الولادة: 350
الوفاة: 428
مار ثيودور الموبسويتي (Theodore of Mopsuestia) هو أحد أعظم اللاهوتيين المسيحيين في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، ويُعتبر مؤسسًا بارزًا للمدرسة الأنطاكية في اللاهوت. وُلد في مدينة موبسويتيا (المعروفة اليوم بمورسيا في تركيا) حوالي عام 350م، وتوفي نحو عام 428م، وقد ترك إرثًا عميقًا أثر في تطور الفكر المسيحي واللاهوت الشرقي.
حياته وتعليمه
درس ثيودور في أنطاكية، مركز اللاهوت الكبير في تلك الفترة، حيث تلقى تدريبًا دقيقًا في تفسير الكتاب المقدس وفلسفة اليونان القديمة. شغل منصب أسقف موبسويتيا، وكان معلمًا وأبًا روحيًا للعديد من التلاميذ الذين انتشروا في جميع أنحاء الشرق.
كان ثيودور معروفًا بتفسيره الحرفي والمنطقي للكتاب المقدس، مع التركيز على التاريخ والسياق الثقافي للنصوص، ما جعله رائدًا في التفسير العلمي للنصوص المقدسة، بعيدًا عن التأويلات الرمزية أو الغنوصية.
إسهاماته اللاهوتية
أسس المدرسة الأنطاكية التي ركزت على دراسة الإنسان الكامل في المسيح، مبرزة الطبيعة الإنسانية الإلهية بشكل متوازن.
عارض المذاهب الغنوصية والمونوفيزية، مؤكدًا على وحدة الشخص المسيحي وتمايز الطبيعتيْن (الإلهية والإنسانية) في المسيح.
كتب العديد من التعليقات على أسفار العهدين القديم والجديد، والتي تُعد مصادر هامة لفهم اللاهوت المسيحي القديم.
كان له تأثير كبير على اللاهوت السرياني، حيث استُخدمت كتاباته على نطاق واسع في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وكنائس المشرق.
إرثه وأهميته
مار ثيودور الموبسويتي يُعدّ أحد أعمدة الفكر المسيحي المبكر، وكان لجهاده في تأصيل العقيدة وتفسير الكتاب المقدس دور محوري في توجيه الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. رغم تعرضه في بعض الأحيان للنقد والجدل، إلا أن تعاليمه ظلت محط احترام ودراسة حتى اليوم، ويُحتفى به كقديس ومعلّم روحي في العديد من التقاليد المسيحية الشرقية.