إن المثل الذي يتناوله الكتاب يتمحور بالأساس حول الصلاة وما تتطلبه من لجاجة. يرسم لنا صورة سلبية لصديق لا يعبأ باحتياجات جاره الصديق، مفضلاً راحته الشخصية وراحة أسرته على مد العون لمن يقرع على بابه في احتياج. ومن خلال تلك الصورة السلبية يذهب بنا المسيح في المثل إلى النقيض، ليبرز لنا مدى الصلاح الإلهي في العطاء، وليظهر لنا أيضاً دور العمل البشري والمتمثل في القرع المستمر على الباب، مؤكداً على ضرورة التناغم بينه وبين الإنسان في رحلة المسيحي التي ينقّب فيها آبار الروح ليرتوي، ويصل بنا المسيح إلى الروح القدس كحضور مكثف مرسل من الآب لمن يقرع باب مراحمه الغنية، ولمن يريد أن يتغير في شكل العالم إلى صورة المسيح _ الابن _ ولمن يريد أن يتذوق العربون الذي يستودعه الآب في قلوبنا شهادة على الأبدية التي سنحياها على الدوام في كنف الروح. بقلم الراهب سارافيم البرموسي.