الولادة: 669
الوفاة: 731
البابا غريغوريوس الثاني (Pope Gregory II) هو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ البابوية، وقد لعب دوراً محورياً في فترة شهدت بدايات الانقسام الفعلي بين روما وبيزنطة. كان مثقفاً، إدارياً بارعاً، وكاهناً ذا خلفية بيزنطية، وارتبط اسمه بقضايا كبرى مثل الأيقونات وسلطة البابا مقابل الإمبراطور.
السيرة الموسوعية للبابا غريغوريوس الثاني
الاسم الكامل: غريغوريوس الثاني (باللاتينية: Gregorius II)
المنصب: البابا رقم 89 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
جلس على الكرسي الرسولي من 19 مايو 715 م إلى 11 فبراير 731 م.
النشأة والخلفية
وُلِد في روما سنة تقريبية حوالي 669 م، لكنه كان من أصول شرقية/بيزنطية (غالباً من أسر مهاجرة من الشرق). نشأ في بيئة ثقافية مزدوجة: رومانية من جهة، وبيزنطية شرقية من جهة أخرى. درس في مكتبة الكنيسة الرومانية، وأظهر نبوغاً في العلوم الدينية واللغوية.
الوظائف قبل البابوية
أمين مكتبة في الكنيسة الرومانية. عمل كاتباً في الديوان البابوي.
رسمه البابا سيرجيوس الأول كاهناً، ثم تولّى مهمات دبلوماسية ولاهوتية مهمة.
شارك في بعثات كنسية إلى بيزنطة ومناطق أخرى كممثل عن البابوية.
أهم أحداث حبريته
الخلاف مع الإمبراطور ليو الثالث الإيساوري (ليو السوري): الإمبراطور أصدر مرسوماً يُحرّم استخدام الأيقونات في العبادة (718–726 م)، فعارضه البابا بشدة. البابا غريغوريوس دافع عن شرعية استخدام الأيقونات واعتبر المرسوم تدخلاً سياسياً في الشؤون العقائدية. أدّى هذا الخلاف إلى تدهور العلاقات بين روما والقسطنطينية، ومهّد تدريجياً لانفصال الكنيسة الغربية عن الشرقية.
إعادة تنظيم الكنيسة الرومانية: أعاد تنظيم الأبرشيات والإدارات الكنسية في وسط وغرب أوروبا. دعم البعثات التبشيرية في ألمانيا، وخاصةً رعاية المبشّر بونيفاتيوس، الذي يُعرف بـ”رسول الألمان”.
رعاية التعليم والكتابة: كان عالماً مثقفاً؛ شجّع تدوين المعرفة، واهتم بتوسيع مكتبة الكنيسة. وُصف بأنه بابا كاتب ومُعلّم، وله مساهمات أدبية وإدارية في الوثائق البابوية.
الدفاع عن روما: في مواجهة تهديد اللومبارديين، نظّم دفاعات روما ووطّد علاقات مع زعماء محليين. بدأ بميل الكنيسة نحو التحالف مع الفرنجة، وهي خطوة ستتطور لاحقاً في عهد خلفائه.
وفاته
في 11 فبراير 731 م في روما. ودُفن في كنيسة القديس بطرس بالفاتيكان.
الأهمية التاريخية
كان غريغوريوس الثاني صوتاً قوياً للكنيسة الغربية ضد الهيمنة الإمبراطورية الشرقية. عهده شهد بداية ملامح الاستقلال الكنسي والسياسي للبابوية عن بيزنطة. ويُعد من البابوات الذين وضعوا الأسس الفعلية لتحالف لاحق بين البابوية والإمبراطورية الكارولنجية (شارلمان).
صفاته الشخصية
مثقف، إداري صارم، ولاهوتي متمكّن. رجل حوار، لكنه لم يتهاون في العقيدة أو استقلال الكنيسة. يُذكر بأنه من البابوات الذين جَمَعوا بين العلم والإدارة والقداسة.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت