الولادة: –
الوفاة: 680
مار يسرائيل الربّاني (Rabban Israel of Beth Qatraye)، أحد أعلام التصوف والفكر الروحي في الكنيسة السريانية الشرقية خلال القرن السابع. بالسريانية: ܪܒܢ ܐܝܣܪܐܝܠ (Rabban Israel) يُنسب إلى منطقة: بيت قطرايي (ܒܝܬ ܩܛܪܝܐ) بالإنجليزية: Rabban Israel of Beth Qatraye عاش في القرن السابع الميلادي، معاصر للقديس إسحاق النينوي (مار إسحاق السرياني)، وربما تَلمَذ له أو تأثّر به بشكل مباشر. يُرجّح أنه عاش بين نحو 620–680م
الأصل والمنطقة
من بيت قطرايي، وهي منطقة كانت تضم في العصر الساساني المتأخر شبه جزيرة قطر الحالية وجوارها (الأحساء، البحرين، وربما أجزاء من الإمارات) كانت هذه المنطقة مركزاً معروفاً للرهبنة والمدارس اللاهوتية النسطورية، رغم بعدها الجغرافي عن مراكز الفكر السرياني الكبرى.
الرهبنة والحياة الروحية
عاش راهباً متصوفاً، غالباً في أحد الأديرة في الجنوب الفارسي أو في دير في نينوى لاحقاً. تأثر بالفكر الروحي العميق لأمثال: مار إسحاق النينوي، مار يوحنان الدلياثي، أبّا يوحنان بار پنكايي.
امتاز بنظرة باطنية (تصوفية) إلى الإيمان المسيحي، يركّز على: نقاء النفس، الصمت الروحي، وحدة العقل بالله، الدموع كوسيلة للتوبة والاتحاد الروحي.
كتاباته
للأسف، لم تُحفظ كتاباته بشكل كامل، لكن يُذكر اسمه في بعض مجموعات أقوال الآباء النسّاك. وردت له مقاطع وتعاليم في:
مجموعات النُسّاك (مثل Paradisus Patrum)
بعض المخطوطات الشرقية التي تضم أقوال مختارة من رهبان المشرق
كتب تأملات نسكية روحية قريبة جدًا من أسلوب إسحاق النينوي، من حيث التركيز على:
التواضع الداخلي
العزلة التأملية
الرؤية القلبية (theoria)
لاهوته
يميل إلى النسكية اللاهوتية الصوفية التي لا تدخل في جدالات عقائدية. يُظهر اهتماماً واضحاً بـ: تجربة النعمة الداخلية، صمت الله كحقيقة روحية لا كغياب، اتحاد الإرادة البشرية بالله عبر النسك والصلاة والدموع.
رغم أن اسمه لا يرد كثيراً في كتب العقيدة الرسمية، إلا أنه معروف لدى المهتمين بـ التيار الروحي السرياني الشرقي. يُصنّف ضمن حلقات التصوف النسكي الشرقي التي ضمّت: مار إسحاق النينوي، يوحنان الدلياثي، شمعون التايبوثي، أبّا يوسف حزّايا.
ورد اسمه في مخطوطات نُسّاك المشرق المحفوظة في: مكتبة الموصل القديمة، مكتبات طور عبدين وديار بكر، مخطوطات كنيسة المشرق المحفوظة في لندن وبرلين.
يُلقب غالباً بـ “الربّاني”، أي “المعلّم” أو “المعلم الروحي” وهذا يشير إلى مكانته كأب ومعلم للتلاميذ الرهبان. يمثّل التيار الروحي العميق في كنيسة المشرق في فترة صعبة سياسياً ولاهوتياً. ويُظهر كيف أن المناطق الطرفية (مثل بيت قطرايي) كانت مزدهرة بالروحانية والفكر.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت