الولادة: 1774
الوفاة: 1821
إليزابيث آن بايلي سيتون كانت أول أمريكية مولودة على الأراضي الأمريكية تُعلَن قديسة من قبل الكنيسة الكاثوليكية.
وُلدت قبل الثورة الأمريكية بعامين، ونشأت في بيئة راقية في نيويورك. كانت قارئة نهمة، قرأت كل شيء من الكتاب المقدس إلى الروايات المعاصرة.
رغم نشأتها الثرية، كانت حياتها المبكرة بسيطة وهادئة، وأحيانًا حزينة ووحيدة. ومع مرور الزمن، أصبح الكتاب المقدس مصدر تعليمها وسندها وعزاءها، وبقي حبها للكتاب المقدس راسخًا طوال حياتها.
في عام 1794، تزوجت من التاجر الثري ويليام سيتون، وكانت بينهما علاقة حب عميقة. كتبت في مذكراتها عند بداية حياتها الزوجية:
“بيتي الخاص وأنا في العشرين من عمري – العالم، والسماء أيضًا – أمر مستحيل التصديق.”
لكن هذه السعادة لم تدم طويلاً. توفي والد ويليام بعد أربع سنوات، فوجد الزوجان نفسيهما مسؤولَين عن سبعة إخوة غير أشقاء، إضافة إلى أعمال العائلة التجارية. سرعان ما انهار عمل ويليام وتدهورت صحته، فقررا السفر إلى إيطاليا على أمل أن تساعده البيئة هناك على الشفاء.
للأسف، توفي ويليام في إيطاليا بسبب مرض السل، لكن عزاء إليزابيث الوحيد كان أنه استعاد إيمانه بالله قبل وفاته.
اهتداؤها إلى الكاثوليكية
خلال إقامتها في إيطاليا، أسرت إليزابيث قلوب الجميع بلطفها وذكائها وأخلاقها. وهناك بدأت تكتشف الإيمان الكاثوليكي، ووجدت فيه عزاءً وحقًا، خاصة في سر الإفخارستيا وحب العذراء مريم، التي اعتبرتها أمًّا لها بعد فقدان والدتها.
طلبت إليزابيث من العذراء أن ترشدها إلى الإيمان الحقيقي، وفي عام 1805 دخلت رسميًا إلى الكنيسة الكاثوليكية.
خدمتها التربوية وتأسيس الرهبنة
باقتراح من رئيس كلية سانت ماري في بالتيمور، ماريلاند، بدأت إليزابيث مدرسة هناك. لكن بعد انتشار خبر اعتناقها للكاثوليكية، سحب بعض الأهل بناتهم من المدرسة. مع ذلك، تابعت إليزابيث رسالتها، وأطلقت مع فتاتين أخريين مشروع تأسيس رهبنة. وهكذا، أسست أول مدرسة كاثوليكية مجانية في أمريكا.
في 25 مارس 1809، نذرت نذورها الأولى (الفقر، العفة، والطاعة)، وأصبحت تُعرف باسم “الأم سيتون”.
رغم إصابتها بالسل، تابعت توجيه الأخوات وتربية أبنائها. وفي عام 1812، تم التصديق الرسمي على “قانون الحياة” للرهبنة الجديدة، المقتبس من قانون القديس فنسنت دي بول.
بحلول عام 1818، كانت الرهبنة قد أنشأت مدرستين ودارَين للأيتام. واليوم، تعود ست رهبنات إلى جذورها التأسيسية مع الأم سيتون.
وفاتها وإرثها الروحي
خلال آخر ثلاث سنوات من حياتها، شعرت أن الله يستعد لاستدعائها، وكان هذا مصدر فرح داخلي لها. توفيت عن عمر 46 عامًا في 4 يناير 1821، بعد 16 عامًا فقط من دخولها الكنيسة الكاثوليكية.
تم تطويبها عام 1963 وإعلان قداستها عام 1975.
صلاتها المفضلة:
من أحبّ الصلوات على قلبها كان مزمور 23، وكان لها تقوى خاصة تجاه الإفخارستيا والكتاب المقدس والعذراء مريم.
صلاة على اسم القديسة إليزابيث آن سيتون:
يا إلهنا، لقد باركتِ إليزابيث سيتون بنِعَمٍ كزوجة وأمّ، ومُربية ومؤسِّسة، لكي تقضي حياتها في خدمة شعبك. فلتساعدنا صلاتها ومثالها على أن نُظهر محبتنا لك من خلال محبتنا لإخوتنا البشر. نسألك هذا باسم ربنا يسوع المسيح، ابنك، الذي يحيا ويملك معك ومع الروح القدس، إلهٌ واحد إلى الأبد. آمين.