الولادة: –
الوفاة: 565
📜 مار بطرس الرهاوي (ܡܪܝ ܦܛܪܘܣ ܕܐܘܪܗܝ)
مار بطرس الرَهاوي هو أحد أعلام الكنيسة السريانية في القرن السادس الميلادي (حوالي 510–565م)، وعَلَمٌ بارز في تقليد مدرسة الرُها الشهيرة. عُرف بعمقه اللاهوتي والفكري، وكان من المدافعين الشرسين عن الإيمان الأرثوذكسي في وجه الانقسامات العقائدية.
🏛️ النشأة والخلفية
وُلد مار بطرس في مدينة الرُها أو في محيطها، في منطقة أعالي بلاد ما بين النهرين (تركيا الحالية). تلقّى علومه في مدرسة الرُها اللاهوتية، التي كانت منارة علم ومعرفة في العالم السرياني. وبعد نبوغه، رُسم أسقفًا على الرُها، فكان صوتًا أرثوذكسيًا قويًا في زمن انقسامات الكنيسة.
✍️ دوره اللاهوتي والفكري
يُعتبر من أهم لاهوتيي وكتّاب الكنيسة السريانية الأرثوذكسية. تأثر بفكر مار أفرام السرياني، لكنه طوّره ليناسب الإشكالات اللاهوتية التي أعقبت مجمع خلقيدونية. تمسك بالتيار الميافيزي، مؤكّدًا على وحدة الطبيعة في شخص المسيح.
📚 كتاباته
رغم ضياع الكثير من أعماله، إلا أن الباقي منها يُظهر مدى عمق فكره ورسالته:
✉️ رسائل عقائدية: ركّز فيها على وحدة المسيح، وردّ على التعاليم المنقسمة.
📖 تفاسير كتابية: اتبع فيها منهج الرمزية (ܦܫܩܬܐ ܘܪܘܙܐ)، مزاوجًا بين الحرف والروح.
🙏 مقالات نسكية: قدّم فيها تعليمًا روحيًا حول التوبة والصلاة والزهد.
✝️ أفكاره اللاهوتية
طبيعة المسيح: آمن باتحاد حقيقي بين اللاهوت والناسوت في المسيح، دون انقسام أو اختلاط.
الكنيسة والتعليم: رأى أن الكنيسة هي جسد المسيح الحي، والمكان الذي يتحقق فيه الخلاص.
الحياة الروحية: شدد على التوبة والصلاة كمفاتيح للاتحاد بالله.
🕊️ مثال من تعبيراته (بالسريانية)
“ܦܓܪܗ ܕܐܠܗܐ ܕܡܪܝܐ ܐܬܚܕ ܒܟܝܢܐ ܥܡ ܐܢܫܘܬܐ ܕܝܠܢ، ܕܢܗܘܐ ܚܝܐ ܠܟܠܗܘܢ.”
🔸 “جسد الله، الرب، اتّحد بالحقيقة مع إنسانيتنا، ليكون حياة للجميع.”
📖 تأثيره في الكنيسة السريانية
مار بطرس الرُهاوي يُعدّ حلقة وصل بين الجيل الذهبي لمدرسة الرها (مثل مار أفرام ومار رابولا) وبين شخصيات لاحقة مثل:
- مار يعقوب الرهاوي
- مار فيلوكسين المنبجي
- مار سويريوس الأنطاكي
وقد تم الاستشهاد بتعاليمه في مجامع الكنيسة السريانية، واستُحفظت أقواله في دير الزعفران ودير مار متى.
🕯️ رمزيته
📘 الكتاب: التعليم والشرح العقائدي
🕊️ الحمامة: الحكمة والروحانية
🏙️ المدينة (الرُها): الدفاع عن الإيمان السرياني
✒️ الريشة: الإنتاج اللاهوتي والكتابي
⛪ تذكاره الكنسي
لا يوجد له عيد رسمي مستقل، لكن اسمه يُذكر خلال صلوات “الآباء المعلمين” في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، تقديرًا لإسهامه في العقيدة والدفاع عن الإيمان.
💡 تأثيره الروحي الممتد
يرى بعض الباحثين أن أسلوبه أثّر لاحقًا في يشوع الدادسي بالقرن السابع، كما أنه ساهم في الربط بين التقليد التفسيري السرياني القديم والمدرسة الأنطاكية التي جاءت لاحقًا.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت