الولادة: 287
الوفاة: 305
القديسة كاثرين الإسكندرانية هي قديسة مُعترف بها في الكنيسة الكاثوليكية، ويُقال بحسب التقليد المسيحي أنها استشهدت حوالي سنة 305 في مدينة الإسكندرية بمصر. في ذلك الوقت، كانت الكنيسة لا تزال موحدة (قبل الانشقاق الكبير)، ولهذا فهي أيضًا مُعترف بها في الكنيسة الأرثوذكسية كـ”الشهيدة الكبرى”.
لا توجد مصادر أولية موثقة تؤكد وجودها التاريخي، ولكن استمرار ذكرها وتناقل قصتها عبر الأجيال يعكس بوضوح تأثيرها وسيرتها البطولية في الإيمان والفضيلة.
وُلدت كاثرين حوالي عام 287 في الإسكندرية، التي كانت آنذاك واحدة من أعظم مدن العالم، ومركزًا هامًا للثقافة والعلم والدين. وتقول التقاليد المسيحية إنها وُلدت في عائلة نبيلة وربما كانت أميرة. وكفتاة نبيلة، نالت تعليمًا راقيًا وكانت مثقفة وذكية منذ صغرها.
في سن الرابعة عشرة تقريبًا، رأت رؤيا مؤثرة للسيدة العذراء ومولودها يسوع، ومنذ ذلك الحين قررت أن تصبح مسيحية.
مواجهة الإمبراطور
عندما بدأ الإمبراطور ماكسينتيوس اضطهاد المسيحيين، ذهبت كاثرين لمواجهته ووبخته على قسوته. بدلاً من إعدامها مباشرة، دعا الإمبراطور خمسين فيلسوفًا وخطيبًا لمجادلتها، لكن كاثرين – بقوة الروح القدس – تحدثت بحكمة وفصاحة شديدة، مما أدى إلى تحول عدد من الفلاسفة إلى المسيحية، فتم إعدامهم فورًا.
تعذيبها وسجنها
عجز الإمبراطور عن دحض حججها أو إخضاعها، فأمر بتعذيبها وسجنها. وعلى الرغم من ذلك، لم تتخلّ عن إيمانها. وسرعان ما انتشرت أخبار شجاعتها، فزارها أكثر من 200 شخص في السجن، ويُقال أن زوجة الإمبراطور، فاليريا ماكسيميلا، قد اهتدت على يديها وأعدِمت لاحقًا بسبب ذلك، إلا أن هذه الرواية غير موثّقة تاريخيًا.
في محاولة أخيرة لإغرائها، عرض عليها الإمبراطور الزواج، وهو ما كان سيجعلها إمبراطورة قوية. لكنها رفضت وقالت إنها متزوجة من المسيح وكرّست عذريتها له. غضب الإمبراطور وأمر بإعدامها على عجلة تعذيب شائكة، وهي وسيلة وحشية لكسر عظام الضحية ببطء. لكن عندما لمست العجلة، تحطمت بمعجزة.
وبعد فشل محاولة قتلها بهذه الطريقة، أمر الإمبراطور بقطع رأسها.
ما بعد الاستشهاد
تقول إحدى الروايات إن الملائكة نقلوا جسدها إلى جبل سيناء، حيث أسس الإمبراطور جستنيان ديرًا باسمها في القرن السادس، وهو دير “القديسة كاثرين” الشهير، ويُعد من أقدم الأديرة في العالم.
في حوالي عام 800، انتشرت أسطورة تقول إن جسدها وُجد سليمًا، وشعرها ينمو، وتنساب منه زيوت عطرية، إلا أنه لا توجد أي بقايا مؤكدة لها اليوم، مما جعل بعض الباحثين يشككون في وجودها التاريخي. ومع ذلك، لا تزال تُكرّم في الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية على حد سواء، وتُعدّ من أبرز شهيدات العصور المسيحية المبكرة.
تأثيرها الفني والديني:
خلال العصور الوسطى، كانت كاثرين من أشهر القديسات في الكنيسة، وكانت موضوعًا مفضلاً في الفن، خاصة في أعمال عصر النهضة، حيث صُورت كثيرًا وهي بجانب العجلة.
رموزها وشفاعتها:
العجلة الشائكة تُعد رمزًا مشهورًا يُرتبط بها.
عيدها في 25 نوفمبر، وهي شفيعة لعدة فئات، منها: الطلاب، الفتيات غير المتزوجات، المدافعون عن الإيمان، والخطباء، والمثقفون، كما تشفع للعديد من المناطق حول العالم.