الولادة: 1347
الوفاة: 1380
النشأة والخلفية العائلية
وُلِدت القديسة كاترينا في سيينا، إيطاليا، خلال فترة تفشّي الطاعون. كانت الطفلة الخامسة والعشرين لأمها، لكن نصف إخوتها لم ينجُ في الطفولة. كانت كاترينا توأمًا، إلا أن أختها التوأم توفيت رضيعًة. والدها كان صباغ أقمشة، وأمها بلغت سن الأربعين عند ولادتها.
في سن السادسة عشرة، توفيت أختها المتزوجة بونافنتورا، فاقترح والدا كاترينا أن تتزوج أرملها، لكنها رفضت بشدة، وبدأت بالصوم وقصّت شعرها لتشوّه جمالها وتُبعد عنها الخطّاب.
رغم معارضة والديها، رضخا في النهاية لإرادتها بعدما لمسوا صومها وخدمتها العائلية المتواضعة. كانت ترى في أبيها تمثيلاً للمسيح، وأمها كالعذراء مريم، وإخوتها كالرسل، مما ساعدها على خدمتهم بتواضع ومحبة.
الحياة الروحية
لم تنضم كاترينا إلى دير، بل التحقت بالرتبة الثالثة لرهبنة القديس دومينيك، مما سمح لها بالعيش حياة مكرسة وهي لا تزال في بيت عائلتها. علّمتها الراهبات القراءة، وعاشت حياة عزلة وتقوى.
اعتادت كاترينا على التصدق سرا، فكانت تعطي طعام العائلة وملابسها للفقراء دون أن تطلب إذنًا، وتحمّلت الانتقادات بصمت.
الزواج الصوفي بالمسيح
عند بلوغها 21 سنة، خاضت تجربة روحية عميقة وصفَتها بـ”زواجها الصوفي بالمسيح”. تقول الروايات إنها تلقّت خاتمًا رمزيًا، بعضهم قال إنه مرصّع بالجواهر، وآخرون (نقلًا عنها) قالوا إنه مصنوع من جلد المسيح. وقد ذكرت كاترينا أن الخاتم غير مرئي.
بعد هذه التجربة، شعرت بأنها مدعوة للعودة إلى الحياة العامة لخدمة الفقراء والمرضى. بدأت بزيارة المستشفيات وبيوت المحتاجين، وجذبت العديد من الأتباع لمساعدتها.
الإصلاح والعمل العام
انخرطت كاترينا في الشأن العام، وبدأت تنادي بإصلاح الكنيسة ودعوة الناس للاعتراف والتوبة. ساعدت في تهدئة النزاعات بين المدن الإيطالية، ودعمت البابا، وساهمت في بدء حملة صليبية.
في إحدى المرات، زارت سجينًا سياسيًا محكومًا بالإعدام، وشهدت أنها رأت روحه تصعد إلى السماء بعد موته.
الرسائل والتأثير
في عام 1375، بدأت تملي رسائلها، وبلغ عددها أكثر من 400. كانت تدعو فيها للسلام والإصلاح، وساهمت في إقناع البابا في أفينيون بالعودة إلى روما. شاركت أيضًا في مفاوضات السلام المعقدة بين المدن الإيطالية.
أسّست ديرًا للنساء عام 1377 قرب سيينا، وكتبت أيضًا كتابها الشهير “الحوار”، الذي يُعتبر من أعظم الأعمال الروحية في تاريخ الكنيسة. وتُعد من أبرز من حمل لقب “معلمة الكنيسة”، وهو لقب نادر يمنح لقديسين أثّروا في لاهوت الكنيسة وتعليمها.
وفاتها
بحلول عام 1380، كانت كاترينا تعاني من ضعف شديد بسبب صيامها المفرط. أمرها مُعرّفها الطوباوي ريموندو دي كابوا أن تأكل، لكنها قالت إنها لا تقوى على ذلك. في يناير من العام نفسه، ساءت حالتها بشكل حاد، وتوقفت عن الأكل والشرب، ثم فقدت القدرة على المشي. أصيبت بجلطة دماغية، وتوفيت في 29 أبريل 1380 عن عمر 33 عامًا.
الإرث
القديسة كاترينا السيانية تُعتبر من أعظم قديسات الكنيسة الكاثوليكية، وهي شفيعة لإيطاليا والولايات المتحدة، وواحدة من النساء القلائل اللواتي نلن لقب “معلمة الكنيسة”.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت