الولادة: –
الوفاة: –
💓 نشأة بوتامينا وعملها
كانت توجدُ شابةٌ صغيرةٌ (عذراءٌ) تُسمّى بوتامينا، وكانت رائعةَ الجمال، وكانت مسيحيةً، وكانت تعملُ خادمةً لرجلٍ غنيٍّ عاش حياةَ الشهوةِ والترف. وكان يمتدحُ جمالها راغبًا إفسادَ عفتها.
ولمّا لم يستطع إخضاعَها لرغباته الفاسدة، جنّ جنونه، وقام بتسليمها إلى الوالي بالإسكندرية، وقال إنها مسيحية، وتسبّ الحكومة، وتجْدِف الإمبراطورَ الرومانيَّ. وأعطاه مالًا، وقال له:
“إن أغريتها لتكون طوعَ إرادتي (للدنس)، لا تعاقبها، ولكن إن رفضت، عذّبها بكلِّ أنواع التعذيبات التي ترضيك، ولا تدعها تعيش لكي لا تسخر مني ومن حياتي المترفة.”
🔥 مواجهتها مع القضاة
ولمّا وقفت أمام القضاة، لم تنكر مسيحها، فتمّ تعذيبُها بأنواع مختلفةٍ من العذابات.
ثم فكر الوالي في خطةٍ لمزيدٍ من العذابات للقديسة، فأمر بإحضار قدرٍ كبير الحجم مملوءٍ بالقار (الزفت)، وأن يوقدوا نارًا حامية أسفله. وعندما ذاب القار وغَلَى، دعا القاضي القديسة بوتامينا وقال لها:
“اذهبي واخضعي لرغبة سيدك (الشرير)، وإن لم تطيعي، سيتم إلقاؤك في هذا القدر.”
فلما سمعت ذلك، تشجّعت وقالت:
“أيها القاضي، إنك تحكم بالظلم والإثم، لأنك تعرضني للدعارة، وأنا خادمة المسيح، وينبغي أن أقف أمام عرشه بلا لوم.”
⚖️ حكم القاضي ومطالبتها
فلما سمع القاضي كلامها، ثار على الفور، وأمر بإلقائها في قدر القار المغلي. فقالت له البتول:
“استحلفك برأس الإمبراطور، أن تأمرهم بأن ينزلوني في القدر قليلًا قليلًا، وليس دفعةً واحدةً، دون أن يخلعوا ملابسي، حتى أعلم مدى احتمالي من أجل المسيح ومن أجل نقاوة جسدي.”
💖 والدة الشهيدة وباسيليدس
والدتها الشهيدة مارسيل، وعن الشهيد باسيليدس (Baslides)، الجندي الذي كان مكلفًا بحراستها، وقد صنع معها معروفًا بعدم خلع ملابسها أثناء استشهادها، فشفعت فيه أمام الله، ولحقها بدوره، إذ أعلن إيمانه واستشهد.
ذكر المؤرخ يوسابيوس قصتها (التاريخ الكنسي 6:5)، كما تحدث عنها القديس بالاديوس في كتابه “التاريخ اللوسياكي” ف3، رواها على فم إيسيذورس الإسكندري نقلًا عن فم القديس أنبا أنطونيوس.
✝️ نهايتها واستشهادها
وعندما أنزلوها في الوعاء قليلاً، حتى وصل القار إلى عنقها، صار بارداً، وأسلِمت روحُها الطاهرة في يدي الله ونالت إكليلَ الشهادة. وقد نال كثير من المسيحيين أكاليلهم في ذلك الوقت بالإسكندرية.