حلب سريانية في قواعد لغتها السريانية
إذا كانت حلب سريانية في أسماء أحيائها وقراها
؛إذا كانت سريانية في لغتها الخاصة وما فيها من مئات التعابير
السريانية المحضة؛إذا كانت سريانية في الخط الذي تكتب
به كما
بيَّنا أعلاه؛فإن هذا كله ما كان ليكفي بنظرنا ،لولا أن القواعد
التي تسيّر هذه اللغة ،هي قواعد اللغة السريانية ،اتخذت لها في
حلب صبغة خاصة،فجعلت اللغة الحلبية تتميز عن غيرها ،ولا تمتّ إلى
قواعد اللغة العربية أو إلى غيرها
بأية صلة؛لذلك وجب أن نسميها بحق:((لغة
حلب السريانية))!…
نكتفي بسرد بعض القواعد التي لابد منها،ليكون
موضوعنا كاملاً فنقول:
قواعد عامة
القاعدة الأولى العامة ،هي قاعدة الحركات :
1-
المعروف في اللغة العربية أن حركاتها ثلاث فتح
ـَ وضم ـُ وكسر
،وأما الحركات في لغتنا الحلبية فهي تمام الحركات السريانية لا يزاد
عليها ولا ينقص عنها شيء البتة واليكها :
- الفتاح
يُلفظ مثل
a
- الزقاف
يُلفظ مثل
o
- الرباص
يُلفظ مثل
é
- الحباص
يُلفظ مثل
I
- العصاص
يلفظ مثل
ou
2-
إننا نتبع في لفظ الرباص تمام القاعدة
السريانية وهي :متى تبع الرباص
حرف ساكن ،تلفظ مخففة .ثم إذا كان ما قدمنا ،فتعال معي يا أيها القارئ
إلى أي جامع أو كنيسة ،إلى أي نادٍ ثقافي أو محكمة جليلة ،لنستمع إلى خطبة باللغة العربية لشيخ أو
قسيس ،أو محاضرة
لأستاذ خبير أو دفاع لمحامٍ بارع ،وجميعهم ولا
شك يتقنون اللغة العربية كل
الإتقان ؛سوف نجدهم جميعاً يعثرون
باللفظ في الأمور التالية :
3- هاء الغائبة المسبوقة بكسر ،لا يتمكن لساننا
الحلبي من لفظها عند الوقف .فنلفظها بالكسر السرياني الذي هو
لغتنا
.
4 -
كذلك
الضم العربي نلفظه جميعاً وبكل أسف ،كالضم السرياني الذي يسبق
الضمائر ،لأننا لا نعرف هذا الضم العربي في لساننا .
5-
وها هوذا لسننا السرياني الحلبي الثقيل يعثر
في تنوين الرفع وتنوين الجر أيضاً فنلفظهما كما في لساننا .مثال
ذلك :حياتهم نومٌ في كسلٍ نلفظها: Hayatouhom
naoumon fi kasalen بدلاً من
:Hayatouhoum
naoumoun fi kasslinـ ما ذلك إلا لأن هذا التنوين القصير وبكل أسف غير
موجود في لغتنا السريانية
.
أما إذا قيل إن هذا مجرد لحن في اللسان !فنجيب
إننا لا نجد قطعياً هذا اللحن عند أي من غير
السريان،كالإنكليز،والفرنسيين ،والألمان،والاسبان ،والإيطاليين
وغيرهم،ممن يتعلمون اللغة العربية.أما أن نجده عند الحلبيين والسوريين فلا نفهم ذلك
إلا إذا علمنا أنهم قد اعتادوا هذا اللفظ طبيعياً في لسانهم
السرياني!…
القاعدة العامة الثانية ،هي
قاعدة التحريك :
6-
إن الكلمة في لغتنا السريانية الحلبية لا
تختمها حركات الإعراب .فلا رفع ولا نصب ولا جر لا تنوين .وبذلك
فلا يتغير آخرها ،مهما طرأ عليها من تبديل ،ومهما تقدمها من
عوامل كالأفعال والحروف .وذلك تبعاً للقاعدة العامة التي تجري
عليها اللغة السريانية في جميع لهجاتها كالكلدانية
والرهاوية واللبنانية والدمشقية الخ…
فنقول :
قشعنى ناطورْ ،وشبطتْ ناطورْ،وحسنتْ عناطورْ.كدبو
الكدّيبين ،كشيتْ الكدّيبينْ ،بعقتْ فلكديبينْ تشحورْ الحوارْ
،شطفتْ الحوارْ، بنيتْ بحوارْ بيتْ الزبونْ .
