الولادة: –
الوفاة: 421
👶 النشأة والطفولة
وُلِدَت القدّيسة مريم المصرية في مدينة الإسكندرية في أوائل القرن الخامس الميلادي، ونشأت في أسرة مسيحيّة بسيطة. ولكنّها منذ صباها انجرفت وراء شهوات الجسد، فتركت بيت والديّها وهي في الثانية عشرة من عمرها، وسارت في طريق الخطيّة والانحراف.
🛶 الرحلة إلى أورشليم
بعد سبعة عشر عاماً قضتها في حياة الخطيّة، قصدت أورشليم مع جماعة من الحجاج الذين كانوا متّجهين للاحتفال بعيد الصليب الكريم المحيي. لم يكن قصدها الحجّ ولا العبادة، بل كانت تبحث عن المغامرة وإشباع الأهواء.
⛪ التوبة والعودة إلى الله
حين وصلت إلى كنيسة القيامة، حاولت الدخول مع الحجاج، لكن قوّة غير منظورة كانت تمنعها عن العبور من الباب. عندئذٍ فُتِحَت عيناها الروحيتان، فأدركت أنّ خطاياها الكثيرة قد حالت بينها وبين الدخول إلى بيت الرب. فرفعت نظرها إلى أيقونة والدة الإله العذراء مريم وصرخت باكية:
“يا سيدتي العذراء، إن سمحتِ لي بالدخول لرؤية الصليب الكريم، أعاهدك أن أترك طريق الشر وأتوب توبة صادقة.”
فما إن أنهت صلاتها حتى فُتِحَ لها الطريق، ودخلت الكنيسة وسجدت بخشوع أمام عود الصليب الكريم. ومن تلك اللحظة تغيّرت حياتها تغييراً جذريّاً.
🌿 الحياة النسكية في البرية
خرجت من الكنيسة بإرشادٍ إلهي، وعبرت نهر الأردن، حيث سكنت في البراري القاحلة. هناك قضت سبع عشرة سنة في صراع شديد مع شهوات الجسد وصور الماضي، تعرّضت للجوع والعطش والحرارة والبرد، ولكنها احتمَلتْ كل ذلك بالصلاة والصوم والدموع. ثم منحها الرب سلاماً داخليّاً ونعمةً خاصّة، فعاشت في البرية ما يقارب سبعاً وأربعين سنة في جهادٍ نسكي عجيب.
🤝 لقاؤها بالقدّيس زوسيما
في إحدى أصوام الأربعين المقدّسة، التقاها القدّيس زوسيما الراهب عندما كان يجاهد في برية الأردن. تعرّف منها على سيرتها، فذهل من عظمة توبتها وجهادها. طلبت منه أن يمنحها سرّ الإفخارستيا في المرة المقبلة.
وفي العام التالي جاء إليها حاملاً الأسرار المقدّسة، فتناولت بدموع التوبة والفرح. وعندما عاد في السنة التي تلتها، وجدها قد رقدت بسلام، فوارى جسدها الطاهر في التراب بعدما ساعده أسدٌ أرسله الله، ثم عاد إلى ديره وأخبر الرهبان بقصّتها العجيبة.
🌟 رقادها وتذكارها
تنيّحت القدّيسة مريم المصرية بسلام نحو سنة 421م بعد أن قضت ما يقارب 47 سنة في البرية. وقد صارت سيرتها مثالاً حيّاً لقوة التوبة، وذُكرَت قصتها في السنكسار الكنسي ليُحتفل بتذكراها في اليوم الأول من شهر برمودة (9 نيسان/أبريل) من كل عام.
موسوعة قنشرين للآباء والقديسين ـ رصد انترنت