السياسيين.
سعى إلى الحفاظ على استقلال الكنيسة عن الصراعات السياسية، لكن التدخلات الخارجية كانت قوية، وكان عليه أن يوازن بين دعم السلطة الروحية والسلطة الزمنية.
حاول فرض الاستقرار في الكنيسة الرومانية، واستمر في نهج أسلافه الإصلاحيين مثل يوحنا التاسع وثيودور الثاني.
وفاته ودفنه
توفي البابا بندكت الرابع في يوليو من عام 903م، بعد ما يقارب ثلاث سنوات من توليه البابوية.
دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، كما كان تقليد الباباوات في تلك الفترة.
مكانته في التاريخ
رغم قِصر حبريته نسبيًا، يُذكر بندكت الرابع بأنه بابا متزن ومثقف، حاول أن يُبقي الكنيسة الكاثوليكية متماسكة في وقت بالغ الصعوبة سياسيًا. جمع بين دور الكاهن المتدين والسياسي المعتدل، وترك بصمته في دعم الوحدة الكنسية، وإن كان لم يُتح له الوقت لتحقيق إصلاحات عميقة بسبب الظروف السياسية المضطربة.