هذه هي القاعدة المتبعة في جميع اللهجات
السريانية على السواء.فأين هي من الفصول المطوّلة المعقدة التي
يحويها النحو العربي في ما يخص النواصب والجوازم والفاعل
والمفعول به ،وما يتبعه من
شتى المفاعيل كالمفعول المطلق ،والمفعول
لأجله،والمفعول فيه،والمفعول معه ،والحال الخ…
الخ…؟!
أين هي من الجار والمجرور،والمضاف إليه،والنعت
والعطف والبدل والتوكيد،الخ…الخ…؟!.
بل أين هي من
قواعد النحو والإعراب أجمع
،التي بدونها لا لغة عربية ؟!هذه القواعد التي يحار التلميذ في إتقانها
،فيصل إلى غاية دروسه الثانوية عندنا ،وينال فيها الشهادات
الحكومية ،ونراه مع ذلك لا يقرأ صفحة واحدة دون أن يقع في أغلاط
شتى !هذه القواعد التي يدرسها اللغويون
السنين الطوال ولا يتمكنون من سبر أغوارها وكشف
معمياتها،لما فيها من شواذ،وما في تطبيقها من آراء متضاربة؟!…
إننا لا ننكر أن هذا كله نتج عن غنى اللغة العربية وفلسفة
تكوينها العميق؛ولكنه غير موجود قطعياً في اللغات السريانية
ولذلك فلا نجده في لغتنا السريانية الحلبية…
ولقد كنا نكتفي بهذه القاعدة وحدها ليظهر لنا
بجلاء أن لغتنا الحلبية لا تجري عليها
أي قاعدة من قواعد النحو العربية
ونستنتج إنها مستقلة عنها تمام الاستقلال ،ولا يمكن تسميتها
عربية بوجه من الوجوه!…
القاعدة الثالثة العامة هي قاعدة العدد :
7- أن العدد في اللغة السريانية الحلبية هو كما هو
في باقي اللهجات السريانية ،ثابت لا يتبدل مهما تقدمه من عوامل
،ومهما تبعه من معدودات .فنقول:
طاف تليتين جب،وعبيت تليتين لقن ،ورشيت بتليتين
كيله جنزر واحد وعشرين زمور،وأكلت واحد وعشرين فرتوكة ،فرمت
بواحد وعشرين سكينة.
ست دفاتر بخمس قروش=تليتين
عشرين سكينة وتلتعش سكينة =تلاتا وتليتين
فقل لي
أيها العزيز ،أين هي هذه القواعد السهلة الخاصة باناس عمليين
عجنوا الدهر كالسريان ،من القواعد المعقدة؟يحار في تطبيقها عند
القراءة أو الخطاب من تقدموا أشواطا بعيدة في معرفة
العربية ؟هذه القواعد التي استثقلها العرب أنفسهم فأطلقوا هذا المثل ((ابرد ممن يستعمل النحو في
الحساب ؟!))واستحسنوا بذلك أن يلجأ العربيحين يقوم بعملياته الحسابية التي فيها نفعه الخاص
،إلى غير لغته العربية ،إلى قواعد وتعابير لغة أخرى ،أي إلى
اللغة السريانية التي ليس بمتناول يده سواها!…
القاعدة الرابعة العامة هي قاعدة
الإسكان :
8- إنه ،خلافاً للقاعدة العربية التي لا تسمح
أبداً بالابتداء بالساكن ،نرى اللغة الحلبية تسمح
به،لأن هذه هي القاعدة السريانية في جميع لهجاتها
،فنقول :سْترحناْ ببيت صْغيره شْربنا بْكيلة كبْيرة.
