الولادة: –
الوفاة: 251
القديس كريستوفر هو واحد من أشهر أبطال الإيمان المسيحي الكاثوليكي، يُعتبر شهيدًا وقد يُشار إليه أحيانًا باسم “ريبروبوس” (Reprobus). يُقال إنه استُشهد خلال حكم الإمبراطور الروماني ديسيوس عام 251 م.
رغم أن المصادر الأساسية عنه شبه معدومة، إلا أن الأساطير والتقاليد المحيطة به جعلته شخصية محبوبة جدًا في التقوى الكاثوليكية، حيث تنتشر ميدالياته وصلواته بين المؤمنين حول العالم.
الأسطورة الأشهر عن حياته
وفقًا للتقاليد، كان القديس كريستوفر رجلًا طويل القامة جدًا، وقد وصفه البعض بأنه كان عملاقًا. لكنه لم يكن عملاقًا في الجسد فقط، بل أيضًا في الروح والإيمان.
ذات يوم، قرر كريستوفر أن يخدم أعظم ملك على الإطلاق. بدأ بخدمة حاكم محلي، إلى أن لاحظ أن هذا الملك يرتعب عند ذكر الشيطان، مما يعني أنه يرى في الشيطان قوة أعظم. فغادر كريستوفر هذا الحاكم وقرر خدمة الشيطان نفسه.
وأثناء بحثه، انضم إلى عصابة من اللصوص يقودها رجل ادعى أنه الشيطان. ولكن عندما تجنّب هذا القائد الصليب المسيحي، أدرك كريستوفر أن هناك قوة أعظم من الشيطان، وهي المسيح.
خدمته للمسيح
وجد كريستوفر ناسكًا (رَاهبًا متوحدًا) علّمه عن المسيح ملك الملوك. طلب الناسك من كريستوفر أن يخدم الله بالصلاة والصوم، لكنه رفض لأن طبيعة جسده القوي كانت تميل للعمل لا الزهد.
اقترح الناسك عليه عملًا يُرضي المسيح: أن يساعد الناس على عبور نهر خطر، حيث غرق فيه الكثير من الضعفاء. وافق كريستوفر، وبدأ في خدمة العابرين.
ذات يوم، جاءه طفل صغير وطلب مساعدته لعبور النهر. خلال العبور، ارتفع منسوب المياه وأصبح وزن الطفل ثقيلًا بشكل لا يُحتمل. بالكاد استطاع كريستوفر الوصول به إلى الضفة الأخرى.
وعندما سأله لماذا كان ثقيلًا هكذا، أجابه الطفل: “أنا المسيح، وعندما حملتني، حملت أيضًا وزن العالم كله على كتفيك.”
ثم اختفى الطفل.
التبشير والاستشهاد
بعد هذه الحادثة، بدأ كريستوفر في التبشير بالمسيح. سافر إلى ليكية (في آسيا الصغرى)، حيث شهد اضطهاد المسيحيين. تم القبض عليه وأُمر بأن يُضحّي للإمبراطور، لكنه رفض. فحاولوا إغرائه بالمال والنساء، وأرسلوا إليه امرأتين لإغرائه، لكنه بدلاً من ذلك حوّلهن إلى المسيحية. قرر الحاكم حينها قتله، لكن محاولات اغتياله المتعددة فشلت. وفي النهاية، تم قطع رأسه.
معنى اسمه وشعبيته
اسم “كريستوفر” يعني: “حامل المسيح”، في إشارة إلى الأسطورة التي نقل فيها المسيح عبر النهر. لم تبرز شهرته في الكنيسة إلا بعد القرن السابع الميلادي، حين بدأت الأديرة والكنائس تُسمّى باسمه.
هناك من يعتقد أن كريستوفر قد يكون شخصية أسطورية، أو أنه اختلط في التاريخ مع القديس ميناس المصري، فكلاهما شفيع للمسافرين ويُطلق عليهما لقب “حامل المسيح”.
شفيع المسافرين والأطفال
رغم أنه ليس معترفًا به رسميًا في التقويم الكاثوليكي العام، ولا توجد له عملية تطويب أو إعلان قداسة رسمية، إلا أن ملايين المؤمنين حول العالم يكرمونه ويؤمنون بأنه لا يزال يشفع للمسيحيين، خاصةً الأطفال والمسافرين.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت