الولادة: 840
الوفاة: 897
البابا ثيودور الثاني (Theodore II) هو البابا رقم 115 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى السدة البابوية لفترة بالغة القِصر في أواخر عام 897م. وُلد في روما، وكان من أصول رومانية، وعُرف كـ رجل دين كاثوليكي وكاهن ملتزم، كما ارتبط اسمه ببعض الأنشطة ذات الطابع السياسي والديني، خاصة في ما يتعلق بإصلاح الأوضاع المضطربة التي أعقبت سلسلة من الباباوات المتنازعين.
قبل انتخابه، كان ثيودور الثاني من رجال الكهنوت المعروفين في البلاط البابوي، وقد لعب دورًا في القضايا الكنسية المعاصرة، وبرز كصوت معتدل يدعو إلى إعادة النظام والاحترام إلى الكرسي الرسولي. كان أيضًا مقرّبًا من أنصار البابا فورموسوس، مما شكّل جزءًا من خلفيته السياسية داخل الكنيسة.
سياق انتخابه
انتُخب ثيودور الثاني في فترة حرجة جدًا بعد الإطاحة بالبابا رومانوس، وفي أعقاب الانقسامات الشديدة الناتجة عن محاكمة جثة البابا فورموسوس التي قادها البابا ستيفان السادس. وقد جاء انتخابه كمحاولة لتضميد الجراح التي لحقت بالكنيسة، وإعادة الشرعية إلى القرارات البابوية السابقة التي أُبطلت بشكل مثير للجدل.
أهم إنجازاته
رغم أن حبريته لم تدم أكثر من عشرين يومًا تقريبًا، إلا أن البابا ثيودور الثاني قام بعدة خطوات مهمة:
أعاد الاعتبار إلى البابا فورموسوس، وألغى نتائج “المجمع الجثوي”.
أمر بإعادة دفن جثة فورموسوس بطريقة لائقة في كنيسة القديس بطرس.
أعاد تثبيت رجال الدين الذين رُسموا على يد فورموسوس وتمت معاقبتهم من قبل ستيفان السادس.
الوفاة والدفن
توفي ثيودور الثاني فجأة في نهاية عام 897م، ربما بسبب المرض أو نتيجة دسيسة سياسية، وهو أمر وارد في تلك الحقبة التي تميّزت بالصراع بين الفصائل الكنسية.
دُفن في بازيليك القديس بطرس في روما، وهو شرف يُمنح للباباوات رغم قِصر فترة حكمهم، ما يعكس الاحترام الذي لاقاه بعد وفاته.
مكانته في التاريخ
يُذكر البابا ثيودور الثاني كبابا تصالحي، حاول إعادة الكرامة إلى الكنيسة وسط اضطرابات شديدة. وعلى الرغم من أن حبريته كانت قصيرة جدًا، إلا أن قراراته كان لها تأثير رمزي كبير في التراجع عن فترة مظلمة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.