9- إن اللغة العربية لا تسمح مطلقاً بالتقاء
الساكنين .فإذا اضطرتها بعض المواقف إلى ذلك تُلزِم بتحريك أحدهما ،حتى ولو كلفها الأمر أن تنقض
قاعدة جوهرية لديها ،إلا وهي إدخال الكسر على الفعل ،الذي لا
يمكنه أن يعرف سوى الرفع أو النصب أو الجزم ،لا الجر،فنقول :لم
يذهب الرجلُ .أما اللغة الحلبية فقاعدتها في ذلك قاعدة اللغة
السريانية عامة هي هي .فإنها تجيز اللفظ بالساكنين أينما وقعا
:درْتْ لْبرية جنْبْ بيتْ خالْتك .
القاعدة الخامسة العامة:
10- في اللغة العربية لا يتبع الفعل الفاعل إنما
يبقى على حاله مهما تغيّر الفاعل.أما اللغة السريانية فتتبع الفعل الفاعل كيفما تبدل .ونفحص اللغة
الحلبية فنجدها تتبع قاعدة اللغة السريانية تماماً.ولذلك يُقال في حلب
:صلى الراهب،صلت الراهبة
.سجدو الرهبان ،سجدو
الراهبات ، أ كلو العمات.يبسو السجرات.
قواعد خاصة في الأفعال
11-
إن اللغة السريانية الحلبية لا تعرف فعلاً
واحداً يثنى فيه الفعل مع الفاعل المثنى.ولا يمكن شرح هذه الحالة
أبداً إذا قدَّرنا أن اللغة الحلبية عربية!أما إذا عرفناها
سريانية ،وعرفنا أن جميع اللهجات السريانية لا تعرف التثنيه في الفعل
،فنفهم ذلك حالاً .فالحلبي يقول((اجو تنين رجيل وراحو تنتين نسوان)).
12- تبعاً لما سبق(قاعدة9)،لا تفهم القاعدة
السريانية معنى لحذف العين من الفعل الأجوف المجزوم.فيقول الحلبيون كالسريان تماماً ((لا تقومْ
.قومْ.شقولْ حبيْسْ)).
13- في اللغة السريانية الحلبية ،يُسكَّن دوماً
آخر الفعل الماضي في المتكلم والمخاطب والغائب،طبقاً لعادة السريان .فنقول أدَّنت ونزلت .صليت فرضك
ورحتْ ادّن الضهر وقام راح .
14- يسكَّن عادة أول الماضي والأمر.وخاصة في النهي
من وزنَي تفعَّل وتفاعل،مذكراً ومؤنثاً:
تْفضْل تْجادل؛تْفضلي تْعاتبي.لا تقدم ولا تجيدل
.لا تقدمي ولا تعيتبي.
15- يسكَّن أول فعل المضارع خاصة
في الفعل الأجوف فنقول((نحن
نْروح نْبيع ،وأنت تْقوم تْقول،وهو يْصير يْصيح)).
16- في كثير من الأحيان يتعدى الفعل على المفعول به بواسطة اللام ،كما في السريانية ،لا مباشرة كما في العربية
فنقول :شبطت لاخوك (أي ضربتُ اخاكَ) ـ وحبيت لابوك (أي احبيتُ
اباكَ)
لاحظ الفرق الشاسع .
