الولادة: –
الوفاة: –
مار ستيڤان بار سودهيل (Stephen Bar Sudhaile)، وهو أحد أعلام الفكر الصوفي المسيحي السرياني في القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܣܛܝܦܢ ܒܪ ܣܘܕܗܝܠ (Stephān bar Sudhayl) بالإنجليزية: Stephen Bar Sudhaile يُعرف أحياناً باسم: ستيفان السروجي، نسبةً إلى إقامته في سرّوج (Serugh) أو إلى جبل سروج.
يُقدّر أنه وُلد في النصف الأول من القرن الخامس، وتوفي في نهايته أو بداية القرن السادس. عاصر أو جاء بعد مار يعقوب السروجي بقليل، وإن اختلفت التيارات اللاهوتية والفكرية بينهما.
الأصل والموقع
وُلد في قرية قريبة من الرها (Edessa)، وهي مركز مهم للفكر السرياني. عاش فترة طويلة في سرّوج أو في نواحي أورشليم، ويُعتقد أنه قضى آخر حياته في صحراء القدس (أو أحد أديرتها).
الخلفية التعليمية واللاهوتية:
درس في مدرسة الرها، وكان متمرساً في اللاهوت والفلسفة والكتابات الروحية.
تأثر بالفكر الأفلاطوني المحدث (Neoplatonism)، وخصوصاً بأفكار أفلوطين (Plotinus) وبرديصان، ما جعله يُطوّر نظرة صوفية ميتافيزيقية مسيحية فريدة.
فكره وتعاليمه:
مار ستيڤان بار سودهيل يُعد أحد أوائل المتصوفة المسيحيين في العالم السرياني، وطرحه اللاهوتي كان جريئًا ومعقّداً، ويشمل:
الوحدة الكونية مع الله (Universal Union): يرى أن كل الخليقة emanates (تنبثق) من الله، وستعود إليه في نهاية المطاف (نظرة أقرب إلى panentheism أو emanationism). يؤمن بـ”الرجوع الكوني” أو ما يُعرف بـ Apocatastasis – أي خلاص كل شيء وعودته إلى الله، حتى الشياطين.
نفي التعدد والتمييز الزمني: يؤمن أن الزمان والمكان ليسا حقيقيين في ذاتهم، بل مظاهر للوجود الأدنى. هذه الفكرة متأثرة بالأفلاطونية المحدثة.
تأليه الإنسان: كتب كثيراً عن اتحاد النفس بالله، من خلال النسك والتأمل، وهو طريق التأليه (theosis).
أبرز أعماله
أهم مؤلف محفوظ: “كتاب الهبوط والصعود” (The Book of Hierotheos) منسوب إلى “هيروثايوس”، لكن الأغلب أنه من تأليف بار سودهيل نفسه. هو عمل صوفي لاهوتي ضخم، يحتوي على تعاليم عن الله، والنفس، والكون، والخلاص أثار جدلاً واسعًا في زمانه، واعتبره البعض مخالفًا للإيمان القويم.
موقف الكنيسة منه:
لم يُطوّب كقديس رسمي في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. بعض آباء الكنيسة – مثل فيلكس الرهاوي (Philoxenus of Mabbug) – انتقدوه بشدة واتهموه بالبدعة والغنوصية. رغم ذلك، أثّر فكره في عدد من المتصوفة السريان والبيزنطيين لاحقًا.
إرثه
يُعد من أوائل منظّري الصوفية المسيحية المشرقية. أثّر في الفكر الروحي عند: بعض الأديرة في صحراء فلسطين.
الكتّاب اللاحقين في الرهبنة السريانية مثل يوسف حزو وإسحق النينوي (ولو باختلاف الاتجاهات).
أعماله نُسخت في أديرة كثيرة، لكن فُهمت باعتبارها رمزية لا حرفية.
أُعيد الاهتمام به في العصر الحديث، خاصة في دراسات: الصوفية المسيحية، الفكر السرياني والتأثيرات الأفلاطونية في اللاهوت الشرقي.
مار ستيڤان بار سودهيل هو شخصية روحانية وفكرية ثرية، على حدود الإيمان الأرثوذكسي والصوفية الجذرية، دمج بين المسيحية الشرقية والموروث الفلسفي الأفلاطوني. قد لا يكون “قديساً طقسياً”، لكنه حجر زاوية في فهم التصوف السرياني المبكر.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت