الولادة: –
الوفاة: 430
سيرته
القديس أوغسطينوس أسقف هيبّو هو شفيع صانعي الجعة بسبب تحوّله الجذري من حياة منحلّة ومليئة باللهو، الحفلات، والملذات الدنيوية، إلى حياة توبة وقداسة. قصته ألهمت كثيرين ممن يكافحون ضد الرذائل أو العادات السيئة التي يرغبون في التحرر منها.
وُلد أوغسطينوس في شمال إفريقيا، وكان ابنًا للقديسة مونيكا. أمضى سنوات عديدة من حياته غارقًا في الخطيئة والبدع. على الرغم من أنه كان من أذكى الرجال في زمانه، ورغم أنه نشأ في بيئة مسيحية، فإن خطاياه خاصة الشهوة والكبرياء أظلمت عقله وأعمت بصيرته الروحية، فلم يعد يرى أو يفهم الحقيقة الإلهية.
لكن بفضل صلوات والدته التقية، وبفضل عِظات القديس أمبروسيوس الرائعة، اقتنع أوغسطينوس أخيرًا أن المسيحية هي الديانة الحقيقية. إلا أنه لم يُعمد مباشرة، لأنه كان يعتقد أنه غير قادر على عيش حياة الطهارة.
لحظة التحوّل
ذات يوم، سمع عن رجلين تحوّلا إلى المسيحية فجأة بعد قراءة سيرة القديس أنطونيوس الكبير، فشعر بالخجل العميق. صرخ لصديقه أليبيوس قائلاً: “ما الذي نفعله؟ البسطاء ينتزعون السماء، ونحن بعلمنا نتمرغ في طين خطايانا!”
خرج إلى الحديقة، وانفجر بالبكاء متوسلاً لله قائلاً: “إلى متى يا رب؟ متى ستنتهي خطاياي؟”
وفي تلك اللحظة سمع صوت طفل يردد: “خذ واقرأ!” (باللاتينية: Tolle lege!)
اعتبر أوغسطينوس أن هذه دعوة إلهية، ففتح رسائل القديس بولس الرسول، وقرأ أول ما وقعت عليه عيناه: دعوة لترك الشهوات وعيش حياة طاهرة على مثال المسيح. كانت تلك اللحظة الحاسمة التي غيّرت حياته إلى الأبد.
حياة جديدة
تعمّد أوغسطينوس وأصبح فيما بعد كاهنًا ثم أسقفًا. كتب العديد من المؤلفات اللاهوتية والفلسفية التي لا تزال مرجعًا حتى اليوم. أسس رهبانية، وواجه الهرطقات بقوة، وعاش فقيرًا داعمًا للفقراء. كان واعظًا مميزًا ومصلّيًا بحرارة حتى لحظة وفاته.
على حائط غرفته كتب عبارة بارزة: “هنا لا نتكلم بالسوء عن أحد.”
من أشهر أقواله:
“أحببتك متأخرًا، أيها الجمال الأزلي!”
(تعبير عن ندمه على سنوات الضياع قبل توبته)
القديس أوغسطينوس هو من أعظم آباء الكنيسة وأكثرهم تأثيرًا، ولا يزال يُحتفل بعيده في 28 أغسطس من كل عام.