17- وفي كثير من الأحيان أيضاً ،يُضاف اسم مقرون
بهذه اللام ،إيضاحاً لما جاء سابقاً من ضمير هو المفعول الحقيقي
.وهذه قاعدة سريانية بحتة ،لا بحدها أبداً في اللغة العربية
.فنقول((حبيتُه لابوك ـ قلتِ لُّه لاخوك)).
18-أن تغذي الأفعال يصير عادة بواسطة الحروف التي
تتعدى بها الأفعال السريانية لا العربية .فنقول ((أخدته لجَيمع الكبير(وليس إلى الجامع
؛لاحظ الفروقات الثلاثة) ـ ورحنا لكنيسة السريان)).
في الضمائر
19- لما كانت ميم جمع الذكور المتعلقة بضمير،غير
معروفة في السريانية،فالحلبيون السريان لا يعرفون لها ذكراً
البتة في لغتهم ،بل يستعملون نون لغتهم السريانية ،فيقولون
:((شيخكن نصحكن .بكام باعكن كتيبكن .هنن عمّصو عينيّن)).
20- وكذلك نستعمل ضمير العاقل لغير العاقل على
السواء كما يجري ذلك في سائر لهجاتنا السريانية تماماً :((وصلونا
هدايا كن سالمين وانبسطنا منُّن كلن.كل السيارات وقّفوا)).
21- تسكّن كاف الخطاب عند الوقف كما في السريانية
:دفَشكْ الولد،غشكْ البياع ،عليكْ،منكْ ،فيكْ،إلا إذا كان ما قبل كاف المخاطبة
ساكناً.
22- تسكن الهاء والكاف في الفعل
المتعدي
((بعتهْ كله ـ شفناكْ
وعرفناكْ)).
23- تسكن هاء الغائبة دائماً عند الوقف أو في عدمه
:
((ابنهْ اجا وحضرتهْ ما تنازلُّه ـ سيادتهْ وعظ .فضيلتهْ
خطب)).
في الأسماء والصفات
يسكّن أول اسم الفاعل والمفعول من وزن فعَّل
وفاعل مذكراً ومؤنثاً .نحو مْفرح،مْساعد ـ معْظممبْارك ـ مْكرمة مْسامحة ـ
25-
يسكن ثاني المتحركين عادة : ((حْموي
،كلْمة،عمْتك…
))
26- كثير من الأسماء المصدرية يُؤتى بها على وزن
سرياني لا أثر له في العربية:مسؤولية ،محسوبية،
معمودية ،مكتومية…
التثنية والجمع
27- إن قاعدة التثنية في جميع اللهجات السريانية
هي أن يضاف كلمة اثنين أو اثنتين قبل الاسمالمراد تثنيته ثم يضاف هذا الاسم في حالة الجمع
.وهذا ما يحدث تماماً حين يقول الحلبيون ما ذكرناه فوقاً : ((اجو
تنين رجيل .وراحو تنتين نسوان)).وقد تأثرت اللغة السريانية
الحلبية من جارتها اللغة العربية بأن استعارت منها صيغة
التثنية في بعض الأسماء فقط وفي حالة النصب فقط. فنقول: ((اجو اتومبيلين لا اتومبيلان)).
28- أما الأفعال والصفات وغيرها جميعاً فليس
لقاعدة التثنية عليها أي تأثير .فنقول:
((اجو تنين رجيل طوال
،على فرسَين سود))
29- لما كانت اللغة السريانية لا تعرف جمعاً
مؤنثاً سالماً خاصاً بالإناث العاقلات فاللغة السريانية الحلبية تستعمل الجمع المؤنث السالم للجميع :
((بنات شريفات،بقرات بنَّيات،جبسات كويسات،فجلات حلوات)).
30- كثير من الكلمات الحلبية تجمع جمعاً سريانياً
بحتاً: ((ابْهات.امهات عندي أربع بنيَّين الُن تمن ايدين وأربع بنيات الُن تمن يمينين وتمن اجرين
كذا جموع سريانية مجزومة).
