الولادة: –
الوفاة: 897
البابا ستيفان السادس (Stephen VI) هو البابا رقم 113 في تسلسل بابوات الكنيسة الكاثوليكية، وقد تولّى الكرسي البابوي في فترة مضطربة من تاريخ الكنيسة، تحديدًا بين عامي 896 و897م. وُلد في روما لعائلة رومانية أرستقراطية، وكان قبل حبريته كاهنًا كاثوليكيًا وعضوًا في الإكليروس المحلي، وقد عُرف بارتباطه ببعض القوى السياسية القوية في روما، خصوصًا آل سبوليتو (Spoleto)، وهي عائلة نبيلة نافذة في ذلك الوقت.
جاء انتخابه في أعقاب وفاة البابا بونيفاس السادس، وسط أجواء سياسية شديدة التوتر والانقسام، حيث كانت روما في حالة صراع بين القوى النبيلة والفصائل الشعبية، فضلًا عن تدخلات من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وقد استُخدم ستيفان السادس كأداة سياسية في يد دوقات سبوليتو، ما أثّر بشكل مباشر على قراراته البابوية.
أبرز ما عُرف به ستيفان السادس هو محاكمته العجيبة للبابا السابق فورموسوس في الحدث المعروف بـ “المجمع الجثوي” (Synodus Horrenda) سنة 897م، حيث أمر بإخراج جثة فورموسوس من قبرها، وإلباسها اللباس البابوي، ومحاكمتها رسميًا بتهم خرق القوانين الكنسية. وقد أُدينت الجثة، وبُطلَت قرارات فورموسوس البابوية، ثم جُرّدت من الثياب البابوية وأُلقي بها في نهر التيبر. هذا التصرف أثار صدمة كبيرة في الأوساط الكنسية والشعبية، وسبب موجة سخط شديدة.
نتيجة لهذه الأفعال الغريبة والمستفزة، فقد ستيفان السادس شعبيته بسرعة، وحدث انقلاب ضده بعد أقل من سنة من تولّيه المنصب. قبض عليه الغاضبون من سكان روما، وزُجّ به في السجن، حيث قُتل خنقًا في أغسطس 897م، لتكون نهايته مأساوية كما كانت حبريته.
كانت فترة بابوية ستيفان السادس قصيرة ومضطربة، اتسمت باستخدام المنصب البابوي لأغراض سياسية وانتقامية، ما جعله واحدًا من أكثر الباباوات إثارة للجدل في التاريخ الكاثوليكي، خاصةً بسبب محاكمته الشهيرة لجثة سلفه، والتي تُعد من أغرب الأحداث في تاريخ الكنيسة.