الولادة: –
الوفاة: –
مار جرجس اللاذقي (George of Laodicea) هو شخصية لاهوتية مهمة من القرن الرابع الميلادي، عاش في زمن الاضطرابات العقائدية الكبرى التي تزامنت مع مجمع نيقية (325 م) وما تلاه من انقسامات في الكنيسة حول طبيعة المسيح. وعلى الرغم من كونه أسقفًا وذا شأن في عصره، إلا أن شخصيته مثيرة للجدل، لا سيما بسبب مواقفه اللاهوتية المرتبطة بالآريوسية.
من الإسكندرية في مصر، لكن لُقّب بـ”اللاذقي” لأنه أصبح أسقف اللاذقية (Laodicea) في سوريا. أسقف، ولاهوتي، وكاتب.
العقيدة: مرتبط بالفكر الآريوسي المعتدل، وكان في صراع مع التيار النيقي الأرثوذكسي.
خلفيته وسيرته
وُلد وتعلم في الإسكندرية، وكان معاصرًا للقديس أثناسيوس الكبير، لكنه لم يكن من أنصاره.
رُسم كاهنًا في كنيسة الإسكندرية، لكن تم عزله على يد البابا ألكسندروس بسبب ميوله اللاهوتية المشبوهة والممارسات الأخلاقية التي اعتُبرت غير لائقة.
بعد طرده من الإسكندرية، لجأ إلى سوريا، وهناك تبنّى الآريوسية (أو على الأقل شكلاً معتدلاً منها)، وصار له أتباع.
أسقف اللاذقية
في منتصف القرن الرابع، أصبح أسقف مدينة اللاذقية (Laodicea ad Mare).
اللاذقية كانت مدينة بارزة في سوريا الرومانية ومركزًا فكريًا ولاهوتيًا، مما أعطى لجورج مكانة مؤثرة.
استخدم منصبه لدعم التيارات المعارضة لمجمع نيقية، لكنه لم يكن متطرفًا في آرائه مثل آريوس نفسه.
مواقفه اللاهوتية
كان من أنصار فكرة أن الابن “مشابه في الجوهر” للآب (ὁμοιούσιος homoi-ousios)، لا “مساوٍ تمامًا في الجوهر” (ὁμοούσιος homo-ousios)، كما أقرّ مجمع نيقية.
وقف ضد الأرثوذكسية النيقية التي دافع عنها القديس أثناسيوس الكبير.
رغم ذلك، لم يكن من أنصار الانقسام الحاد، بل حاول إيجاد حلول وسط بين الفريقين.
الكتابات
كتب عددًا من الرسائل والردود اللاهوتية، لكن القليل منها وصلنا.
بعضها يتضمن دفاعًا عن المواقف الوسطية في الجدل حول الثالوث.
ذُكر من قبل عدد من المؤرخين الكنسيين مثل:
القديس أثناسيوس (الذي هاجمه بشدة)
سقراط المؤرخ
القديس هيرونيموس (جيروم)
وفاته وإرثه
توفي في النصف الثاني من القرن الرابع.
لم يُكرَّم كقديس في الكنيسة الأرثوذكسية أو الكاثوليكية بسبب مواقفه اللاهوتية الجدلية.
لكنه يُعد شخصية محورية في تاريخ الصراع العقائدي المبكر للكنيسة، وواحدًا من رموز التيار الذي حاول التوفيق بين الأرثوذكس والآريوسيين.