النسبة
31- تصير النسبة في اللغة السريانية بإلحاق ياء في
آخر الاسم وهكذا جرت اللغة السريانية الحلبية إلا أنه لما كانت اللغة العربية تجري على ذات
القاعدة ،فالنسبة الحلبية تأثرت بدون شك منها،واتخذت لها من
العربية صبغة ظاهرة.
32-
أما اسماء الجنس وغيرها فاللغة السريانية تلحق
بها نوناً وياءً في النسبة إليها.ولذلك نجد أسماء الجنس والصفات
والألوان ،أكثر ما تكون النسبة فيها بحسب هذه القاعدة السريانية
المحضة. فنقول :رباني ،سرياني ،يوناني ،جواني ،برّاني
،حلويني ،حمصاني
، فرمشاني،أسوداني ،أبيضاني ،أسمراني ،أحمراني
،الخ…
الخ….
الاستفهام
إن أدوات الاستفهام المستعملة هي في معظمها
سريانية وما كان منها غير سرياني فقد غلبت في استعماله القواعد السريانية .أما الأدوات الأكثر
استعمالاً فهي:اينا،مو،من(بربص اولها) كام ـ
33-
إن أينا الاستفهامية تأتي مع الجميع تذكيراً
وتأنيثاً ،افراداً وجمعاً : ((أينا اب راح وأينا ام أجت؟أينا
صبيين لعبو وأينا بنات قريو؟))
34- أما كلمة مُو فقد تستعمل وحدها أو يضاف إليها
((هو أو هي))السريانيتين بلفظهما السرياني لا العربي فيقال : ((مو قلتلك؟موعطيتك؟))أو مو هو
درس ؟مو هي نجحت؟))
35- أما كلمة مِن المربوطة الأول ـ وليست مَن
العربية المفتوحة الأول)فتستعمل للاستفهام عن العاقلين فقط : ((من أجا؟من راح؟))ـ وقد تدعم بها
أيضاً للإيضاح هو وهي السريانيتان:((منو طبخ؟مني اكلت؟))
36- أما كلمة كام فإنها تستعمل كثيراً بمعناها
السرياني المبهم :بعض :درنا كام ساعة في السوق ـ واشترينا كام
غرض))ـ أما إذا استعملت للاستفهام فقد تظل على معناها المبهم :
((كام ساعة درتو في السوق؟وكام غرض اشتريتو؟))
الفاعل
37- إن القاعدة في السريانية هو أن الفاعل يتحكم
في فعله ،فيتبعه في التذكير والتأنيث،في الإفراد والجموع وهذا ما لا يمكن احتماله في اللغة
العربية .فنقول :
((زمَّر الزمور وزمرت الطواطة ـ أجو المعلمين
واجو المعلمات)).
38- لا قاعدة تضطر الفعل بأن يتقدم على الفاعل
فالفاعل في لغتنا السريانية الحلبية كما في سائر اللهجات السريانية ،يقع قبل الفعل أو بعده
،مباشرة أو تفصلهما عبارة أو جملة ؛وفي جميع الحالات يتبع الفعل
الفاعل كما تقدم.
المفعول به
39- إن الفعل في السريانية يتعدى على المفعول به
مباشرة أو بواسطة اللام؛وهذه هي تماماً قاعدة المفعول به في اللغة السريانية الحلبية: ((أخذت
أخوك معي ـ أخذت لاخوك معي))
40-يكون الضمير متصلا بالفعل غالباً ولا سيما إذا
كان معرفة: ((ترجيناك ومدحناك وأنت رفضت))ـ أما إذا سبق الضمير
الفعل فتجري عليه القاعدة السريانية التي لا تعرفها العربية ((الك ترجينا والك مدحنا،وأنت رفضت))
41- يُقرن المفعول به باللام وجوباً إذا كان
لعامله معنى الحركة والانتقال ،وهذا كما في السريانية تماماً: ((اجو للمدينة ،ووصلوا للمحل))(وليس أتوا
المدينة ووصلوا المحل).
