الولادة: –
الوفاة: –
مار بمليكس الأنطاكي (بالسريانية: ܦܡܠܝܟܣ أو ܐܦܪܝܡ)، المعروف في المصادر الغربية باسم أفرام الأنطاكي (Ephraim of Antioch)، هو بطريرك سرياني أرثوذكسي بارز عاش في أواخر القرن العاشر وبدايات القرن الحادي عشر الميلادي. عُرف بعلمه، وتقواه، وسفراته الكثيرة، ولذلك لُقِّب أحيانًا بـ”الرحّالة” أو “المتنقل”، لكثرة تنقله بين الأبرشيات والأقاليم الشرقية والغربية. خدم الكنيسة في فترة صعبة من تاريخها، تميّزت بالتحديات السياسية والدينية، خاصة في ظل ضعف الإمبراطورية البيزنطية وصعود النفوذ الإسلامي في بلاد الشام.
سيرته وأعماله
عُرف مار بمليكس بسفراته العديدة، حيث كان يزور الأبرشيات النائية لتفقد أوضاع المؤمنين، وإصلاح ما يمكن إصلاحه من انقسامات أو ضعف إداري. كرّس جزءًا كبيرًا من خدمته لتعليم العقيدة الميافيزية والدفاع عنها، في زمن كانت فيه بعض المناطق تميل إلى الفكر الخلقيدوني أو تتأثر بمذاهب أخرى. عمل على تنظيم الرهبانيات والرعايا، وكرّس أساقفة جدد في المناطق التي كانت تفتقر إلى قيادة روحية فعالة. يُعتقد أنه أقام علاقات مع رؤساء كنائس الشرق، وربما كانت له اتصالات مع الكنائس الأرمنية أو القبطية، في إطار التعاون اللاخلقيدوني.
الوضع السياسي والديني في زمانه
كانت أنطاكية في هذه الحقبة تحت سيطرة الحكم الإسلامي، بينما كانت العلاقات مع الدولة البيزنطية متوترة. رغم هذا، استطاع البطريرك بمليكس أن يُمارس خدمته بحرية نسبية، وكان شخصية محترمة لدى السلطات الإسلامية في بعض الفترات.
يُعد زمنه مرحلة انتقالية هامة قبل مجيء الصليبيين في القرن التالي، حيث بدأت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية تتحرك لتعزيز كيانها في ظل الأوضاع المتغيرة.
إرثه وأهميته
لا توجد الكثير من الكتابات المنسوبة له، ولكن ذكراه محفوظة في التقليد السرياني كأحد البطاركة النشيطين الذين أعادوا الحيوية إلى الكنيسة. سُمِّي أحيانًا في بعض المخطوطات بـ”مار أفرام الثاني” (تمييزًا له عن القديس أفرام السرياني)، رغم أن اسمه الأصلي أو الشعبي هو “بمليكس”.
يُذكر في قوائم البطاركة السريان كشخصية بارزة، وكان له دور كبير في المحافظة على وحدة الكنيسة وتثبيت حضورها في الشرق.