الولادة: –
الوفاة: 456
مار بَرصوما (Barsauma)، أحد أبرز شخصيات الكنيسة السريانية الشرقية في القرن الخامس الميلادي. بالسريانية: ܡܪܝ ܒܪܨܘܡܐ (Mār Barṣaumā) يُعرف بلقبه: بَرصوما النُسّاك (Barsauma the Nestorian monk) أو بَرصوما الراهب. توفي عام 456م
يُعتبر أحد أبرز المدافعين عن العقيدة النسطورية بعد مجمع أفسس (431م)
الخلفية والنشأة
وُلد في منطقة سورُماغ (Sarumag) قرب نصيبين في بلاد ما بين النهرين (اليوم جنوب شرق تركيا). التحق بمدرسة نصيبين اللاهوتية التي كانت في ذلك الوقت مركزًا هامًا للفكر السرياني، وتأثر باللاهوت النسطوري ومال إلى موقف لاهوتي يتعارض مع مواقف مجمع أفسس القاضي بإدانة نسطور.
الحياة الرهبانية والنشاط الكنسي
عاش حياة نسكية صارمة، مما جعله يحظى باحترام شعبي واسع، وانخرط في الصراعات اللاهوتية بعد مجمع أفسس سنة 431م، وكان من المدافعين الأقوياء عن نسطور. لعب دورًا كبيرًا في ترسيخ العقيدة النسطورية في الكنيسة الشرقية.
أقام علاقات وثيقة مع البلاط الساساني الفارسي، خصوصًا مع الملك يزدجرد الثاني. أصبح لاحقًا رئيسًا للرهبان في الإمبراطورية الفارسية، وكان له نفوذ قوي داخل الكنيسة، كان منافسًا للبطريرك البرو-خلقدوني بابوي، ونجح في إزاحته تقريبًا عن المشهد بسبب خلافات لاهوتية.
المجمع الفارسي سنة 484م (بعد وفاته)
رغم أن مار بَرصوما توفي سنة 456م، فإن أثره الفكري والسياسي امتد، وبلغ ذروته بعد وفاته في مجمع بيث لافاط (484م)، حيث: أُعلنت الكنيسة الشرقية رسميًا كنيسة نسطورية، تبنّت صراحة تعاليم نسطور، بضغط من خلفاء بَرصوما، الذين ساروا على خطاه
إرثه
يُعتبر مؤسسًا فعليًا لـ التيار النسطوري في الكنيسة الشرقية، نُسبت إليه معجزات وزهد وتقوى رغم الجدل اللاهوتي. كان له تأثير هائل على بنية الرهبنة السريانية الشرقية وعلاقة الكنيسة بالدولة الساسانية وتطور التعليم اللاهوتي في مدرسة نصيبين.
نظرة الكنائس إليه:
في الكنيسة السريانية الشرقية (المعروفة لاحقًا بـ “الكنيسة الآشورية”): يُعتبر شخصية كبيرة وموقرة رغم الجدل.
في الكنائس البيزنطية والمناهضة للنسطورية (مثل السريانية الأرثوذكسية والبيزنطية): يُنظر إليه كشخصية مثيرة للانقسام، ومسؤول عن شقاق لاهوتي.
وفاته
توفي سنة 456م ودُفن على الأرجح في بيت عابي أو إحدى المناطق القريبة من نصيبين. يُقال إن قبره أصبح مزارًا، ولكن اندثرت آثاره.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين والأعلام ـ رصد انترنت