الولادة: 1894
الوفاة: 1941
سيرته
ولد القديس ماكسيميليان كولبي باسم رايموند كولبي في 8 يناير 1894 في مملكة بولندا، وكانت آنذاك جزءًا من الإمبراطورية الروسية. كان راهبًا فرنسيسكانيًا من رهبنة الإخوة الأصاغر التابعين لكنيسة الكابيتيولين، واستُشهد في معسكر الموت النازي أوشفيتز خلال الحرب العالمية الثانية.
عرف بحبه العميق للعذراء مريم الطاهرة، ويُلقب بـ “رسول التكريس لمريم”. وكانت حياته متأثرة بشدة برؤيا حصلت له عندما كان في الثانية عشرة من عمره.
قال عنها: “في تلك الليلة، سألت العذراء: ماذا سيكون مصيري؟ فظهرت لي ممسكة بتاجين، أحدهما أبيض والآخر أحمر. سألتني إن كنت أقبل بأي منهما. الأبيض رمز للطهارة، والأحمر للشهادة. فقلت: أقبلهما كليهما.”
بعد سنة من هذه الرؤيا، التحق كولبي وأخوه الأكبر بالرهبنة الفرنسيسكانية. وفي عام 1910، أُعطي الاسم الرهباني ماكسيميليان، ثم نذر أول نذوره في 1911.
نال دكتوراه في الفلسفة من الجامعة الغريغورية البابوية في سن الـ21، ولاحقًا نال دكتوراه في اللاهوت في سن الـ28.
نشاطه الرسولي
أسّس ماكسيميليان منظمة “ميليشيا الطاهرة” (جيش مريم الطاهرة) بعد أن شهد احتجاجات ضد البابا القديس بيوس العاشر والبابا بنديكتوس الخامس عشر. كان هدفه الرئيسي هداية الخطأة وأعداء الكنيسة، خاصة الماسونيين، بواسطة شفاعة مريم.
في عام 1918، سُيم كاهنًا، وكرّس نفسه لخدمة مريم في بولندا. أسس مجلة شهرية باسم “فارس مريم الطاهرة”، كما أنشأ مطبعة دينية ومقرًا رهبانيًا في نييبوكالانوف أصبح من أهم مراكز النشر الديني في أوروبا.
أسس أيضًا أديرة في اليابان والهند، ولا يزال الدير الياباني فاعلًا حتى اليوم.
في زمن الحرب
في عام 1936، ساءت حالته الصحية فعاد إلى بولندا. وعندما اجتاحت القوات النازية البلاد، بقي في الدير بينما هرب الآخرون، وحوّل المكان إلى مستشفى ميداني. اعتُقل لاحقًا لفترة قصيرة، ثم أُفرج عنه.
رفض كولبي توقيع وثيقة تعترف بأصله الألماني، واستمر في خدمة المحتاجين، وخبّأ أكثر من 2000 يهودي في ديره لحمايتهم من النازيين.
استمر في النشر ضد النظام النازي حتى أُغلق الدير في 17 فبراير 1941، وتم اعتقاله ونقله إلى سجن بافياك، ثم إلى معسكر أوشفيتز بعد 3 أشهر.
شهادته
رغم العنف الوحشي الذي تعرض له، لم يتخلّ عن كهنوته. في إحدى المرات، اختير عدد من السجناء للموت جوعًا كعقاب على محاولة فرار، لكن كولبي تطوّع ليحلّ مكان أحد الآباء الذين لديهم عائلة.
قضى أسبوعين في الزنزانة دون طعام أو ماء، وكان يقود السجناء في الصلاة للعذراء مريم ويزرع فيهم الرجاء. وكان آخر من بقي حيًا، فقتله الحراس بحقنة قاتلة من حمض الكاربوليك. تقول الروايات إنه رفع ذراعه اليسرى بهدوء منتظرًا الموت.
توفي في 14 أغسطس 1941، وأُحرقت رفاته في اليوم التالي، عيد انتقال السيدة العذراء.
تكريمه
أُعلِن طوباويًا كـ “معترف بالإيمان” سنة 1971.
أُعلِن قديسًا شهيدًا في 1982 على يد البابا يوحنا بولس الثاني.
رمزيته: يُصوَّر غالبًا بلباس السجناء المخطط، مع رقم السجين، وفي بعض الأيقونات يظهر مع إبرة في ذراعه.
القديس ماكسيميليان كولبي هو شفيع: مدمني المخدرات، السجناء، العائلات، حركة الدفاع عن الحياة (Pro-Life).
وعيده في 14 أغسطس.