كانت أربع شمعات تشتعل ببطء والجو يوحي بصمت شديد حيث أمكن سماع حديثها. قالت الشمعة الأولى: أنا السلام الذي لم يستطع البشر المحافظة عليّ، وأعتقد أنني سأنطفىء، وعلى عجل أخفضت نارها وانطفأت كلّياً.
وقالت الثانية: أنا الإيمان أشعر مع الأسف بأنني في غاية السطحية، فالبشر لا يريدون معرفة شيء عنّي، لذلك لا معنى لأن أبقى مشتعلة، وعند توقّفها عن الكلام انطفأت.
وأظهرت الشمعة الثالثة انها الحبّ وقالت: لم تعد لي القوّة على الاستمرار، فالبشر يتركونني جانباً دون أن يدركوا قلّة صبري، ينسون الذين يحيطون بهم ويحبّونهم. وبدون مزيد من الانتظار انطفأت بدورها.
في هذه اللحظة وصلت صبيّة صغيرة ولدى رؤيتها الشمعات الثلاث مطفأة قالت بحزن: ماذا يجري هنا؟ كان عليكنّ البقاء مشتعلات حتى النهاية، ثم أجهشت بالبكاء.
تدخّلت عندئذٍ الشمعة الرابعة وقالت لها: لا تكوني حزينة، فطالما شعلتي ملتهبة فبإمكاننا إشعال باقي الشمعات. أنا أدعى الرجاء(الأمل) . وبعينين لامعتين أخذت الإبنة الصغيرة شمعة الأمل تشعل بها باقي الشمعات.
فليبقَ الأمل مشتعلاً في داخلنا ولنعمل كي يستمرّ في إشعال شمعات الايمان والسلام والمحبة فينا. (وقديماً قيل: ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل) .
ترجمها عن الفرنسية منذ ثلاثين عاماً المحامي أنطوان دقي
|