42- أما الأفعال التي تأخذ مفعولين فيقرن أولهما
فقط أو صاحب الأولية فقط باللام،وذلك بحسب منطوق القاعدة السريانية تماماًُ:عطيت للفقير
بدلة ـ طعميت الخبزة لاخوك ـ
الإضافة
43- إنها لقاعدة سريانية محضة تتنافى تماماً مع
قواعد اللغة العربية ،هذه القاعدة التي نجدها في لغتنا السريانية الحلبية وهي أن يُقرن المضاف بضمير
يعود إلى المضاف إليه: ((أجا أبوه للولد ،اجت أمها للبنت .سافروا
معلمين لاخوتنا .ضربني أخوه للمعلم الخ)).
44-
بموجب منطوق القاعدة السريانية أيضاً تسمح
اللغة السريانية الحلبية ،أن يُفصل بين المضاف والمضاف إليه:
((عنزة الحلابة لجارنا ،أو عنزته الحلابة لجارنا ضاعت ـ قلمه
الكويس لاخوك انكسر الخ
…
))
45- أخذا بالقاعدة السريانية ،تسمح اللغة
السريانية الحلبية بأن يكون المضاف مفرداً والمضاف إليه جمعاً
متى قُصد واحد من المضاف لكل من المضاف إليه ((أولاد كن صرعوا
رأس الجيران أو رأسن للجيران ـ قلبن على كفن)).
46- وهذه قاعدة سريانية محضة أيضاً في لغتنا
الحلبية حين نُضيف الاسم إلى الفعل ونضيفه بواسطة الدال تماماً كما في السريانية:
((يوم ديجي أخوك
خبرني ـ نهار الدتروح خذني معك الخ)).
التوكيد
47- يقول كتاب النحو السرياني: ((يتأكد الاسم بأن
يسبقه ضميره .ولذلك فنحن نقول في لغتنا الحلبية: ((هو المعلم كتب ـ هي أختك قالت لي)).
48- وكذلك أيضاً:يتأكد الفعل المتعدي بضمير
المفعول: ((شفتها إلها لامك ـ باعه اله لجاره الدكان الخ)).
49- أما الظروف فتؤكد بإلحاق الضمير بها : ((من
بعده لهداك اليوم صار الصلح))
التفضيل
50- إن التفضيل يصير في اللغة السريانية كما في
العربية باستعمال لفظة من.وتكون منْ مربوصة الميم ساكنة النون عند السريان ومكسورة الميم
مفتوحة النون أحياناً عند العرب .أما الحلبيون فمن التفضيل لديهم
هي ((من))السريانية دوماً.
51-
إن اللغة العربية تجعل للتفضيل صيغة أفعل إلا
ما كان من الصفات دالاً على لون أو عيب أوحلية .ولما كانت اللغة السريانية لا تعرف هذه
الفوارق فالحلبيون لا يعرفونها أيضاً ولذلك نقول:((بدلتك أبيض ،أخضر،أحمر،أصفر…
من بدلتها)
النفي
52- إن النفي في اللغة السريانية كما في العربية
يعبر عنه بزيادة أحرف النفي المختلفة قبل الفعل. إنما هناك نوع من التعبير في السريانية يجوز فيه
زيادة فعل هو بعد حرف النفي.وهذه الظاهرة نجدها في لغتنا
السريانية الحلبية .فنزيد هو بعد ما أو مو النافية .وهذه الكلمة
هو ليست ضمير الغائب العربي إنما هي شيء من التحريف لفعل هو
السرياني .والدليل على ذلك إنها تزاد للمتكلم والمخاطب على السواء:
((مو هو أنا اللي نصحتك لكن
أبوك .ما هو انت اللي رحت،لكن خيالك .مو هو نحن اللي ترجينا؛ومو
هو انتو اللي طنشتو ))تماماً كما في السريانية.